تعتبر الكاتبة "دعد إبراهيم" من الأدباء القلائل الذين جسّدوا هموم مجتمعنا الشرقي على اختلافها؛ فكرياً، اجتماعياً وحتى روحياً، تنوعٌ أدبيّ ميز مجموعاتها القصصية ومنها "ضوء أبيض.. من بعيد"، "طيران خارج الحلم" و"بوحٌ .. ولكن".

في هذا الحوار الذي أجراه "موقع eTartus" معها بتاريخ 25/8/2009 تتحدث عن دور "القصة" في معالجة قضايا المجتمع، والنشاط الثقافي في محافظة "طرطوس".

هي ومضة من الحياة أعبر بها عن شيء داخلي أكثر مما هو خارجي، ويمكن أن تكون القصة أصعب من أيّ نوع من الأدب لأنها تحمل الكثير من الأمور

  • ماذا تمثل القصة بالنسبة لك؟
  • المجموعة الأولى

    ** «هي ومضة من الحياة أعبر بها عن شيء داخلي أكثر مما هو خارجي، ويمكن أن تكون القصة أصعب من أيّ نوع من الأدب لأنها تحمل الكثير من الأمور».

  • أين تدور أحداث قصصك؟ وكيف تختارين أبطالها؟
  • مجموعتها الشهيرة بطبعتها الثانية

    ** «ارتبطت أحداث قصصي بمعاناة شخصيات من هذا الواقع ولا تتطابق بالضرورة مع نفس الأشخاص والحالات، لكنها لا تخرج عن نطاق الواقع.

    أما عن شخصياتها فأغلب الأحيان هم من يختاروني ويفرضون أنفسهم، ومن المفروض أن يلعب الخيال دوراً في الكتابة فيضفي جمالاً وسحراً ومع ذلك تبقى للرواية جذور أعمق في الواقع».

    من إصدار العام الماضي، "بوح.. ولكن"

  • لماذا لم تكتبين الرواية، وهل فكرت في ذلك؟
  • ** «يمكن أن أفكر لاحقاً في كتابة الرواية، فهي تحتاج إلى وقت أكثر، ولكن يمكن تحميلها الكثير من الأحداث والعلاقات الاجتماعية أي باختصار ترصد المجتمع بدقة».

  • نعلم أنّ لك كتابات شعرية، لكن يبدو أنّ للقصة الأولوية فماذا تقولين عن الشعر؟
  • ** «أحبّ الشعر وأجد نفسي داخل الشعر، وكان هناك مأخذ أن هناك طابع شعري في بعض قصصي، ويمكن أن يجمع قصائدي النثرية ديوان قريباً.

    أكتب الشعر في حالات وجدانية ونادراً ما تتعلق بأحداث معينة إذ أتركها للقصة، وقد كتبت بعض القصائد لابنتي في الغربة .....يمكن أن يتغرب الإنسان في وطنه.

    يمكن أن أجد نفسي أحياناً قادرة على قول أكثر مما يمكن قوله في القصة حيث أنّ الخيال يلعب دوراً أكبر في الشعر».

  • الكاتبة "دعد إبراهيم" هي أول من وقف على منبر "المركز الثقافي" في محافظة "طرطوس"، هل أنت راضية عن إصداراتك الأدبية؟
  • ** «أعتبر نفسي كاتبة كسولة، ويمكن أن أعزو ذلك إلى الجو الاجتماعي وجو الأسرة والمسؤولية تجاهها والعلاقات الاجتماعية المتشعبة التي كانت تمنعني أحياناً حتى عن القراءة، ولكني راضية أنني أوصلت أولادي إلى برّ الأمان من حيث تفوقهم وحياتهم».

  • هل يمكن اعتبار مصطلح "الأدب النسائي" تسمية دقيقة؟
  • ** «أقول أنّ كلّ إنسان يعبر عما بداخله، فلا يمكنني أن أكتب عن الرجل بنفس الطريقة التي يكتب فيها عن نفسه، وبالمقابل لا يمكنه الكتابة عن المرأة بنفس الطريقة التي تعبر بها هي عن نفسها، وليس من الخطأ أن أكتب عن نفسي كأنثى، فذلك يعتبر بدوره أدباً إنسانياً له موضوعات متنوعة تتناول جوانب حياتية إنسانية وتختلف من بيئة إلى أخرى بحسب الكاتب أو الكاتبة.

    يختلف اهتمام الأدباء بهذا الأدب من مجتمع إلى آخر فكل مجتمع يفرز ما بداخله، فالكاتب لديه الحس الإبداعي والمهم أين تشكّل هذا الحس.

    قرأت الأدب الروسي مترجماً وأدب أميركا اللاتينية ولم يخطر لي أن أحدد هل تطرّق هذا الأدب إلى مواضيع تخص المرأة.

    أكثر الكتاب الذين جسدوا المرأة كإنسانة هم الكتاب الفلسطينيون مثل "غسان كنفاني"، فالمرأة بالرغم من أنها سيدة بيت لكنها عندما توجّه أولادها بالكلمة تعتبر قد اشتركت في الجهاد».

  • ذكرت أنك عشت في عدة محافظات خلال عملك كمدرسة للغة العربية قبل الاستقرار في محافظة "طرطوس"، فما الفرق في الواقع الثقافي بينها؟
  • ** «ألاحظ أنّ محافظة "طرطوس" تنعم بالاحترام المتبادل بين الأدباء وخلو علاقاتهم من المهاترات، أما من حيث المقارنة مع المستوى والأجواء الثقافية مع باقي المحافظات، قد تكون فيها أجواء ثقافية أفضل، ولا نقصد هنا "اتحاد الكتاب العرب" من محافظة إلى أخرى، في "اللاذقية" مثلاً التنوع الثقافي ووجود جامعة منذ فترة طويلة يعطي مجالاً لطرح الأفكار والإنتاجيات الجديدة، ولكن يمكن القول أنّ هذه الأجواء في "طرطوس" قد تحسنت عن ذي قبل.

    كما يمكن القول أنّ أدبنا يشكو حالياً من الموضوعية في النشر في بعض الصحف اليومية، وهو ما تعاني منه معظم المحافظات ولكن في "طرطوس" بمستوى أقل».

  • إن كان الأدب يعبر عن جزء كبير من معاناة المجتمع ومشاكله، فكيف يمكن أن نلخص ذلك؟
  • ** «يمكننا في هذا الزمن اعتبار الرجل عبداً للتقاليد والموروث الاجتماعي في كثير من الأحيان، أما المرأة فما تزال بعيدة عن هذا المستوى لأنها محكومة بالرجل في معظم الظروف، إن كان من حيث العادات والتقاليد أو من حيث الحالة الاجتماعية».