قدّم "سامي حسن" مدرّس مادة الجغرافية خلال رحلته المهنية نموذجاً للتعليم التفاعلي، وتميّز منذ عامه الأول في التدريس بابتكار أساليب إبداعية بمبادرة فردية منه خاصة بمنهجية التعليم التفاعلي، هدفها تحفيز الطالب لاستخدام مهارات التفكير العليا بعمل تشاركي تعاوني مع أقرانه في الصف مهما كان عددهم.

عام 2002 كان عامه الأول، حيث تمّ تعيينه مدرّساً لطلاب الحلقة الثانية، فبادر المدرّس "سامي" تطبيق أساليبه التفاعلية الخاصة لتنشيط طلابه، وحثّهم على التفاعل التعليمي الإيجابي، ومنها توزيع الطلاب إلى فريقين متنافسين بما يشبه طريقة المناظرة المتبعة حديثاً في التدريس، وكان لها الدور الكبير في تعاون أعضاء كل فريق، ومساعدة الضعفاء منهم للوصول إلى الفوز؛ وهو ما مثّل قيمة مضافة لحصة الجغرافية التي يعدّها الكثيرون مادة جامدة جافة، بحسب ما قاله لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 9 كانون الأول 2018.

بخبرة ومهارة المدرّس "سامي" تحولت مادة الجغرافية من مادة جافة إلى مادة تفاعلية غنية بالمعلومات القيمة، وأذكر أنه كان المدرّس الأول الذي يستخدم طرائق التفاعل التعليمي النشط، وهذا قرّب منا هذه المادة وشجعنا على الإبداع فيها وتقديم الأفكار من واقعنا وبيئتنا، وهذا انعكس إيجاباً عليّ شخصياً؛ فاليوم وأنا مدرّس لمادة الفيزياء أستخدم شيئاً مما تعلمته منه في العملية التعليمية، وأجد النتائج الإيجابية بين الطلاب

"من يحب مهنته يجب ألا يفكر بتعبها، لأن الهدف الأساسي النتاجات التي سترافقه طوال حياته المهنية، وحتى بعد تقاعده، لكونها مرتبطة ببناء إنسان يتمتع بمهارات التفكير المنطقي، وشخصية قوية وقادر على اتخاذ القرارات المناسبة في حياته"؛ هي كلمات أسر بها وكأنها مقوله شهيرة له، وتابع: «القاعات الصفية المزدحمة لم تمثّل عائقاً أمام ربطه مادة الجغرافية بالواقع، وإخراجها من أي جمود لما هو نظري، وذلك من خلال الملاحظة المباشرة واستخدام المنهج العلمي في البحث الجغرافي الذي قدمته للطلاب؛ وهو ما أثمر العديد من الدراسات الميدانية للظواهر الطبيعية والبشرية الموجودة في مدينتا "بانياس".

المدرّس سامي في قاعته الصفية

وهذه الخطوات والنتائج الإيجابية دفعت المسؤولين في عام 2005 لنقلي إلى التعليم الثانوي؛ لأتابع عملي بحافز أكبر مستفيداً من قربي العمري من طلابه في ذلك الوقت؛ وهو ما عمّق روابط الصداقة مع الطلاب، فاندفعوا إلى الاستجابة وتنفيذ المهمات التي كلفتهم بها، ومع تمرسي وازدياد خبرتي وصقلها بالدورات التدريبية، عمدت إلى تدريب طلابي على التخطيط للدرس وتنفيذه وفق استراتيجيات التعلّم النشط، بمبادرة أسميتها "الطالب مدرّس" ليكتسبوا مهارات البحث والتحليل وقوة الشخصية.

ومع انتشار الإنترنت أطلقت منتدى لمدرسة الشهيد "جلال خدام" التي أدرّس فيها وانضم إليه الطلاب، وأغنوه بمشاركاتهم العلمية والأدبية والمنوعة، كما انضم إليه العديد من زملائي المدرّسين لاحقاً».

خلال حصة تعليم تفاعلي

ويضيف: «اتبعت في عام 2009 دورة لدمج التكنولوجيا في التعليم، وأصبحت مدرّباً للمدرّسين في هذا المشروع؛ وهذا أضاف إلى عملي الميداني قيمة مضافة، وصقل خبرتي وأغناه بمعايير لاستراتيجيات وطرائق التعلّم المتبعة في دول العالم المتقدم، وزاد من استثمار مواقع التواصل الاجتماعي التي حولتها إلى منصة لعرض نتاجات طلابي وإبداعاتهم، كنوع من التحفيز الإيجابي لهم ولزملائي المدرّسين الذين بدأ بعضهم التفاعل الإيجابي مع مبادراتي؛ وهو ما دفع المسؤولين التربويين إلى حضور العديد من الحصص التي تمّ فيها استخدام الوسائل التكنولوجية بفعالية.

واليوم كمدرّس ومدرّب في مشروع "دمج التقانة بالتعليم"، ومشارك في تأليف منهاج الجغرافية، أرى أن التنمية المستدامة وتدريب الكوادر التعليمية باستمرار ضرورة لا بد من تفعيلها الحقيقي، وإيجاد آلية لمتابعة نتاجات المدرّسين في الميدان للوصول إلى نهضة تربوية علمية حقيقية تواكب تطورات العلوم وتنتقل إلى مرحلة الإبداع».

المدرّس جعفر سعود

وفي لقاء مع المدرّس "جعفر سعود" أحد طلاب المدرّس "سامي" سابقاً، قال: «بخبرة ومهارة المدرّس "سامي" تحولت مادة الجغرافية من مادة جافة إلى مادة تفاعلية غنية بالمعلومات القيمة، وأذكر أنه كان المدرّس الأول الذي يستخدم طرائق التفاعل التعليمي النشط، وهذا قرّب منا هذه المادة وشجعنا على الإبداع فيها وتقديم الأفكار من واقعنا وبيئتنا، وهذا انعكس إيجاباً عليّ شخصياً؛ فاليوم وأنا مدرّس لمادة الفيزياء أستخدم شيئاً مما تعلمته منه في العملية التعليمية، وأجد النتائج الإيجابية بين الطلاب».

يشار إلى أن المدرّس "سامي حسن" من مواليد قرية "كاف الجاع" في ريف مدينة "القدموس"، عام 1978.