بقصد توفير المنصة التدريبية لكل من الطالب والمدرّس؛ صمّم "هادي ضاحي"، وهو طالب في الجامعة الافتراضية، أول موقع افتراضي تفاعلي، قادر على اختصار الوقت والمسافة، وحركة التنقل لكل من المدرب والمتدرب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 شباط 2016، الطالب "هادي ضاحي" ليحدثنا عن مشروعه، ويقول: «عملت لمدة لا بأس بها في مجال البرمجة؛ بدأت بتطبيقات الكمبيوتر بعدها انتقلت إلى تطوير "الويب"؛ وهي النقلة النوعية بالنسبة لي، هنا أردت تقديم مشروع لخدمة الطلاب وخصوصاً أولئك الذين يسكنون خارج البلد أو في مناطق ساخنة في ظل الأزمة، وخلال دراستي أخذت فكرة عن كيفية التدريس الافتراضي، كما عملت مدرّساً بمعهد افتراضي خارج البلد، وبعد معرفتي بالفوائد الجمّة من مشروع كهذا أتت الفكرة بإنشاء معهد للتدريس الافتراضي داخل البلد».

عملت جاهداً لتوصيل العلم بطريقة سهلة وجعله متاحاً لأكبر شريحة ممكنة من الناس، وشعارنا على الموقع فتح أبواباً جديدة (open doors) لكون التعلم يفتح أبواباً جديدة للمستقبل

ويضيف: «بقصد توفير منصة تدريسية لكونها ليست متوفرة حتى الآن في "سورية"؛ بدأت التراسل مع الشركة الأم التي أعمل معها خارج البلد للحصول على تطبيق، وبعد أن تم ذلك بدأت بمنصة واحدة خاصة بي أدرّس عشرة طلاب، وبسبب النجاح الذي حظيت به هذه التجربة أردت تعميمها لتكون الفائدة لكل من الطلاب والمدرسين في "سورية"، فأنشأت أول موقع افتراضي أسميته "توربيت" "Torbet" التي تعني (علم أو تعلم)؛ أي بإمكان أي شخص الدخول إلى الموقع فيكون مدرّساً أو طالباً يتلقى العلم، ويمكن أن يكون مدرباً يحضر دورات تدريبية تخصصية».

موقع توربيت الافتراضي

وعن الميزات التي يقدمها الموقع يتابع "ضاحي": «بداية نحن نعطي غرفاً افتراضية للمدربين مهما كانت المراحل التي يدرسونها؛ فأي مدرس لديه طلاب قادر على فتح نافذة لإعطاء طلابه من كافة أنحاء العالم، لكن أهم ميزة للموقع هي اختصار الوقت والمسافة، فكلنا نعلم أن هناك مدرّسين مشهورين بقدرتهم على الإعطاء بمواد معينة، والجميع يرغبون بحضور دروس عندهم، لكنهم لا يستطيعون ذلك لكونهم متواجدين بأماكن أو محافظات بعيدة عن أماكن تواجد الطلاب، هنا وبوجود الموقع أتاح مجالاً للمدرب بإعطاء مجموعة من الطلاب في ساعة واحدة، وبهذا يكون قد زاد من محيطه الطلابي، كما أن عدداً كبيراً من الطلاب قد أخذوا المعلومة من المدرب نفسه في وقت واحد، والموقع يتيح تفاعلية أثناء الدروس فباستطاعة الطالب أن يفتح كاميرا؛ يستخدم الصوت أو يكتب، كما يتيح له إمكانية التواصل مع الآخرين».

أما فيما يخص المدرب فيردف: «أتاح الموقع للمدرب السيطرة الكاملة من قبله على الطلاب، وبإمكانه تصوير نفسه بالكاميرا ويتكلم مع طلابه، كما يسمح بتقسيم الطلاب إلى مجموعات أثناء حل المسائل وعدم إمكانية التواصل فيما بينهم ليعود ويجمعهم لمناقشة الحل، وبقصد إيصال المعلومة بالأسلوب الأمثل تمت إضافة كل وسائل الإيضاح التي تساعده بتوصيل الفكرة إلى طلابه؛ وفي الظروف الراهنة نعلم أن هناك مناطق لا يمكن التنقل فيها بسبب الأحداث التي يمر بها البلد؛ فقد أتاح الموقع لهؤلاء إمكانية الحصول على المعلومة وإكمال دراستهم، كما فتح المجال لذوي الاحتياجات الخاصة لإكمال دراستهم؛ والموقع يمكن أن يعمل على تطبيقات "الويندوز"، و"الآندرويد"، و"الآيفون" وهو مراقب ومضبوط بالكامل».

المهندس بشار سلوم

ويختم: «عملت جاهداً لتوصيل العلم بطريقة سهلة وجعله متاحاً لأكبر شريحة ممكنة من الناس، وشعارنا على الموقع فتح أبواباً جديدة (open doors) لكون التعلم يفتح أبواباً جديدة للمستقبل».

"بشار سلوم" مهندس نظم وشبكات معلوماتية، يقول: «يكمن الإبداع بالبساطة؛ وهذا ما اجتمع بموقع "توربيت"؛ حيث أتاح فرصة التعليم الافتراضي لكل من الطالب والمدرّس، اللذين لا يملكان الوقت الكافي لحضور الدروس التقليدية، كما يقدم واجهة عرض سهلة الاستخدام لكل منهما، ويتيح باقة ممتازة من الخدمات التعليمية الافتراضية التي تستخدم أفضل التقنيات البرمجية والحمايات الأمنية؛ يعمل الموقع على بيئة استضافة عالية الاستقرار، وسريعة الأداء، ومستخدم الموقع يستطيع توثيق الجلسات، وتبادل الوثائق وحفظها، وبذلك يتفوق على معاهد التدريب الكلاسيكي، ويمكن لأي شخص يعمل بالبرمجة أن يقدر مدى الجهد الكبير المبذول في هذا المشروع، فهو واعد ومميز، كما أنه جدير بالإشادة والتقدير».

يذكر أن "هادي ضاحي" من مواليد محافظة "طرطوس" 1986، طالب في كلية الهندسة المعلوماتية في الجامعة الافتراضية.