تعد المكونات الأساسية لفطائر "القراص بحمص" كما يسميها أهالي قرية "بقعو" والمصنوعة على نار التنور الهادئة منتجات محلية زرعوها في حقولهم، فغدت وجبة تراثية مهمة.

لقد صنعت فطائر "القراص بحمص" في مختلف مناسبات أهالي قرية "بقعو" التابعة لمدينة "الدريكيش"، وهذا بحسب حديث السيد "يوسف برهوم" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 حزيران 2014، حيث أضاف: «منذ زمن بعيد ونساء قريتنا "بقعو" تواظب على صناعة فطائر "القراص بحمص" في كل مناسبة سعيدة تمر عليهن كوجبة تراثية متوارثة، فهي بالنسبة لنا وجبة غذائية ارتبطت بممارستنا لعاداتنا وتقاليدنا المتوارثة، إضافة إلى أننا نفخر بصناعتها من منتجاتنا الزراعية المحلية كالحمص والبصل والقمح المجروش.

تواظب والدتي على صناعة "القراص بحمص" في مختلف المناسبات، فهي بالنسبة لي وجبة لذيذة لا يمكن الاستغناء عنها، حتى إن زوجتي تعلمت صناعتها شأنها شأن أغلب بنات جيلها الشاب لضمان استمراريتها كوجبة تراثية من حياة أجدادنا

ونحن كرجال نحب هذه الوجبة التراثية لفوائدها الكثيرة والطاقة التي تمنحنا إياها خاصة بعد تناولها على الإفطار وقبل القيام بأي مجهود عضلي، فمكوناتها الأساسية غنية بالفيتامينات والبروتينات المانحة للقدرة البدنية الجيدة».

الحمص المطحون

وللتعرف أكثر على فطائر "القراص بحمص" هذه الوجبة التراثية من حياة أهالي وسكان قرية "بقعو" الغارقة في القدم، التقينا السيدة "مريم علي عباس" لتحدثنا بداية كيف كانت عملية التعاطي مع طريقة صناعتها بمراحلها المتعددة والمتداخلة: «كان يجب على كل فتاة ريفية في القرية أن تتقن طريقة صناعة "لقراص بحمص" في منزل أسرتها بمساعدة والدتها أو بمساعدة حماتها فور زواجها، لأن هذه الوجبة التراثية المطهوة على نار التنور الهادئة مرتبطة بالكثير من المناسبات السعيدة في حياة أبناء القرية، ويجدر بربة المنزل إتقان صناعتها لكي تكون مساهمة في الاحتفالات السعيدة المستمرة في حياتنا. فخطوات صناعتها بسيطة وسهلة رغم أنها متعددة تبدأ بتحضير وتجهيز المواد الأولية كطحن حبات الحمص بطريقة بسيطة وسهلة لتصبح كل حبة حبتين، ومن ثم نقعها بالماء لعدة ساعات لتصبح جاهزة للسلق، وفرم أو تقطيع رؤوس البصل، وهنا الكمية مرتبطة بحسب الرغبة والطلب، إضافة إلى نقع البرغل الناعم أو ما يعرف بـ"الفريفور" لعدة ساعات أيضاً، وتقشير وتقطيع الشواف السباطي الأصفر إلى مكعبات صغيرة».

وتتابع السيدة "مريم": «نسلق حبات الحمص بالماء لحوالي نصف ساعة حتى تصبح طرية ولينة، ونقلي البصل المفروم بالزيت حتى يحمر، ونضيف إليه الحمص المسلوق والبهارات المتنوعة لتضفي نكهة مميزة عليها، وفي هذه الأثناء نقوم بطحن البرغل المنقوع وعركه باليدين ليصبح مرناً في التعامل ونتركه حتى يرتاح عدة دقائق، وهنا نقوم بسلق مكعبات "الشواف السباطي الأصفر" وهو نوع من أنواع القرع، حتى ينضج ثم نصفيه من المياه ونضعه فوق البرغل المفروك ونعيد فركه مرة أخرى حتى يصبح كالعجين مع إضافة الملح بحسب الرغبة، وتترك المكونات عدة ساعات حتى تمام التفاعل ومنح النهكة الخاصة. ومن ثم نقوم بطحنها على الرحى الحجرية ونعيد فركها باليدين لتكون جاهزة لصناعة الكبة بواسطة اليدين، وخلال الصناعة نقوم بحشو الحمص المطبوخ بداخلها ونرقها باليدين حتى تصبح مسطحة كالقرص الدائري، وتوضع في طبق القش بشكل جيد حتى لا تلتصق ببعضها بعضاً.

كبة البرغل قبل رقها باليدين

وبعد الانتهاء من مرحلة الصناعة والحشوة نجهز نار التنور الهادئة أو الصاج المعدني لنبدأ لصقها عليه وتعريضها للحرارة حتى النضج التام فترفع عن النار وتدهن بالزيت وهي ساخنة كي تمتصه، فتصبح جاهزة للتناول بعد أن تبرد».

أما السيد "زياد معلا" من أبناء وسكان قرية "بقعو" فقال: «تواظب والدتي على صناعة "القراص بحمص" في مختلف المناسبات، فهي بالنسبة لي وجبة لذيذة لا يمكن الاستغناء عنها، حتى إن زوجتي تعلمت صناعتها شأنها شأن أغلب بنات جيلها الشاب لضمان استمراريتها كوجبة تراثية من حياة أجدادنا».