إن نشر الثقافة المعلوماتية وتطبيقاتها العلمية والنظرية على أرض الواقع للارتقاء بالفرد وكشف طاقاته الكامنة وتبنيها وتنميتها هدف تسعى إليه "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وتكرسه من خلال الأولمبياد المعلوماتي الذي تقيمه في كل عام على مدار ثمانية أشهر لتشكيل فريق من جميع المحافظات يشارك في الأولمبياد المعلوماتي الدولي /IOI/.

ويسعى فرع الجمعية في "طرطوس" خلال دورة عام /2010-2011/ لرفد هذا الفريق بمشاركين أكفاء يزخرون بالعزيمة والقدرة وسرعة البديهة لتحقيق أفضل المراكز والميداليات.

قسم الطلاب إلى ثلاث فئات الأولى هي فئة الأعمار ما دون /12/ سنة، والثانية هي الفئة التي أعمارها ما دون /15/ سنة، وكذلك الثالثة التي تكون أعمار الملتحقين بها ما دون /18/ سنة

موقع "eSyria" التقى بتاريخ "4/12/2010" الطالب "علاء صلاح عيسى" من مدينة "طرطوس"، والذي يشارك للمرة الثانية في الأولمبياد المعلوماتي، ليحدثنا عن أهمية المشاركة في الأولمبياد بالنسبة له، فيقول: «في البداية سمعت من والدي عن الأولمبياد المعلوماتي وما الهدف منه وكيف يساعد الطالب على تحسين قدراته ومهاراته، فأحببت المشاركة به وهذه الدورة الثانية التي أشارك فيها، ففي الدورة السابقة حققت بعض المعلومات الجيدة التي أضفتها إلى مخزوني الفكري ولكني لم أتمكن من المشاركة في فريق المحافظة بسب ظروف خاصة».

الطلاب "علاء عيسى" و "مرهف محمد" و "محمد علي محمد"

ويتابع: «سأحاول استثمار معلوماتي في الدورة السابقة وتسخيرها لتحقيق تفوق في هذه الدورة لأتمكن من المشاركة في الفريق الوطني، لأني كما رأيت سأواجه منافسة لا يستهان بها من قبل رفاقي في الأولمبياد فقدراتهم جيدة وتحتاج إلى مضاعفة جهدي وتعبي لتحقيق ما أريده».

الطالب "محمد علي محمد" من منطقة "صافيتا" قرية "رأس الخشوفة" مشارك لأول مرة في الأولمبياد، يوضح لنا ما هدفه من الالتحاق بالأولمبياد، حيث يقول: «آتي من قرية "رأس الخشوفة" في كل جلسة علمية غير مهتم بالزمن والبعد عن مكان الدورة لأني وكما سمعت من خلال الإعلانات عن الأولمبياد أنه يطور مهارات الطالب وقدراته ويحفز طاقاته الكامنة ليصبح إنسان فاعل بمكان تواجده في المجتمع، فالأولمبياد المعلوماتي تطوير للقدرات والمهارات ليستطيع الطالب محاكاة النظم المعلوماتية وتطبيقاتها العملية في مختلف المجالات العلمية، فهي تحتاج إلى سرعة بديهة وتركيز ورغبة ذاتية من الطالب».

الطلاب في القاعة الخاصة بالتدريب

وعن الكادر التدريسي يقول: «الكادر المسؤول هنا يقدم لنا المعلومة بشكل سلس جداً ويعززها بالتدريبات على الحواسب في القاعة، حيث لكل طالبي حاسب خاص، ما يتيح لهما فرصة تطبيق ما تعلماه في الجلسة العلمية عملياً لتترسخ المعلومة في الذهن بشكل جيد، فالتمرين النظري ومتابعته بالتمرين العملي أمر مهم جداً لمن يريد تحقيق الفائدة».

أما عن كيفية سماعه بالأولمبياد، فيقول: «سمعت بالأولمبياد من خلال الإعلانات بالتلفاز والمنشورات ومن خلال رفاقي أيضاً وكيف يحقق تطوير في المهارات الشخصية وهذا ما أسعى إليه لتطوير خبراتي في مجال الحواسب والمعلوماتية، إضافة إلى التعرف على رفاق جدد وتبادل المعلومات معهم، الوصول لتمثيل محافظتي في الفريق الوطني».

المهندس "ناجي محمد" والمهندسة "يارا أسعد"

الطالب "مرهف نزار محمد" مشارك للمرة الثانية في دورة الأولمبياد لأنه لم يتمكن من حضور الامتحان في الدورة السابقة بسبب ظروف طارئة مع العلم أنه كان متمكنا شكل جيد من معلوماته في الدورة السابقة، وهنا يقول: «إن حزني في الدورة السابقة من عدم المشاركة ولد لدي دافع وقوى للمشاركة في دورة جديدة لتحقيق هدف أتمناه وهو أن أصبح مهندس معلوماتية اختصاص برمجيات، والأولمبياد خطوة أولى على طريق تحقيق هذا الهدف، لذلك أنا مستعد بكامل طاقتي لأني مصمم على تحقيق فوز في هذه الدورة».

وتابع بالقول: «ما نحصل عليه في الجلسات العلمية خلال الأولمبياد المعلوماتي هي معلومات متممة ومكملة للمعلومات الدرسية التي نحصل عليها في مدارسنا، وهذا تأكد أنني إليه من خلال ملاحظتي لعدم تعارض أية معطيات بين الاثنتين وحتى على صعيد الدوام المدرسي».

المهندسة "يارا أسعد" مدربة في الأولمبياد المعلوماتي ومن كلية "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، توضح كيفية التعامل مع الطلاب فتقول: «نحاول تغيير النظام العام للجو الدراسي في الجلسات العلمية لكيلا يشعر الطالب بأنه في نفس جو المدرسة ما يشعرهم بالقليل من التوتر، لذلك في البداية نعمل على توضيح فكرة الأولمبياد وما فيها من أجواء خاصة تغاير أجواءم المعتادة، أهمها إعطاؤهم الحق في الدخول على مواقع الانترنت في فترة الاستراحة بحضور الأستاذ، مع البقاء على حالة انضباط واحترام للجو العام في القاعة، مما يساهم في تعليم وتقويم السلوك العام للطلاب إن وجد أي خلل في ذلك.

إضافة إلى القيام بشرح الدرس وإعطاء الوقت الكافي للأسئلة والاستفسارات والقيام بالتدريب العملي وتطبيق ما تم الحصول عليه خلال الجلسة العلمية على الحواسب المتوافرة لكل طالب، حيث إن أهم شيء أن نمارس دورنا بكل جدية في متابعة كل طالب بدقة عالية لمعرفة من هو المتمكن ويملك القدرة على المتابعة والمنافسة في المراحل اللاحقة».

وتتابع في توضيح طريقة الإعطاء خلال الجلسات العلمية: «من المهم جداً معرفة القدرات الخاصة لدى الطلاب لأنها متباينة بين الأفراد بشكل عام، لذلك أحاول توضيح بعض الأفكار للطلاب أولها كيف يجب على الطالب قراءة السؤال لفهمه جيداً، وكيف يجب عليه إيجاد الحلول المناسبة وتطبيقاتها بسرعة معينة مطلوبة وضرورية، لأنه لن يبقى للمشاركة في المراحل النهائية إلا من يملكك سرعة بديهة وطرق سريعة للإيجاد الحلول المطلوبة، فسرعة البديهة لا ترتبط بمعلومات وتدريبات الجلسات العلمية هنا فقط وإنما تؤسس لها وتعززها الأسرة بشكل عام، إضافة إلى الطبيعة الفطرية العامة وما يملكه الطالب منها».

وتختم حديثها بالقول: «الاهتمام الشخصي للطالب شيء أساسي في تحقيق النجاح وربما يقف في وجهها البعد عن مكان السكن لذلك نتمنى وجود عدة مراكز تدريب على الأولمبياد في مختلف مناطق المحافظة، لنتمكن نحن كمحافظة متقدمة علمياً ومعروفة بتحصيلها العلمي الجيد من تحقيق نصر ما خلال الأولمبياد المعلوماتي الوطني».

وفي لقاء آخر مع المهندس "ناجي إبراهيم محمد" مشرف الأولمبياد المعلوماتي في المحافظة، أوضح المفهوم العام للاولمبياد، بالقول: «أطلقت "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" الأولمبياد المعلوماتي للطلاب الذين أعمارهم دون /18/ عاما بهدف اكتشاف الطلاب المتميزين والمبدعين، ونشر أهمية وثقافة المعلوماتية ضمن المدارس لتعزيز الفكر الإبداعي وخلق حالة اجتماعية تنافسية بين الطلاب المتسابقين في كافة محافظات القطر، وذلك وفق منهاج وضع بطريقة علمية تتناسب مع الأعمار المحددة، من قبل لجنة علمية مختصة لنتمكن من إلغاء أمية الحاسوب وتمكين الجيل الشاب من التعامل معه بحرفية عالية، وتتميز عملية التعلم بأنها تفاعلية ويتشارك بها الطلاب بالأفكار والآراء، إضافة إلى تدريبهم على مفهوم العمل الجماعي من خلال التمارين ذات الطبيعة التطبيقية».

الطلاب المتقدمون خُصصوا ضمن فئات عمرية، وهنا يقول السيد "ناجي": «قسم الطلاب إلى ثلاث فئات الأولى هي فئة الأعمار ما دون /12/ سنة، والثانية هي الفئة التي أعمارها ما دون /15/ سنة، وكذلك الثالثة التي تكون أعمار الملتحقين بها ما دون /18/ سنة».

وعن المناهج يقول: «يتم تركيز اهتمام طلاب الفئة الأولى والثانية إلى لغة برمجية رسومية "Scratch" تساعدهم على خلق وإبداع قصص تفاعلية باستخدام لبنات برمجية، حيث تتميز تلك اللغة ببساطتها وسهولة التعامل مع أدواتها تمهيداً للارتقاء بالطلاب لتعلم لغات برمجية عالية المستوى كلغة/ C++/، أما طلاب الفئة الثالثة فيتم تدريبهم على طرق التفكير لحل المشاكل المطروحة باستخدام لغة /C++/ بعد أن يخضعوا لتدريب على طرق التحليل والاستقراء الرياضي تمهيداً لوضع الخوارزميات المناسبة وتحويلها إلى برنامج قابل للتطبيق».

وعن طريقة الإعلان والغاية منها يقول المهندس "ناجي": «لقد تم وضع إعلانات ضمن فروع الجمعية المعلوماتية وبالمدرس والمؤسسات العامة ومن خلال التلفزيون العربي السوري لكي نصل إلى أكبر عدد من الطلاب الراغبين بالاشتراك ضمن المحافظة، حيث تم تسجيل /95/ طالبا منهم /42/ طالبا في الفئة الأولى و/32/ طالبا في الفئة الثانية، و/21/ طالبا في الفئة الثالثة، وقد تم اختيار مجموعة من الطلاب المتميزين عن طريق اختبار أولي هو "اختبار ذكاء" وذلك بتاريخ 13/11/2010، ليصبح عدد المتبعين للدورة من طلاب الفئة الأولى والثانية /24/ طالبا و/14/ طالبا من الفئة الثالثة، حيث يشرف على تدريبهم أساتذة مختصون، ففي الفئة الأولى المهندسة "راما حسن" والمهندسة "شيرين حبيب"، وفي الفئة الثانية المهندسة "يارا أسعد" في حين أن الأستاذ "رجب يوسف" مدرس للفئة الثالثة».