من بلدة "حصين البحر" ومن طبيعتها الريفية الجميلة التي تجمع بين الساحل والجبل انطلقت مواهب فكرية وفنية وأدبية لتغني بنتاجها مجالات الأدب والفنون في "طرطوس" بشكل خاص وفي "سورية"بشكل عام .

ومن هذه الأسماء التي تخط طريقها للولوج إلى عالم الإبداع الأدبي الشاعر "فراس أحمد" الذي التقيناه بتاريخ

أنا أكتب الشعر لنفسي أولاً، وأكتبه للآخر لفتح حوار معه ثانياً

28/9/2009.

زمن انكسار حلمه الأول انعكس على كتابات الشاعر فبدأت بكتابة شعر "الومضة" حسب قوله:« بدأت كتاباتي الشعرية عام "1994" بمقاطع صغيرة متأثراً بشاعرة يابانية تكتب شعر "الهايكو" الذي أسميته أنا بـ"الومضة" الشعرية بسبب حالتي الداخلية الصعبة أي زمن انكسار الحلم الأول فبدلاً من أن أكون في "دمشق" أولاً وللدراسة فيها ثانياً بعدت عنها مئات الكيلو مترات في "الرميلان" بعد دراستي معهد النفط».

ديوان الشاعر

«وقد وجدت في ديوان هذه الشاعرة مرآة لحالتي النفسية في تلك الفترة فبدأت الكتابة متأثراً بأسلوبها في الكتابة الذي اعتمد على التكثيف والمفارقة أحياناً والتقاط الصور الخفية في المكان وأبرر هذا الآن بضعف ثقافتي آنذاك وحاجتي للتجربة والخبرة ».

في عام "1997" ومع بداياته في كتابة القصائد الطويلة ولد الشاعر "فراس" حسب تعبيره:«أعتبر هذا التاريخ ولادة لي عبر الزمن وتطهير من بعض المورثات والتقاليد التي تغلق العقل وبحث عن السؤال الذي يفتح الأفق وتهيئة لولادة جديدة بين أصابعه وهذا هو أثر الريف صاحب الأفق الرحب الواسع في نفسي وفي عقلي الذي يبحث دائماً عن الوجوه المختلفة للحقيقة الموشورية ».

في ملتقى ثقافي بانياس

الأستاذ الكاتب الكبير "حيدر حيدر" صديق مقرب وشخص يثق بقدراته الأدبية ويستعين به لتقييم كتاباته حسب قوله:« القصيدة الأولى تحسستها بحذر بعد كتابتها وعرضتها على الأستاذ "حيدر حيدر" وهو صديق مقرب مني شجعني على الكتابة و كان موضوعياً معي حيث كان يحذف ما لا يعجبه في القصيدة ولم أكن أستطيع مناقشته في البداية لضعف تجربتي الشعرية ».

ويتابع:«فيما بعد أصبحنا نتحاور ونتناقش بندية ومن المحتمل ألا يقنع أحدنا الآخر برأيه ولكن في النهاية تبقى القصيدة كما أراها وكما كتبتها فهو أصبح يبدي رأيه لمجرد الحوار».

أما قراءاته المكثفة فقد اعتمدت على مكتبة السيد"حيدر" حيث يقول:«قرأت كتباً متنوعة جداً منها الأدبية والفكرية والمسرحية والتاريخية والأسطورية التي تغني الشعر ثقافياً وتفتح الخيال أمامه لشعوري الدائم للحاجة إلى الثقافة مما أغنى الفكر لدي».

الشعر كيمياء خفية للعلاقة مع المكان والعالم، ويكون مطالباً أحياناً بطرح الأسئلة التنويرية التي قد تعطي نتيجة معينة مثل تغيير أو إنتاج عقل جديد منفتح.

يضيف :«أنا أكتب الشعر لنفسي أولاً، وأكتبه للآخر لفتح حوار معه ثانياً».0

للمرأة دور أساسي في كتاباته وذلك :« انطلاقاً من علاقتي المميزة مع أخواتي الإناث، وأهم امرأة عرفتها وبفقدانها فقدت خيط الأمان وهي أمي، إضافة إلى المرأة العاشقة الموجودة دائماً ضمن أشعاري ».

ديوان "على قدر جناحيك" مجموعة شعرية للشعر الطويل ويختلف عن ديوانه الأول الذي أنتجه عام"1994" والذي قال عنه :«هو نتاج شعري منذ عام "1997" حتى عام "2009" والفرق بين المجموعتين هو أسلوب الكتابة حيث كان أثر المكان هو المسيطر على الكتابة في الديوان الأول, في حين سيطر الاستقرار على كتابة الديوان الثاني بسبب استقرار المكان الناتج عن الاستقرار العاطفي والعملي ».