مدة زمنية من السنة شغف بها صيادو السنارة بمختلف أنواعها، تميزت بمتعة الصيد الليلي والنهاري وساعات الصيد الطويلة على صخور "بانياس" الشاطئية.

الصياد "علي ضوا" ممن امتهنوا الصيد التشريني وتمرس عليه في مثل هذه الأوقات من السنة، وعنه قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 كانون الأول 2014: «أحب الصيد بواسطة السنارة في هذه الأوقات من السنة التي تعرف بالصيد "التشريني"، حيث يكون الصيد فيها ممتعاً بمتعة الطقس وتقلبه بين البارد والمعتدل والدافئ، وأمتهن الصيد التشريني في كل يوم تقريباً على مدار الثلاثة أشهر التي تسمى أشهر تشرينية، وأصنع فيها عجينة خاصة قوامها الطحين "الزيرو" والفانيليا والسمن والسكر، وتخلط مع بعضها بعضاً لتتجانس وتصبح جاهزة لصيد سمكة "البوري" بطريقة الدس، وهي عبارة عن قصبة صيد عادية ولها خيط في نهايته سنارة معدنية، ولكن دون فواشة.

عملت بصيد الغطس وحدي وصيد الشباك مع الأصدقاء، وصيد السنارة بجوار مجموعة صيادي السنارة متنوعي الأفكار والثقافات، ووجدته الأجمل والأقرب إلي، لألفته وتفرد علاقته بالبحر على ضوء القمر وبين الصخور مع صوت الأمواج وتلاطمها، ويتجلى هذا الشعور في المدة التشرينية أو الصيد التشريني. ومن ميزات هذا النوع من الصيد أو ما يعرف بالصيد التشريني، تكون الحبة "السمكة" أكبر من المعتاد، فهي تعتني بنفسها وبغذائها في هذه الأوقات من السنة جيداً، فنرغب بها لدسمها ونكهتها اللذيذة وأحجامها الكبيرة بخلاف بقية أشهر السنة

والصيد التشريني بالنسبة لي يكون بعد الظهر لصيد سمك البوري بمختلف أنواعه وبعض الأسماك الأخرى التي تقترب من الشاطئ الصخري كالسمنيس، وفي الليل يكون لصيد الكلمار "الحبار" أو "الصبيد" وهو توقيت رائع جداً، عندما يكون البحر "غليني"؛ أي ساكن، وبالنسبة لي أقوم بالصيد في النهار والليل، وأركز على فترة ما بعد الظهر لأنها تناسبني أكثر للعودة إلى المنزل في قرية "خربة السناسل"».

الصياد علي ضوا

الصياد "حيدر حيدر" من أقدم صيادي السنارة المواظبين على الصيد التشريني والصيد في مختلف الأوقات، تحدث عن الصيد في هذه الأوقات من السنة، فقال: «أعمل بالصيد من حوالي خمسة وثلاثين عاماً، وخاصة صيد السنارة ومنه "الصيد التشريني" الممتد بين شهر تشرين الأول وحتى نهاية كانون الأول، ففي هذه المدة يكون البحر رائعاً في هدوئه ونقياً في غضبه ومثيراً بأمواجه، وهذا ما أعشقه في البحر، ويجعلني أقضي ما يزيد على خمس عشرة ساعة يومياً معه وفيه وأمامه.

أستعد لصيد السنارة في الساعة الثانية ظهراً ضمن ميناء الصيد والنزهة في مدينة "بانياس"، ويكون الصيد في هذه الساعات من سمكة "البوري" بسنارة عادية "شكم" مع فواشة، وأعود إلى المنزل في تمام الخامسة عصراً وحتى الساعة السابعة مساءً، لأعود إلى صيد السنارة على الشاطئ الصخري في عدة مناطق من البحر، ومنها منطقة "البور" ومنطقة بجانب مصب نهر "بانياس"، أو على المراكب البحرية للأصدقاء، وهنا يكون الصيد عبارة عن حيوان بحري يسمى "الحبار"، وذلك بواسطة قصبة المولينيه "منويل" أو كما تعرف بـ"المكنى"، ويستمر لما بعد منتصف الليل بأكثر من ساعة».

الصياد محمد عباس

ويتابع الصياد "حيدر": «عملت بصيد الغطس وحدي وصيد الشباك مع الأصدقاء، وصيد السنارة بجوار مجموعة صيادي السنارة متنوعي الأفكار والثقافات، ووجدته الأجمل والأقرب إلي، لألفته وتفرد علاقته بالبحر على ضوء القمر وبين الصخور مع صوت الأمواج وتلاطمها، ويتجلى هذا الشعور في المدة التشرينية أو الصيد التشريني.

ومن ميزات هذا النوع من الصيد أو ما يعرف بالصيد التشريني، تكون الحبة "السمكة" أكبر من المعتاد، فهي تعتني بنفسها وبغذائها في هذه الأوقات من السنة جيداً، فنرغب بها لدسمها ونكهتها اللذيذة وأحجامها الكبيرة بخلاف بقية أشهر السنة».

الصياد حيدر حيدر

الصياد "محمد عباس" يعد صيد السنارة في هذه الأيام من السنة تغييراً لرتم الحياة اليومية المعتادة، وهنا أضاف: «صيد السنارة هو لتغيير روتين الحياة اليومية في المنزل والتمتع بهذه الأجواء الدافئة والرائعة، خاصة في مثل هذه الأوقات من السنة "التشرينية"، وهذا العمل دفعني لتحسين جانب من حياتي المادية عندما تكون كمية الأسماك جيدة ومناسبة للبيع.

وتميزت عملية الصيد بالسنارة في هذه الفترة التشرينية بناءً على تجربة شخصية، بكمية الأسماك التي أصطادها في كل يوم، حيث تقدر الكمية بحوالي ثلاثة كيلوغرامات يومياً كحد وسطي، حيث إن الأسماك بعد هذه الأوقات من السنة تتوقف عن تناول الطعام تحضراً لمرحلة وضع البيض، فتتوقف عن تناول طعم السنارة، فتكون عملية الصيد ضعيفة جداً».