تعد حرفة الصيد من أشهر الحرف التي يمتهنها أهالي الشريط الساحلي السوري، وهي كذلك تشكل رياضة جسدية وروحية للكثير من أبناء الساحل الذين اعتادوا على الاعتكاف مع البحر في ساعات الليل والنهار على حد سواء.

الساعاتي "بولس الباني" من المواظبين على ارتياد البحر منذ عدة عقود لممارسة هوايته المفضلة بالصيد البحري كل يوم "جمعة"، التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20/8/2012 والذي تحدث بالقول: «أحببت البحر كثيراً منذ الصغر، وخصصت يوم "الجمعة" لممارسة هوايتي المفضلة في صيد الأسماك البحرية وهذا منذ حوالي خمسين عاماً مضت وحتى الآن، فهو بالنسبة لي مصدر ترفيه وخروج عن الروتين المعتاد خلال بقية أيام الأسبوع، حيث أقصد البحر مع بعض الرفاق وأقضي فيه ضمن قاربي ساعات النهار كاملة وأنا أراقب شباكي التي تم رميها في عرض البحر وهي تمتلئ بالأسماك، فقد اعتدنا في كل رحلة صيد بحري على تجهيز كل ما يلزم هذا اليوم من طعام وشراب نتناوله خلالها ريثما نقوم بجمع الشباك وفك الأسماك من بين خيوطها ليصار بعدها إلى تنظيفها في عرض البحري وتجهيزها لوجبة العشاء أو غداء اليوم التالي، وذلك حسب كمية السمك التي اصطادها.

نحن عائلة مؤلفة من ستة أشخاص تعتمد على الصيد البحري بشكل كامل لمتابعة حياتها اليومية، فجميعنا يعمل بالصيد البحري بمختلف أشكاله واختصاصات صيده، فمنا من يعمل على صيد السنارة ومنا من يعمل بصيد الأقفاص المعدنية ومنا من يعمل بصيد الشباك، حتى إننا أدركنا فترات الصيد البحري الجيد والمثمر وتمكنا من صيد مختلف الكائنات البحرية بمختلف الطرق لأننا أحببنا هذه الحرفة ونحاول الإخلاص لها ليستمر خيرها علينا

فهواية الصيد هذه متعة أدركتها منذ الصغر وتابعت عليها وكأنها رياضة روحية تزيل عني هموم ومتاعب العمل في صيانة الساعات على مدار الأسبوع، إضافة إلى أنها أصبحت في وقتي الحالي وأنا في هذا العمر المتقدم بمثابة إشغال الوقت الذي يصبح بالنسبة للمعمر مثلي قيمة مضافة يجب العمل عليها كما في الشباب».

الساعاتي بولس الباني

الصياد "عوض الظروف" من أبناء منطقة "الخراب" أشار بالقول: «مهنة الصيد بالنسبة لي حرفة تعلمتها من والدي الذي قضى حياته يمارسها ليؤمن لنا لقمة العيش، فهي بالنسبة لي مصدر دخل مستمراً أعتمد عليه لبناء حياتي الاجتماعية ودعم حياتي الأسرية، فمنزلي الملاصق لشاطئ البحر كان سبب تعلقي بهذه الحرفة التي أصبحت مهنة أتقنها بكل ما فيها من صعاب ومخاطر، وهذا هو حال أولادي أيضاً.

فعندما أدخل البحر على متن قاربنا أشعر وكأني أدخل المجهول قاصداً باب الكريم لتأمين قوت يومي المتجدد مع كل بزوغ فجر يوم جديد، فكثيراً من رحلات الإبحار تكون جيدة وذات مردود جيد، وهذا لأني أدرك تماماً متى يجب عليّ الإبحار لممارسة حرفتي في الصيد البحري».

الصياد عوض الظروف

يضيف: «نحن عائلة مؤلفة من ستة أشخاص تعتمد على الصيد البحري بشكل كامل لمتابعة حياتها اليومية، فجميعنا يعمل بالصيد البحري بمختلف أشكاله واختصاصات صيده، فمنا من يعمل على صيد السنارة ومنا من يعمل بصيد الأقفاص المعدنية ومنا من يعمل بصيد الشباك، حتى إننا أدركنا فترات الصيد البحري الجيد والمثمر وتمكنا من صيد مختلف الكائنات البحرية بمختلف الطرق لأننا أحببنا هذه الحرفة ونحاول الإخلاص لها ليستمر خيرها علينا».

أما الصياد "علي ريا" الذي اعتمد على صيد السنارة لممارسة هواية الصيد فذكر: «إن صيد السمك على الشاطئ الصخري في مدينة "بانياس" بالسنارة التقليدية له متعة ما بعدها متعة أمارسها منذ خروجي على التقاعد من وظيفتي الحكومية، فأقصد البحر في كل يوم وبحسب وقتي الخاص لأكون مرتاحاً فيه فأمارس هوايتي بالصيد البحري بكل شغف، ولا أنكر أن هذه الهواية التي تعلمتها في سن متأخر تحولت الآن إلى مصدر رزق إضافي يساعدني مع راتبي التقاعدي في تأمين متطلبات منزلي.

أقفاص معدنية لصيد السمك

فكثيراً ما ترى الشاطئ الصخري مملوءاً بمحبي الصيد البحري الذي لا يمتلكون قوارب بحرية تعبر بهم إلى عرض البحر، وأغلبهم من المعمرين كحالتي، وأنا أشعر خلال ممارستي حرفة الصيد البحري بالراحة النفسية وأنسى مختلف أحداث اليوم الصعبة منها والسهلة وكأن هذه الحرفة بمثابة تطهير للروح وتجددها الدائم مع هذه الزرقة البحرية».