«كنت من أوائل المشتغلين بموسيقا "الراب" في سورية، حالياً أعمل في فرقة "قاع البلد" في "طرطوس"، وهذا ثاني عرض للفرقة في "طرطوس"، والفرقة حديثة العهد، نحن مجموعة من الأصدقاء، تجمعنا منذ الشهر السادس عام 2009، ونتمرن بشكل يومي، على نفس الحب والعشق لهذه الموسيقا، التي تكبر بداخلنا شيئاً فشيئاً، وهي الطريقة الأمثل لنوصل أفكارنا للجمهور».

"eSyria" التقى الشاب "محمد أبو حجر" الذي يشرف على فرقة "قاع البلد" المتخصصة بهذا النوع من الموسيقا، يوم السبت / 29/8/2009/ الذي تابع حديثه عن الهموم والقضايا التي تطرحها الفرقة قائلاً: «نحن فرقة شبابية، نحمل هموم الشباب والمعروفة للجميع، ونتمرد على واقعنا الذي نحب، لأننا من هذا المجتمع وهو يعنينا بكل المقاييس، ونحمل هم الوطن، وقضيته المركزية "فلسطين" والقضايا الأخرى المعاشة والمجتمعية التي لها علاقة بالمرأة وحريتها المقرونة مع حرية الرجل، والحقوق التي هي مطلب الجميع بالعيش الكريم بعيدا عن جرائم الشرف والقوانين القاصرة التي تعالج هذه القضية، هذه الأمور نكتبها نحن، كل عضو من الفرقة يكتب متناولاً حدثاً معيناً، ونقوم بالتلحين، ومن ثم الأداء أمام الجمهور».

هي خطوة جديدة، تعبر عن هموم الشباب وعن آرائهم في مفردات الحياة اليومية، إضافة إلى أنها تمثل حالة إيجابية لتفريغ طاقة الشباب بما هو مفيد على الصعيد الذاتي والمجتمعي والوطني، وبرأيي من الضروري تقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لمثل هذه الفرق الشابة، ومنحها الفرصة لتقديم نفسها للمجتمع

وعن أصول هذه الموسيقا حدثنا قائلاً: «انطلقت هذه الموسيقا من عند "الزنوج" في "أمريكا"، بوصفهم شعوب مقهورة وبحاجة للخلاص والتمرد، لذا تميز هذه الموسيقا تمردها، ونحن متمردون لكن بشكل واعٍ كي ندرك المهام ونصوغها ثم نقدمها للمجتمع. والموسيقا لغة عالمية غير منطقي تقسيمها مناطقياً، شرقية وغربية، نحن نريد أن نوصل إحساسنا للجميع، ليشعروا عبر اللحن والكلمة والأداء بمشاكلنا وهمومنا ومعاناتنا، بمعنى أريد "الفرنسي" أن يحس بهمومي عبر إيقاع الكلمة واللحن والأغنية. وبدأت هذه الموسيقا بالانتشار من الأراضي "الفلسطينية" المحتلة عام /1948/ حيث عبر من خلالها الشباب الفلسطيني عن معاناته مع الطغيان الصهيوني، واختيارنا للموسيقا لأن فيها روح التمرد، الذي نجعله نحن تمرداً معرفياً واعياً ومؤمناً بخلاص مجتمعه من تأثير الشعوذة والدجل المنمق، وبديلاً عن الغناء الهابط، لذا نهتم بالأداء وسلامة النطق والتأكيد على اللغة العربية».

محمد أبو حجر ورزان تامر من الفرقة

وعن مشاركتهم بفقرة غنائية ضمن فعاليات مهرجان طائر الفينيق المسرحي الأول في "طرطوس" قال: «لقد التقينا بالهدف، موسيقا "الراب" هي موسيقا الشارع، تعبر عن أحاسيس ومشاعر ابن القاع في المدينة، بمعنى هدفها الجمهور. ومهرجان طائر الفينيق المسرحي الأول منحنا هذه الفرصة لأننا كلانا يبحث عن الجمهور، فنزل للشارع وبنى بشكل مؤقت خشبة مسرح الهواء الطلق، ليكون الرواد من أبناء هذا الشارع، وقد تعاونا في هذا المجال، أعطونا هذه الفرصة لنعبر عن أنفسنا وأهدافنا بفن راق عظيم يحترم الإنسان».

وعن رأيه بما سمع من أغاني الفرقة، حدثنا الشاب "ساري مصطفى" قائلا: «هي خطوة جديدة، تعبر عن هموم الشباب وعن آرائهم في مفردات الحياة اليومية، إضافة إلى أنها تمثل حالة إيجابية لتفريغ طاقة الشباب بما هو مفيد على الصعيد الذاتي والمجتمعي والوطني، وبرأيي من الضروري تقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لمثل هذه الفرق الشابة، ومنحها الفرصة لتقديم نفسها للمجتمع».

الفرقة تغني بالهواء الطلق

الجدير بالذكر أن اللقاء تم على رصيف الميناء، الكورنيش، ضمن فعاليات مهرجان طائر الفينيق المسرحي الأول في "طرطوس".

محمد ابو حجر مع عضو من الفرقة