محاولاته الشعرية البسيطة والقليلة لم تمرّ من دون أن يُسلط الضوء عليها من قبل المختصين؛ لذلك باتت الكلمات بالنسبة له عبارة عن زورق يرسو به على أي شطّ يختاره.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الشاعر "بسام حواط" بتاريخ 13 تموز 2018، ليحدثنا عن بداياته الشعرية، حيث قال: «علاقتي بالشعر بوجه عام بدأت منذ زمن قريب، وكانت هناك محاولات غير جدية للكتابة، لكنها تطورت مع الأيام لتُشبه الكتابة بالطريقة الزجلية، وكان للشاعر"مروان البحري" نائب رئيس "جمعية الزجل" يومها ورئيسها حالياً فضلٌ كبيرٌ عليّ، فقد ساعدني في دراسة الأوزان وكيفية تنظيم الفكرة لقول الزجل بأسلوب مميز، وسهل العديد من الأصدقاء عليّ الانخراط في الشعر الزجلي. الزجل ليس مجرد كلام سطحي وباللهجة العامية، بل هو شعر باللهجة العامية القريبة جداً إلى الفصحى، وله أسسه وقواعده وقوانينه وأوزانه كما للشعر الفصيح، والزجل يتميز أيضاً عن الشعر بوجه عام بأنه يحتاج إلى موهبة فذّة وثقافة عالية، فهو غني بالصور الشعرية المشعة والاستعارات البلاغية المبتكرة والحديثة التي يفتقر إليها كمّ كبير من الشعر الفصيح وحتى الموزون في جميع البلدان والأقطار العربية».

إن الزجل يعتمدُ على ثقافة واسعة وعلم ومطالعة وآفاق وفكر وخيال واسع جدّاً ومعرفة ودراية تامة بالأوزان الشعرية؛ لأن الزجل له أوزانه كما للشعر الفصيح أوزانه وعروضه، لكن نجد الكثيرين يجهلون هذه النقطة المهمة

وأضاف: «لست شاعراً زجليّاً محترفاً، وإنما أكتب ما يمليه عليّ إحساسي وألوان الشمس في عينيّ، حيث أكتب مقتطفات ليست خيالية، وإنما تجسيداً لإحساس وقتي يمر به أي إنسان، فالشاعر يمتلك الموهبة ذات الألوان المتعددة، عينهُ عدسة سحرية يستطيع بموهبته وأفكاره تجسيد أي حالة بمقطوعة موسيقية أوتارها لا تخذله، وهو بالحالة الطبيعية جزء من هذا المجتمع. مشاركاتي خجولة جداً بسبب اغترابي عن الوطن الأم أغلب الأحيان، وقد ألقيت بضع قصائد في عدة مناسبات للأقرباء، وألقيت رثاءً لوالدي المرحوم في ذكراه السنوية في العام الفائت، وقدمت أمسية شعرية وحيدة بنجاح في بلدتي "صافيتا" العام الفائت، ولديّ أيضاً ديوانان قيد الطباعة؛ الأول بعنوان: "توب السكت"، والثاني: "بنت السما"، وأتمنى لو تقام مهرجانات يتم فيها دعم شعراء الزجل عبر المنابر إسوة بشعراء الفصحى الذين تتم استضافتهم في معظم الأنشطة الثقافية».

الشاعر مروان بحري

أما حول الأوزان التي يفضّلها، فقال: «أكتب على جميع الأوزان الزجلية، لكنني أفضّل "القرادي، والموشّح، والعتابا"، ولكل شاعر ذوقه الخاص والأوزان المفضلة لديه، وهناك شعراء يفضّلون الكتابة على وزنين أو ثلاثة فقط على الرغم من كونهم يعرفون جميع الأوزان وبإمكانهم الكتابة عليها بسهولة وإبداع».

وأضاف: «المهم أن نكتب الكلمة الجميلة، إضافة إلى الفكرة والموضوع والصورة المميزة والاستعارات البلاغية الحديثة والمبتكرة التي تسلب العقل وتأسر القلب والروح، وهذا هو الشعر الحقيقي الإبداعي بصرف النظر عن اللهجة أو الطابع أو اللون».

أما على ماذا يعتمد شاعر الزجل، فقال: «إن الزجل يعتمدُ على ثقافة واسعة وعلم ومطالعة وآفاق وفكر وخيال واسع جدّاً ومعرفة ودراية تامة بالأوزان الشعرية؛ لأن الزجل له أوزانه كما للشعر الفصيح أوزانه وعروضه، لكن نجد الكثيرين يجهلون هذه النقطة المهمة».

ومن ديوانه "بنت السما" اخترنا هذه القصيدة:

"بيت الشـــــعر لو كان ع متلي

بيخلق شعور وحروف تسكتلي

شاعر أنا ما بضيع العنــوان

أرضي "صافيتا" بقلب تنبتلي

الشاعر

بيجيب من تاج البرج إيمان

بيحفرصلا.. بيزرع ألو شتلة

بيخيّـــر الإنسان بالإنسان

بيزرع محبة بيحمل العتلــة

اسألو

اسألو درب الشعر عل كان

عالعيــــن عامل مرجلة وفتلة

جايب رجولة فهـــد وسليمان

وروح ال عبد شو طيب تركتلي

واليــوم

جايب لأرضي نور من بركان

جايب غيوم حروف شتِّتلي

توب القداسة

توب القداسة ن كان بالقصدان

قدموس من عندي سرق بتلة

شم بْ ريحتها فلّ مع ريحـــان

كمل ع توب الأبجدية وكـــان

شاعر صفتلي وشعر صافتلي"

كما تواصلت المدونة مع رئيس جمعية الزجل في "سورية" الشاعر "مروان بحري" ليحدثنا عن تجربة الشاعر "بسام"، حيث قال: «يمتلك أفقاً عالياً وذهناً متقداً، وكانت له في البداية محاولات نثرية مميزة، لكن رغبته وإصراره على قول الشعر الزجلي مكنّاه من دراسته بأسلوب معمق ودقيق حتى استطاع أن يعيد صياغة حروفه وجمله بطريقة موزونة وخلابة مع استعارات جمالية معبرة وفصيحة، أظنّ أنه سيكون من أبرز الشعراء الزجليين في المرحلة المقبلة».

بقي أن نذكر، أن الشاعر "بسام الحواط" قد ولد في قرية آشورية في الشمال الشرقي في "سورية" تدعى "تل تمر" عام 1970، وعاش في مدينة "صافيتا"، وقد درس في كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية في "اللاذقية"، ويقيم في دولة "الكويت" منذ عام 1994.