انطلاقاً من أهمية الموسيقا في حياة الناس، ودورها البناء في المجتمع، وقدرتها على تنمية وتطوير الفكر، تم تأسيس النادي الموسيقي في قرية "خربة الفرس" بدعم كامل من أهالي القرية وأصحاب القرار فيها.

وللتعرف على هذا النادي وفرقته الموسيقية زار eTartus قرية "خربة الفرس" والتقى الأستاذ "منيب الحارة" مدير الفرقة الذي حدثنا قائلاً: «تم طرح فكرة النادي ضمن مجموعة من الأشخاص في القرية انطلاقاً من أهمية الموسيقا، وحاجة الناس لها في الريف بين أحضان الطبيعة الجبلية الجميلة التي تعتبر معزوفة موسيقية بحد ذاتها، وكان لها الصدى الإيجابي في نفوس سكان القرية، حيث بدأ الأهالي دون تردد بشراء الآلات الموسيقية لأطفالهم بطرق متنوعة، مثل بيع أحد الأهالي لكمية معينة من الزيت لشراء آلة موسيقية لابنهم».

أصبح النادي يمتلك جميع الاختصاصات الموسيقية وأصبحت أعمار الطلاب تتراوح ما بين تسع سنوات وخمس عشرة سنة، وأصبح لدينا فرقتان، وهذا ما تطلب منا تغيير اللباس الخاص بالفرقة والذي حصلنا عليه من خلال تبرع الأهالي وبمساعدة مصممة الأزياء "علا"

ومن هنا بدأ عمل النادي الموسيقي في عام "2007" بمساعدة منظمة الطلائع لتأمين المقر الذي اعتمد في مدرسة القرية، والذي ضم الموسيقا والرسم والخط العربي، وعن هذه البداية يقول الأستاذ "منيب": «بدأنا في فصل الصيف بدورات تدريبية على مدار ثلاثة أيام في الأسبوع على جميع الآلات الموسيقية، وكانت الدورات مثمرة جداً، وقدرة الطلاب على فهم اللغة الموسيقية وتعلم النوتة رائعة، حيث تمكنا من إقامة أول حفل موسيقي في مدرسة القرية بعد حوالي الشهرين من بدء الدورات، وكانت هذه الأمسية بمثابة مفاجأة لجميع الأهالي والحضور على هذا الإنجاز لأولادهم».

الأستاذ"منيب الحارة"

بهذا النجاح كانت مرحلة الانتقال للمستوى الثاني الذي حدثنا عنه قائلاً: «بعد هذه الأمسية انتقلنا بقوة ودون تردد إلى المستوى الثاني الذي صادف فصل الشتاء، حيث كانت تقام الدورات يوم الجمعة والعطل، فبدأنا بتكثيف الدروس والمعلومات والتدريب العملي لمتابعة النجاح، حيث أصبح من الضروري تأمين لباس مناسب وموحد لجميع الأعضاء فتبرعت به الدكتورة "شهيرة ديبة" بالتعاون مع مصممة الأزياء "علا داؤود" وذلك لما شاهدوه من أبداع في عمل أعضاء النادي».

ويتابع: «لقد تم تجهيز اللباس لخمسة وعشرين عازفاً وعازفة، ولعشرين مؤدياً في الكورال، وبذلك أصبحنا جاهزين لإحياء أمسية موسيقية ضخمة كماً ونوعاً، وفعلاً تم التجهيز لأمسية موسيقية في مركز ثقافي "طرطوس"، حيث افتتحت في معرض للرسم، فكانت رائعة وناجحة جداً».

الطفلة"جلنار" عازفة الكمان

من خلال هذا الأمسية ومتابعة النادي المتواصلة استطاع أحد العازفين تحقيق الريادة الطليعية على مستوى القطر بالضرب على الطبل.

وبذلك كان نجاح عمل النادي في عامه الأول حافزاً ومشجعاً لانتساب أعداد أضافية من الطلاب في العام الثاني حيث: «أصبح النادي يمتلك جميع الاختصاصات الموسيقية وأصبحت أعمار الطلاب تتراوح ما بين تسع سنوات وخمس عشرة سنة، وأصبح لدينا فرقتان، وهذا ما تطلب منا تغيير اللباس الخاص بالفرقة والذي حصلنا عليه من خلال تبرع الأهالي وبمساعدة مصممة الأزياء "علا"».

العازف"نزار الحارة"

وبعد تحقيق هذا النجاح أقرت منظمة طلائع البعث إقامة نادٍ دائم في قرية "خربة الفرس" وأصبح الأطفال يقصدون النادي من خارج القرية، يقول الأستاذ "منيب": «تطلبت زيادة أعداد الطلاب زيادة في أعداد الكادر التدريسي، فتم التعاقد مع أستاذ أورغ إضافة إلى أستاذ الكمان الذي كان موجوداً، وذلك لتحقيق التخصص في تعليم العزف للطلاب حيث تم تسليم الآلات الوترية لأستاذ مختص والآلات الإيقاعية لأستاذ آخر».

إن تعلم الأطفال للموسيقا كان بمثابة حافز لهم للتفوق العلمي، وتطور فكرهم وتعاملهم وتفاعلهم مع المجتمع، وهذا ما حدثنا عنه العازف "نزار الحارة" قائلاً: «لقد أحببت تعلم العزف على العود، لأنه سيد الآلات فمنذ عامين بدأت بتعلم العزف بعد الانتساب إلى النادي حيث حظيت بكل الاهتمام من الأساتذة والمختصين، فأنا أعشق الموسيقا وقد كانت بالنسبة لي بمثابة ترفيه وتخفيف من ضغط الدرس، ومن خلالها تخلصت من خجلي الذي كان ينتابني بين الناس».

أما الطفلة "جلنار الحارة" فقد كان لها اعتراف آخر حدثتنا عنه قائلة: «لقد كنت من أوائل المنتسبين إلى النادي وأصغرهم سناً لحبي الشديد للموسيقا، وهذا ما كان يشكل لدي شيئاً من الصعوبة عند تلقي المعلومات حيث تعلمت في بداية عزفي على الكمان طريقة الإمساك به وكيف أقرأ النوتة وكيف أتعامل مع المجموعة خلال العزف وأشعر بهم».

وتضيف: «أنا أعشق العزف والموسيقا ولهذا أشجع جميع الأطفال للانتساب إلى النوادي الموسيقية لتنمية مواهبهم العلمية والموسيقية، فالموسيقا غذاء الروح وترفيه للنفس من ضغط الدرس أحياناً، وليس لها تأثير على التحصيل العلمي، فأنا حققت المرتبة الأولى على صفي بفضل الموسيقا».

يشار إلى أنه يوجد في النادي فرقة فنون شعبية تقدم الدبكات الشعبية المتنوعة وقد جالت هذه الفرقة عدة محافظات "سورية" واختيرت للمشاركة في مهرجان طلائع البعث القطري الذي أقيم في "الرقة".