يحاول الموظف "شفيق" بعد الانتهاء من عمله، إحضار حاجيات منزله اليومية من الأسواق الشعبية بمدينة "طرطوس"، ورغم بعد المسافة ومشقة حملها إلى مكان إقامته، إلا أن هذه الحاجيات تتناسب مع أجره الشهري.

تعد أسواق مدينة "بانياس" -بحسب رأي السيد "شفيق موسى"- أسواقاً ذات أسعار مرتفعة مقارنة مع أسعار أسواق مدينة "طرطوس"، فالكثير من السلع التي يحتاجها يومياً لمنزله تسبب له الإرهاق المادي بالعموم، لذلك يقوم بشرائها من أسواق "طرطوس" الشعبية موفراً بذلك بضع مئات من الليرات في هذه الخطوة، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 آب 2014: «ليس لدي دخل مادي سوى ما أتقاضاه من وظيفتي في إحدى الدوائر الحكومية بمدينة "طرطوس"، وارتفاع الأسعار دفعني كما بقية المواطنين للبحث عن الوفرة في كل ما أشتريه وأحتاجه لحياتي اليومية، ففي كل يوم تقريباً بعد الانتهاء من أعمالي المكتبية أقوم بزيارة الأسواق الشعبية في مركز المدينة، ومنها ما يعرف بـ"سوق النسوان" في حي "المشبكة"، أو "سوق الباعة" جانب الكراج القديم، لمتابعة ومعرفة أسعار الخضار والفواكه ومختلف حاجيات المنزل الأخرى، لشراء ما أحتاجه في محاولة لتوفير ما أمكن من المال، لعل الراتب يكفي حتى نهاية الشهر، لأنطلق بعدها وبسرعة لكي لا أتأخر عن "سيرفيس" مدينة "بانياس"، وأدخل في زحمة المواصلات، ولكن هذه الخطوة تكلفني مشقة حمل الخضار وما تسوقته من حاجيات من تلك الأسواق، وبرأيي مشقة الحمل أخف عبئاً عليّ من التسوق من أسواق "بانياس" المرتفعة الأسعار».

نشتري يومياً من سوق الهال مختلف أنواع الخضار والفواكه، لكي نبقى على تماس مباشر مع حاجيات المواطن، فلا يجوز أن يأتي زبون لشراء سلعة ما ولا يجدها، فلا يعود مرة أخرى للشراء من هنا، وبرأيي فإن التسوق من السوق المركزي يجعل الدائرة مكتملة؛ أي إن السلعة تأتي من المنتج إلى المسوق إلى التاجر فالمواطن نهاية الحلقة، وهذا يزيد من سعر السلعة مقارنة مع سعرها الحقيقي لدى المنتج أو المزارع، لذلك البعض يقولون إن الأسعار مرتفعة، وهنا يجب القول إن ارتفاع أجور النقل سبب رئيسي أيضاً في ارتفاع سعر السلعة، فيضاف إلى سعرها الحقيقي قبل بيعها للزبائن

وفي لقاء مع السيد "يوسف يوسف" صاحب محل خضار في مدينة "بانياس"، قال عن سبب ارتفاع الأسعار في أسواق المدينة: «نشتري يومياً من سوق الهال مختلف أنواع الخضار والفواكه، لكي نبقى على تماس مباشر مع حاجيات المواطن، فلا يجوز أن يأتي زبون لشراء سلعة ما ولا يجدها، فلا يعود مرة أخرى للشراء من هنا، وبرأيي فإن التسوق من السوق المركزي يجعل الدائرة مكتملة؛ أي إن السلعة تأتي من المنتج إلى المسوق إلى التاجر فالمواطن نهاية الحلقة، وهذا يزيد من سعر السلعة مقارنة مع سعرها الحقيقي لدى المنتج أو المزارع، لذلك البعض يقولون إن الأسعار مرتفعة، وهنا يجب القول إن ارتفاع أجور النقل سبب رئيسي أيضاً في ارتفاع سعر السلعة، فيضاف إلى سعرها الحقيقي قبل بيعها للزبائن».

البسطات الشعبية

السيد "صالح ديوب" تاجر يملك بسطة صغيرة في "سوق النسوان" بحي "المشبكة" في مدينة "طرطوس"، بيّن اختلاف الأسعار وانخفاضها في الأسواق الشعبية بالقول: «في سوق "الهال" أي مركز بيع الخضار بالجملة سعر ربطة البقدونس مثلاً ست عشرة ليرة سورية، ويضاف إليها قبل بيعها إلى الزبائن أرباح تاجر المفرق، فيصبح سعرها حوالي خمس وعشرين ليرة سورية، وأنا أبيعها هنا على هذه البسطة بخمس عشرة ليرة سورية؛ أي بأقل من سعرها في السوق المركزي، وكذلك بالنسبة مثلاً للخوخ الأسود الذي يسوق من محافظة "حمص" بكميات كبيرة ويباع في سوق "الهال" بسعر 100 ليرة سورية لتاجر البسطة أو تاجر المحل، فيضيف إليها أرباحه وأجور النقل ليبيعها بحوالي 140 ليرة سورية، أما بالنسبة لي فأبيعها بحوالي 100 ليرة سورية، وقد يسأل أحدهم، كيف هذا؟ فأجيب، لأنها من إنتاجي الخاص في قريتي "بستان الصوج" التابعة لمدينة "الدريكيش"، فمهما كانت قيمة بيعها هنا ستكون جيدة جداً بالنسبة لي، وأوفر على الزبون، وهذا حال كامل السوق تقريباً هنا، فالجميع منتجون ويحتاجون إلى أسواق تصريف، وهو الأمر الذي جعل من أسواق المدينة مناسبة لمختلف أحوال الزبائن، خاصة للموظفين في المدينة، فيقصدونها للتسوق قبل العودة إلى أماكن إقامتهم أينما كانت».

ويضيف السيد "صالح": «انخفاض الأسعار هنا معروف للقاصي والداني، فأنا مثلاً لدي زبائن من مدينة "طرابلس" يقصدون بسطتي الصغيرة كل حوالي خمسة عشر يوماً للتسوق من الخضار الطازجة التي أنتجها في حقلي كما حقول إخوتي وأقاربي في القرية، وما يزيد من رغبة التسوق لدى الزبائن معرفة مصادر مياه الري المعتمدة على الينابيع في القرية، فبعد الانتهاء من عملي في السوق والعودة إلى القرية أعمل على قطف الخضار والفواكه يومياً قبل مغيب الشمس بكميات قليلة يمكن نقلها بسهولة، فأوضبها بالعبوات الخاصة بها أو الأكياس البلاستيكية لصباح اليوم التالي، لتكون جاهزة للتنقل معي وصولاً إلى السوق».

خضار متنوعة
سوق النسوان