نال تحصيله العلمي دون الالتزام المدرسي لصعوبة الظروف المعيشية، وحصل على الثانوية العامة خلال خدمة العلم، وساهم بعلاقاته الاجتماعية في المحافظة على الغطاء الحراجي، كما ساهم في توحيد كلمة أبناء قريته.

فكثيرون من أهالي وسكان قرية "الشيباني" التابعة إلى مدينة "بانياس" يرون في السيد "علي غانم" شخصاً مثقفاً فكرياً واجتماعياً، وقدم للقرية الكثير من الخدمات على مختلف الصعد، لذلك هم سعيدون به كمختار للقرية رغم تقدم سنه، وهو ما أكده السيد "أسامة عباس" من أبناء القرية لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 أيار 2014، حيث قال: «أنا أرى أن الشخص المثقف هو الشخص الذي يستطيع التفاهم مع محيطه الاجتماعي وكسب وده على الدوام مهما كانت درجة تحصيله العلمي، وعلى هذا الأساس أجد مختار قريتنا "الشيباني" السيد "علي يونس غانم" شخصاً نافذاً في القرية ومحبوباً من قبل أبنائها، وملبياً لمتطلباتهم الحياتية المناطة به سعياً خلف مصالحهم.

المختار "علي" من أمهر زارعي التبغ في القرية، فإنتاجه متميز وجيد لمتابعته ورعايته الدائمة وخبرته في الزراعة، ويعتبر بعض الأحيان مميزاً عن بقية زراعات القرية

وهو مختار نحسد عليه، فهو معاصر لمختلف هموم أبناء القرية، ولسان حالهم في كل مجلس رسمي كما رأيته في حديثه مع المعنيين حين طالب بتوسيع طريق القرية، ومد شبكة مياهها الصحية بعد ضعف مياه النبع، إضافة إلى أن له الفضل في بناء خزان المياه الذي يروي ظمأ أبناء القرية، علماً أنه اعترض كثيراً على موقع بنائه وما زال يحاول تغيير مكانه أو تغيير مواصفاته من أرضي إلى هوائي، وهذا بالنسبة لي سبب وجيه يدفعني للحديث والافتخار به كوجه اجتماعي من القرية».

السيد منير عباس

لم يكن الحديث عن أبناء القرية والمطالبة بتحقيق مطالبهم السبب الوحيد لارتباط أبناء قرية "الشيباني" ذاتهم بمختارهم والحديث عنه بأهمية، وإنما أيضاً ما فعله على أرض الواقع وبيديه، وهنا يقول السيد "منير غانم" الموظف المتقاعد: «خمس وعشرون سنة كفيلة بأن يدرك الشخص حاجيات وهموم أبناء محيطه الاجتماعي، وكذلك المختار "علي غانم" هذا الرجل السبعيني الذي برأيي كان أبرز ما قدمه لقريتنا حماية بيئتها الحراجية من مختلف المشكلات وأهمها حشرة الجادوب التي غزتها في فترة من الفترات، حيث عمل على رشها بالمبيدات الحشرية المناسبة بالتعاون مع الجهات الرسمية الموكلة بذلك، كما عمل على تشذيبها وفق أصول التقليم المناسبة لتبقى محافظة على جماليتها الطبيعية.

كما عمل نتيجة حبه للأشجار وخصوصيتها في نفوسنا نحن أبناء القرية، وبعد تساقط أخشابها نتيجة ظروف طبيعية أدت إلى ذلك، على الاستفادة منها في المصلحة العامة، فشذبها ووضعها كمقاعد خشبية يجلس عليها مرتادو ساحة البلوط المشهورة في القرية».

المختار

ويتابع السيد "منير": «المختار "علي" من أمهر زارعي التبغ في القرية، فإنتاجه متميز وجيد لمتابعته ورعايته الدائمة وخبرته في الزراعة، ويعتبر بعض الأحيان مميزاً عن بقية زراعات القرية».

وفي لقاء مع السيد "علي يونس غانم" مختار قرية "الشيباني" حدثنا بداية عن نشأته وكيف تمكن من تحدي الظروف فيها ليصل إلى هدفه، فقال: «أنا ابن قرية ريفية بسيطة جداً تعمل بالزراعة لتجني قوتها اليومي، وهو الأمر الذي دفعني للاعتماد على ذاتي في حياتي المعيشية اليومية في سن مبكرة جداً بخلاف بقية أقراني، فلا أذكر أن والدي استطاع تأمين متطلبات حياتي الدراسية؛ ما دفعني إلى ترك الدوام الرسمي فيها والاعتماد على ذاتي في التحصيل العلمي، حيث درست عاماً واحداً فقط في المرحلة الابتدائية في أواخر الأربعينيات، وذلك ضمن معاناة حقيقية كمنت في خط السير الحراجي البعيد الواصل إلى مدرسة "سريجس" شرقي قريتنا بحوالي عشرة كيلومترات.

جانب من قرية الشيباني

كما درست عامين فقط في المرحلة الإعدادية في منتصف الخمسينيات، ضمن إعدادية الأستاذ "محمود حسن" في قرية "بلوزة" التي تبعد عنا أيضاً نحو عشرة كيلومترات ضمن خط سير حراجي في الجبال والوديان، وفي كلتا المرحلتين كنا نعتمد على سير الأقدام فقط.

بعد هذه المرحلة التحقت بخدمة العلم وقدمت خلالها الثانوية العامة وحصلت عليها بتقدير جيد في عام 1960، وكنت من أوائل الحاصلين عليها في القرية».

ويتابع المختار "علي": «بعد الانتهاء من خدمة العلم عدت إلى القرية لأجد مهام المختار تنتظرني وفق اتفاق جميع الأهالي على ذلك، وما دفعني إلى قبول المهام حاجة القرية إلى الكثير من الخدمات والرعاية، فكانت من أولى اهتماماتي حماية غطائها النباتي برعايته ومكافحة أمراضه، إضافة إلى تثبيت ثقة الأهالي بي عبر المطالبة بحاجياتهم وتحقيق متطلباتهم، ومنها شبكة المياه وبناء خزان تجميع كبير وضمن متابعة دقيقة وحثيثة قد لا يدركها بعضهم، وهذا ناهيك عن المساهمة في حل أغلب الخلافات الاجتماعية بين أبناء القرية، حيث كانت كلمة الفصل فيها لي والجميع يدركون أنها كلمة حق لذلك هم ملتزمون بتنفيذها».

يشار إلى أن السيد "علي غانم" مختار قرية "الشيباني" من مواليد عام 1940.