قدّم الفنان "محمود أحمد" تقنية جديدة في رسم الكاريكاتور، معتمداً ثورة المعلومات والاتصالات، التي استفاد منها أيضاً في توثيق الحياة البحرية غير المكتشفة، فكوّن مخزوناً معرفياً أغنى متابعيه بمختلف المجالات.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "محمود أحمد" بتاريخ 21 أيار 2017، ليحدثنا عن تقنيته بالرسم الكاريكاتوري، فقال: «بدأت رسم الكاريكاتور برسم الخطوط الخارجية يدوياً، ثم أدخلها على الحاسوب الشخصي لأستفيد من خيارات الألوان والتلوين التقني، حيث يقدم لي البرنامج الإلكتروني درجات لونية عالية الدقة؛ لتبدو اللوحة متماهية مع الفكرة العامة بدقة التفاصيل فيها، فمنهم من يقول إن هذه التقنية تسهل العمل الفني، لكن على العكس، فالبرامج الإلكترونية ليست سهلة التعامل؛ لأنها تحتاج إلى خبرة عالية، والخطأ فيها ينعكس سلباً على اللوحة وفكرتها العامة؛ وهو ما يعني أن العمل بها يحتاج إلى خبرة ومعرفة اختيار التقنية المناسبة ضمن البرنامج؛ وهذا يعني أيضاً توفير الوقت عندما تكون الفكرة مختمرة في المخيلة».

عاش "محمود" في بيئة أسرية منحته الثقة بكل شيء، فكان أهلاً لهذه الثقة؛ لذلك أبدع في مختلف أعماله، وتميز بنفس طويل للصيد وطاقة كبيرة للعمل به، وهذا قدم إنتاجية متميزة

ويتابع: «خيارات الألوان في البرامج الإلكترونية بالنسبة لي مبهرة؛ لأنها دقيقة ودرجاتها متفاوتة ومتقاربة في آن واحد؛ وهو ما يعني إمكانية إظهار الفكرة بدقة أكبر، ناهيك عن إمكانية التصميم عبر تلك البرامج».

بشار الأحمد

محبة الرسم الكاريكاتوري ليست وليدة اللحظة، إنما هي ثمرة تعب سنوات من التمعن والعمل المستمر، وأضاف: «منذ الصغر وأنا أميل إلى هذا الفن الصعب والدقيق في التفاصيل التي يجب أن تكون كذلك لتعطي رمزية اللوحة، لذلك حاولت تأطير موهبتي بالدراسة الأكاديمية في معهد الرسم الذي تخرجت فيه بعد حصولي على المرتبة الأولى، إضافة إلى أنه يحاكي قضايا المجتمع بطريقة ساخرة أقرب إلى الناس وهمومها، وحالياً تناولت الأزمة التي تعصف ببلادي من مختلف نواحيها، منها الوضع الاقتصادي والمعيشي، والإرهاب وداعموه، وجميع الرسومات كانت بسيطة كي تكون قريبة من الناس، وتظهر هذه الفكرة في رسم البورتريه».

كما أدخل إلى العمل الفني الكتابة الخطية، وهنا قال: «برأيي لا تكتمل فكرة العمل الفني في بعض لوحات الكاريكاتور إلا بالكلمات التوضيحية لبعض الأفكار، وهذه الكلمات قد تكون ساخرة أو تحمل روح السخرية، وبعض الأحيان تكون معبرة بحد ذاتها عن الفكرة؛ أي في حال وضعت مع بعض الزخرفات وحدها تكون لوحة متكاملة، لكن هذا يحتاج إلى جرأة في طرح الأفكار».

من أعمال الرسام محمود هلهل

ومن هواياته الصيد البحري، حيث أدخل تقانة المعلومات وثورة الاتصالات إلى عمله الذي يوثقه دائماً، وقال: «في الحقيقة أنا ابن بيئة بحرية، وعشت أيام الصغر في البحر وعلى الشاطئ؛ وهذا جعلني صياداً ملمّاً بمختلف طقوس الصيد، وخاصة الغطس وصيد الشباك، وأحاول من خلال هذه الهواية توثيق مختلف مراحل الصيد والطقوس البحرية الخاصة بهذه الحرفة، وذلك من خلال صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، وصفحة خاصة بعنوان: "الحياة البحرية"، وأضع فيها معلومات عن مختلف الأسماك المحلية والشائعة في بيئتنا البحرية، وهي معلومات لها مصداقيتها المبنية على الخبرة الشخصية وخبرة المخضرمين بالصيد، فأحقق بذلك الفائدة والثقافة العامة للجميع».

ويتابع: «أعماق البحر كما اليابسة فيها الكثير من التضاريس التي تشد الغطاس لمعرفتها واستكشافها، وخاصة التي تأخذها الأسماك جحوراً لها، كما أن العوالق والصدف والمرجان وثمار البحر شيء خيالي في تشكلها وطريقة حياتها، وقلة من الناس العاديين تدركها، لذلك حاولت توصيفها ووضع المعلومات عنها للثقافة العامة، فهي بالنسبة لي اكتشاف يومي لا بد منه، وخاصة الأنواع النادرة وغير الشعبية».

من أعماله

الصياد "بشار الأحمد" أكد من خلال علاقته بـ"محمود" وقربه من أعمال توثيق الحياة البحرية أنها غاية في الأهمية؛ لأنها تتطرق إلى تفاصيل تنمّ عن خبرة ودراية بالأعماق البحرية، وأضاف: «عاش "محمود" في بيئة أسرية منحته الثقة بكل شيء، فكان أهلاً لهذه الثقة؛ لذلك أبدع في مختلف أعماله، وتميز بنفس طويل للصيد وطاقة كبيرة للعمل به، وهذا قدم إنتاجية متميزة».

أما الفنانة "ليديا صالح"، فقالت: «قدم الفنان "محمود" لوحات كاريكاتور متميزة لامست الهمّ المجتمعي بمختلف أبعاده وبكل جرأة؛ وهذا منحه محبة المتلقين، والثقة فيما يقدمه من معلومات اجتهد كثيراً حتى وثقها».

يذكر أن "محمود أحمد" من مواليد "طرطوس"، عام 1982.