كان صاحب نهضة اجتماعية وأخلاقية، أحب العطاء والبر بالعمل المنتج، ساهم في إنشاء أغلب مساجد المنطقة، وكان لكلمته آذان مصغية ولرأيه في المحافل القضائية مشورة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 حزيران 2014 الموظف المتقاعد "بهجت معلا" ابن فضيلة الشيخ "أحمد محمد حسين معلا" في قريتهم "بقعو" التابعة لمدينة "الدريكيش"، ويقول: «عرف الشيخ "أحمد معلا" على مستوى منطقة "الدريكيش" ومحافظة "طرطوس" بالشيخ "أحمد أبو علي" أو "أبو علي بقعو" نسبة لقريته التي ينتمي إليها، وكان رجلاً له قدره ووزنه في القرية والمنطقة كلها، بما قدمه من أعمال خيّرة في حياته ورأي سديد في أحكامه بين المتخاصمين، فكان يعتبر وجهاً بارزاً من وجهاء القرية يلجأ إليه من تعترضهم الهموم والمشكلات لحلها والبت في قراراتها مع القبول التام بقراراته التي اختبرها الجميع بصحتها ونزاهتها، وهذا منحه علاقات اجتماعية جيدة متشعبة امتدت على نطاق المحافظة وخارجها، وكثيراً ما كان يُطلب لإبداء الرأي والنصح في محافظة "اللاذقية" من قبل أحد أصدقائه القضاة، وذلك بحكم تجربته المتشعبة مع الناس وعلاقاته الطيبة معهم، فكان رأيه سديداً وسليماً».

كان فضيلة الشيخ "أبو علي بقعو" رجلاً طيباً وإنسانياً وصاحب فضيلة طيبة ظهرت بتربية أبنائه الحسنة وتعاملاتهم الجيدة مع الآخرين، فلم نسمع عنهم أية شائبة طوال حياتهم، بل سمعنا الطيب والذكر الحسن، فقد دعا والدهم إلى المحبة والتسامح وكان يعطي حكمته في هذا لكل من يراه ويقول: (لا تأخذ من أحد مالاً وتعده برده إلا وترده قبل موعده المحدد)، يقول أيضاً: (لو سمعت شتيمة والدك بأذنيك، قل للشاتم: جزاك الله خيراً وعفا عنك)، كما حث على الصدق والابتعاد عن الكذب لأنه كما كان يقول: (الكذب حيض الرجال)؛ وهذا زاد ثقة الناس به إلى درجة أنهم اعتبروه محكمهم الشرعي في المنطقة كلها

لم يكن رأيه السديد في الخلافات فقط، وإنما كان في تعاملاته وتربيته لأبنائه، وعن ذلك يقول الأستاذ "زياد معلا" من أبناء القرية: «كان فضيلة الشيخ "أبو علي بقعو" رجلاً طيباً وإنسانياً وصاحب فضيلة طيبة ظهرت بتربية أبنائه الحسنة وتعاملاتهم الجيدة مع الآخرين، فلم نسمع عنهم أية شائبة طوال حياتهم، بل سمعنا الطيب والذكر الحسن، فقد دعا والدهم إلى المحبة والتسامح وكان يعطي حكمته في هذا لكل من يراه ويقول: (لا تأخذ من أحد مالاً وتعده برده إلا وترده قبل موعده المحدد)، يقول أيضاً: (لو سمعت شتيمة والدك بأذنيك، قل للشاتم: جزاك الله خيراً وعفا عنك)، كما حث على الصدق والابتعاد عن الكذب لأنه كما كان يقول: (الكذب حيض الرجال)؛ وهذا زاد ثقة الناس به إلى درجة أنهم اعتبروه محكمهم الشرعي في المنطقة كلها».

السيد بهجت معلا

رغم سنواته التسعين التي فارق الحياة فيها عام 1994 بقي صاحب همة عالية وخط سليم في الكتابة، وهنا يقول السيد "حماد معلا": «لم تضعفه عقوده التسعة بل واظب واشتهر بالكتابة والتخطيط بخط سليم وجميل جداً ودون استخدام النظارات، فهو مطلع ومثقف لدرجة جيدة يمكن اعتبارها تميزاً في الفترة السابقة خلال حياته، ناهيك عن حبه للبناء والإنشاء الذي ساهم وبنى من خلاله وعلى نفقته الخاصة الكثير من المساجد في المنطقة عامة ومنها ثلاثة في قرية "بقعو"، حيث بنى مئذنة أحدها بنظام عمارة نموذجية من الحجارة المربعة المشذبة المغايرة لنظام عمارة تلك الفترة في القرية، وبقي حوالي عامين يبني بها، إضافة إلى أنه أحب الزراعة كثيراً ومدّ يد المساعدة إلى جميع المزارعين ليكونوا الأهم في المجتمع المنتج، حتى إن حقوله لم يدع المزارعين يعملون بها من تلقاء أنفسهم بل كان اليد الأولى في العمل معهم، فكنا نراه وعشرين عاملاً يومياً خلال فترات العمل يستعدون منذ الصباح الباكر لأعمالهم، وكان يقول إن هدفه من هذا تأمين مصدر دخل لهؤلاء الأشخاص ليكونوا منتجين في مجتمعهم».

يذكر أن، فضيلة الشيخ "أحمد حسين معلا" وبحسب حديث أفراد أسرته عاش أكثر من تسعين عاماً، وتوفي من حوالي عشرين عاماً، ويعتقد أنه من مواليد عام 1892.

السيد حماد معلا
مأذنة أحد المساجد التي بناها الشيخ أحمد معلا