بعض أصحاب المنتج الإبداعي واكبوا ثورة المعلومات والاتصالات، وقدّموا ضمن منصة بيع مباشرة زهيدة الثمن منتجاتهم، محقّقين سوقاً إلكترونياً مفتوحاً، ظلّ آخرون حذرين من استخدامه حتى الآن.

الفنانة التشكيلية "رنا حيدر" اعتمدت في تطوير مهاراتها الفنية على مواقع إلكترونية كثيرة، مستفيدة من قدراتها على مواكبة هذه التقنيات، وهنا قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الثاني 2016: «منذ سنوات عدة مضت وأنا ألج المواقع الإلكترونية التخصصية بالفنون التشكيلية والحرف اليدوية للاستفادة من خبرات الزملاء الفنانين والحرفيّين، وأقول الزملاء مجازاً -إن صح التعبير- لأن هذه التقنية الجديدة جعلت من فناني العالم زملاء فعلاً، بآلية تواصل حقيقية مباشرة ودائمة فيما بينهم، وتواصل مباشر مع المتلقي، وسماع أفكاره ومعرفة رغباته، ثم تقديم منتج إبداعي يلبي طموحه ورغباته، لكونه غير قادر على صناعة هذا المنتج، إضافة إلى أن بعضهم أصبحوا حرفيّين وفنانين تشكيليين جرّاء مواكبة تقانة المعلومات والاتصالات، ومتابعة المختصين ومناقشتهم والتعلم منهم، ثم التجريب وتقديم الخلاصة».

حتى الآن لم أحاول توظيف الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة فنّي الحرفي بصناعة لوحات توالف البيئة وشرانق الحرير و"التحريق" على الخشب؛ لأنني غير مدركة أين سيؤول بي المطاف، علماً أنني غير مقتنعة تماماً بسوق تصريفي الحالي المقتصر على القرية، وزملاء التدريس في المدرسة

وتتابع بخصوصية أكبر: «في السنوات السابقة وقبل ثورة المعلومات والاتصالات، أقمت العديد من المعارض الفردية، وكان الحضور محدوداً ومحصوراً بالموقع الجغرافي، لكن باستخدام التقانات الحديثة ونشر المنتجات الإبداعية عبرها، وأصبحت غير محدودة بموقعي الجغرافي، وزاد عدد المتلقين والمهتمين والمعلقين؛ وهذا حقّق الفائدة الكبيرة للجميع، وخاصة لي في تطبيق أفكار للوحات ومشغولات يدوية جديدة ترتقي إلى الذائقة المكونة نتيجة الحوارات؛ أي توظيف الخبرة باستخدام التقانة الحديثة، وهذا يعدّ بصمة خاصة بي يدركها الجميع من دون معرفة اسم صاحب العمل».

رولا يوسف

الحرفية "رولا يوسف" فتحت سوقاً إلكترونياً خاصاً بها بمجرد تمكّنها من توظيف تقانة المعلومات والاتصالات، وقالت: «لدي خبرة جيدة في مجال الإنترنت، واعتمدته في نشر مشغولاتي الحرفية اليدوية منها والصوفية، كـ"الكروشيه" المشغول بصنارة واحدة، التي تميزت بها، وهذا فتح لي سوقاً جديداً محيطه وحدوده العالم عبر الأصدقاء والمعارف والمغتربين، وهذا السوق الإلكتروني ضاعف إنتاجي ودخلي المادي؛ أي حقق لي فائدة اقتصادية كبيرة، ناهيك عن محاكاة الخبرات والمعارف لدى أهل الشأن وزملاء المهنة، والاستفادة منه ومحاولة توظيفها بما يتناسب والإمكانيات والمواد الأولية المتوافرة بين يدي، حتى إن بعضهم عرضوا المساعدة لتأمين المستلزمات الأولية لي عبر هذا السوق الإلكتروني، وبذلك أكون مستفيدة مئة بالمئة من تقانة المعلومات والاتصالات في حرفتي اليدوية».

أما الفنانة "هيام صبح"، فلم تواكب تقانة المعلومات والاتصالات في مجال فنّها وحرفتها اليدوية؛ بحجة أن المعرفة القادمة من هذا السوق الإلكتروني متشعبة، وتحتاج إلى حذر كبير، وأن هذا السوق لا يحقق أدنى درجات الأمان، وأضافت: «حتى الآن لم أحاول توظيف الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة فنّي الحرفي بصناعة لوحات توالف البيئة وشرانق الحرير و"التحريق" على الخشب؛ لأنني غير مدركة أين سيؤول بي المطاف، علماً أنني غير مقتنعة تماماً بسوق تصريفي الحالي المقتصر على القرية، وزملاء التدريس في المدرسة».

هيام صبح

الحرفيّة "جمانة إبراهيم" العاملة بصناعة أطباق القشّ وتدريب الإناث على هذه الحرفة، قالت: «تمكّنت من توظيف الإنترنت ومختلف تقانات التواصل الحديثة الناتجة عن ثورة المعلومات والاتصالات في مجال عملي الحرفي اليدوي، وقد استخدمتها بعقلانية، وراضية عنها حتى الآن. وضمن ما يمكنني تسميته سوقاً إلكترونياً مفتوحاً ودائماً على مدار الساعة، وهو قابل للتحديث المستمر، من دون وساطة وسماسرة يرغبون بالحصول على نسبة من الدخل المادي قد تفوق نسبة الحرفي ذاته من العمل، وطوّرت مهاراتي بالتواصل مع باحثين تراثيين مهتمين بحرفتي، والتعرف إلى تراث مناطق وبلدان أخرى، وكل هذا بتكاليف بسيطة جداً».

المهندسة "ريم خضور" صاحبة المشروع الحرفي "قلادة"، الذي أطلق واقعياً، وروّج له إلكترونياً، قالت: «في أحد المعارض التي شاركت بها، وخلال الحديث عن أهمية التواصل الإلكتروني مع زملائي في العمل والحرفة، وأصحاب الشأن، والمهتمين والمتلقين في المجال الحرفي الفني، وكيف كان له الأثر الإيجابي في مشروع "قلادة"، شغفت الحرفيات بهذا التواصل، وبادرن لطلب إنشاء حسابات خاصة بهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي، وفعلاً نحن اليوم نمثّل خلية عمل حقيقية وسوق تصريف ملبياً، وما يمكن تسميته ورشات تدريب بتواصلنا الدائم والمباشر فيما بيننا، ومع متلقينا والراغبين بتصريف منتجاتنا؛ وهذا يعدّ سعادة حقيقية بالنسبة لهن، وزاد من دخلهن المادي والمعرفي».

ريم خضور