نشأ في بيئةٍ أدبيةٍ محبّةٍ للشعر والأدب، كان قارئاً نهماً منذ نعومة أظافره، وظهر إبداعه في كتابة القصة القصيرة منذ صغره، استطاع أن يطوّر أساليبه وأعماله الأدبية وأن يخلق أسلوبه الخاص ويترك بصمته في عالم الكتابة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت القاص "يوسف الشيخ" بتاريخ 29 أيار 2020، ليحدثنا عن نشأته ومراحل تطور مفرداته الأدبية فبدأ الحديث: «منذ أن كنت طفلاً نشأت على حبّ القراءة والكتابة، فأنهيت سلسلةً كاملةً من روايات الجيب المصرية للكاتب "نبيل فاروق" قبل إتمام المرحلة الابتدائية، وبتشجيع من الأهل والأصدقاء كتبت القصة القصيرة وتمكنت مع مرور السنين من تطويرها وترتيبها بأسلوبي، وكتبت أيضاً النثر والخاطرة، ولكن القصة القصيرة كان لها الاهتمام الأكبر، فعرضت أعمالي القصصية في مؤسسة "Syrian Bright might" ولاقت صدىً واسعاً وحصدت عدداً كبيراً من المتابعين، ثم ألفت كتاباً بعنوان "أنا لا أمشي مثلكم" هو عبارة عن مجموعة قصصية وكأنها ابن يعيش في كنف خيال الكاتب حتى يخرج إلى القراء فيسمى مولوداً، هذا المولود سكبت به من خيالي وأعطيته بعضاً مني، حيث يحوي الكتاب عدداً من القصص القصيرة التي عملت على إبراز عامل التشويق والغموض فيها بشكل كبير لدرجة أنّ البعض شعر وكأنه جزءٌ من القصة وعليه أن يعمل جاهداً لكشف الغطاء عن الأحداث وتحليل الغموض الذي يعتريها، وتعمدت ترك الكثير من الغموض حول عنوان الكتاب الذي سرعان ما ينكشف سره عند قراءة القصة الأولى، ومن أبرز عناوين الكتاب "بقعة الضياع" و"ثقب في الحقيقة"، إضافة لذلك فإن للحب نصيباً وافراً في قلبي فقد كتبت الكثير من الخواطر الأدبية عن الحب وغنى الحب.

قاص وشاعر من طراز رفيع فلا يمكن لكلماته أن تمر دون ترك أثر في نفس المتلقي تجعلنا نفكر في حياتنا وفي أحزاننا وأفراحنا وفي كل تفاصيل حياتنا بل وحتى في قرارات نتخذها، فالفن الحقيقي سحر يلامس عمق النفس ويجعلنا في عالم آخر

خلال مراحل حياتي المختلفة تأثرت بكتاب كثر منهم "أحمد خالد توفيق" الذي عددته صديقاً منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وكم كنت أتمنى اللقاء به لكن موعد الرحيل سبق موعد اللقاء».

يوسف في أحد المهرجانات

أما عن نشاطاته و المشاركات تابع: «لدي العديد من المشاركات في المراكز الثقافية كالمركز الثقافي في "العنازة" والمركز الثقافي في "بانياس" وعدة أنشطة في مسرح "اللتون الجرد" والمركز الثقافي في "حمص" والمركز الثقافي في "طرطوس" صيف 2017، إضافة إلى مشاركات في المركز الثقافي في "بانياس" ممتدة من عام 2015 إلى عام 2019، إضافة للمشاركة في عدة مهرجانات أهمها مهرجان "إبداعات شبابية" ومهرجان "أزهار نيسان" الأول والثاني عام 2017، ومعرض وزارة الثقافة 2018، إضافة لذلك عملت كمتطوع في "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية" وسعيت من خلالها إلى تنشيط وتفعيل العديد من النشاطات، فقمت بتأسيس ملتقى "نبض الجبل" الثقافي الأدبي بدعم من المسؤولين المعنيين، وبمساعدة بعض الأدباء، ومن أبرز الدوافع التي ساعدتني لتنفيذ الفكرة وجود عدد كبير من الشباب الذين يمتلكون العديد من المواهب من شعر وأدب وفن وتمثيل لكنهم لم يحصلوا على أي فرصة لإثبات مواهبهم أو تطويرها بسبب افتقار المنطقة إلى وجود المراكز الثقافية التي تنشر ثقافة التبادل المعرفي والدعم والتشجيع للارتقاء بمستوى المواهب الشابة، ومن جهة أخرى الرغبة في القيام بمشروع ثقافي يمد يدّ العون لقرانا لدعم المواهب الشابة من جهة وللاستفادة من ذوي الخبرات في كثير من المجالات الحياتية المتنوعة ولتسليط الضوء على مواهب شابة ترفع لها القبعات، وحالياً بصدد التحضير للعديد من الأعمال التي ستبصر النور قريباً منها قصة تدور أحداثها في قريتي التي ولدت فيها "نحل العنازة"».

الشاعرة والأديبة "ساهير محمد الشيخ" قالت عنه: «قاص وشاعر من طراز رفيع فلا يمكن لكلماته أن تمر دون ترك أثر في نفس المتلقي تجعلنا نفكر في حياتنا وفي أحزاننا وأفراحنا وفي كل تفاصيل حياتنا بل وحتى في قرارات نتخذها، فالفن الحقيقي سحر يلامس عمق النفس ويجعلنا في عالم آخر».

مجموعته القصصية

الكاتبة الهاوية "أريج محمود" وصديقة "يوسف" قالت عنه: «لطالما كان "يوسف" ملهماً بالنسبة لي فكتاباته شقت طريقاً منفرداً في عالم الأدب والقصة، أفكاره استثنائية ودوماً أحداث قصصه غير متوقعة، أما النهايات فهي صادمة تماماً، خواطره وكتاباته الأخرى زهرة ربيعية فبين كل كلمتين وإلى جانب كل فكرة تستطيع أن تقطف زهرة».

يذكر أنّ "يوسف حيدر الشيخ" مواليد "طرطوس" عام 1994، خريج كلية التجارة والاقتصاد قسم إدارة الأعمال.