كانت جامعة "الأندلس" الخاصة للعلوم الطبية ومنذ افتتاحها من أوائل المؤسسات التعليمية التي دعت إلى مكافحة التدخين، حيث اشترطت على طلابها منذ بدء التسجيل فيها عدم التدخين، وفرض عقوبات صارمة بحق المدخنين فيها، وها هي اليوم تعلن ضمن تعليماتها المشددة الصادرة عن رئاستها على "برنامج الأندلس جامعة بلا تدخين" في احتفالية "اليوم العالمي لمكافحة التدخين" التي أقيمت على مدرجاتها في منطقة "القدموس" بالتعاون مع "الجمعية السورية لمكافحة التدخين".

حيث يعبر الشاب "محمد منلا" طالب طب أسنان في جامعة "الأندلس" عن رأيه بقرار منع التدخين، والذي التقاه eSyria ضمن الاحتفالية خلال المحاضرات الثقافية: «من الطبيعي أن يكون الطبيب المدرس في الكلية قدوة لطلابه أي ألا يكون مدخناً، وبالنسبة لي أنا غير مدخن أساساً قبل دخولي إلى الكلية، كما أنني لا أحب أن أدخل الأماكن التي تحوي مدخنين، وأحرص على أن يكون جميع أصدقائي من غير المدخنين، خاصة أن العلم يكتشف في كل يوم خطراً جديداً للتدخين على الصحة والبيئة، فأنا أدرس الطب وأعرف خطر التدخين والأمراض التي يسببها مثل التهاب الشفة والسرطانات وغيرها من الأمراض التي تصيب التجويف الفموي والأسنان، لذلك سيكون من واجبي التشجيع على مكافحة التدخين وتوضيح مضاره للجميع».

إن هذه الاحتفالية بما تحتويه من محاضرات ثقافية ومنشورات دعائية عن أضرار التدخين وطرق مكافحته انطلاقة جديدة للحد من هذه الظاهرة السلبية في مجتمعنا الشرقي

أما الطالبة "هنادي الجردي" فتقول: «أنا ممن يشعرون بضيق شديد من رائحة التدخين، وأنا مع قرار منع التدخين نهائياً في كل الأماكن العامة والخاصة، فعندما تكون في مكان ما فيه شخص مدخن ستشعر بالحرج ولا يمكنك أن تطلب منه أن يطفئ سيجارته مثلاً لانزعاجك منها، لذلك هذا القرار صائب مئة بالمئة».

الطالب "محمد منلا"

وتضيف: «إن هذه الاحتفالية بما تحتويه من محاضرات ثقافية ومنشورات دعائية عن أضرار التدخين وطرق مكافحته انطلاقة جديدة للحد من هذه الظاهرة السلبية في مجتمعنا الشرقي».

وفي لقاء آخر مع الدكتور "عبد القادر مارديني" رئيس جامعة "الأندلس" قال:

الطالبة "هنادي الجردي" مع أصدقائها في الكلية

«إن الإقلاع عن التدخين ضرورة يفرضها الواقع المعيش لما للتدخين من مضار سلبية على الصحة والصحة العامة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن تكاليف معالجة الأمراض الناتجة عن التدخين أكثر بكثير من الضرائب المحصلة من زراعة التبغ وتصنيعه والاتجار به، ويوجد في سورية خمسة ملايين مدخن منهم "3.3" ملايين ما بين سن الثالثة عشرة والسادسة عشرة والذين يشكلون ستاً وعشرين بالمئة من عدد السكان الإجمالي في "سورية"، وهذا ما دفعنا للتوجه إلى هذه الفئة العمرية وتوعيتها لأنها الأساس والركيزة في مجتمعنا والمستقبل».

وأكد الأستاذ "عمران سقيرق" عضو مجلس إدارة "الجمعية السورية لمكافحة التدخين" مسؤول حملة المدارس في حديثه لنا أن: «الجمعية تعنى بمكافحة التدخين والمواد الضارة بالصحة بكافة أنواعها، إضافة إلى زيادة الوعي بأضرار التدخين وتنشيط الحملات الإعلانية، والعمل عل طرح مشاريع القوانين التي تكافح التدخين، وإقامة النشاطات والمحاضرات في الجامعات والمراكز الصحية لهذه الغاية، بالتركيز على الفئات العمرية الناشئة في المدارس، حيث يتم تدريب المتطوعين للوصول إلى الغاية المرجوة، إضافة إلى التعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية لتفعيل خط ساخن لاستقبال الشكاوى المتعلقة بالتدخين».

الدكتور "ماهر قباقيبي"

وقد أكد الدكتور "محمود فتح الله" المكلف بتسيير أمور رئاسة الجامعة بالتفويض خلال محاضرته على أضرار التدخين عند الأم الحامل والجنين، موضحاًً أن التدخين يؤدي لنقص حجم الجنين والإسقاط أحياناً، وتناذر سحب الدواء بعد الولادة، الذي يتجلى ببكاء الطفل الدائم نظراً لاعتياده على مادة النيكوتين، كما أن الطفل الرضيع يأخذ من أمه مادة النيكوتين عن طريق الحليب، إضافة إلى التدخين السلبي الذي يؤدي لاضطرابات تنفسية وتحسسيه تؤثر على الجملة العصبية للطفل، لذلك فإن الوقاية خير من العلاج ومن الواجب إقلاع الأم عن التدخين حماية لطفلها ولنفسها أيضاً.

وعن برنامج الاحتفالية يقول: «تضم الاحتفالية العديد من المحاضرات التثقيفية والعلمية الطبية ومنها، محاضرة للدكتور "هارون الخير" عميد كلية طب الأسنان في الجامعة بعنوان "الدخان والتجويف الفموي"، ومحاضرة للدكتور "رفيق القوصيني" عميد كلية الصيدلة بعنوان "المواد السامة في التبغ"، ومحاضرة للدكتور "معتز خير الله" بعنوان "مشاكل التدخين"، ومحاضرة للأستاذ "فيضي عمر المحمود" ممثل اتحاد الأطباء العرب في "أوروبا" بعنوان "من هم وراء المدخنين وأين مدخنو المستقبل"».

ومن الحضور والمشاركين في هذه الاحتفالية الدكتور "ماهر قباقيبي" معاون وزير التعليم العالي الذي أكد خلال كلمته التي ألقاها على مدرج الجامعة الرئيسي أهمية هذا الحدث الذي يأتي في إطار التوعية بمخاطر التدخين وضرورة الإقلاع عنه وخاصة للشباب والشابات في سن الجامعة وما قبل، موضحاً أن الوزارة تشجع مثل هذه النشاطات العلمية سواء في الجامعات الخاصة أو الحكومية التي لا فرق بينهما، شرط أن تؤدي هذه النشاطات غايتها العلمية والتعليمية.