إنسان مبدع بكل ما للكلمة من معنى، استطاع أن يجمع بين الشاعر والقاص والبطل الرياضي والمطرب والملحن والمخترع والإنسان دون أن تمنحه ظروف الحياة لقب الجامعي!!

إنه الأديب "بهجت ونوس" الذي سنتعرف إليه أكثر من خلال السطور القادمة فهو وكما عرف عن نفسه

أنا السنديان .. أنا ظل البشر‏ أنا لغة الحياة ... وعطر المطر‏ ## أنا القابع بين الحفر‏ ## كم يخضر وجه الأرض‏ ## بعد ولادتي في السماء

لموقع eSyria: « اسمي "بهجت عزيز ونوس" من مواليد "طرطوس" /1958/ بطل سوريا في الجمباز شاركت في بطولات عربية ودولية ولاعب منتخب وطني للشباب - أعمل رئيس لجنة فنية وعضو لجنة مدربين عليا، وحكماً دولياً للرجال ولي مختارات في الغناء الشرقي لمدة ربع قرن - و مجموعة مؤلفات في الشعر - الاختيار - آهات ووتر - السنديان - وفي القصة كتبت : "رحلة بطل - بكاء القصب" وفي المسرح مسرحية للأطفال بعنوان "لاعبة الجمباز"»

من لوحته الخطيئة الكبرى

*ألا ترى أنه من الرائع أن يجمع الإنسان بين كل تلك المواهب التي تحولت إلى واقع مثمر؟

**« كثير من مكامن الإبداع والإلهام يكتنفها أشخاص كثيرون ولكن العبرة لمن ينتبه لهذه المضامين ويعقلها ومن ثم يطلقها أناشيد في دوحة الشعر، وليس من المنطق الفصل بين هذه العناوين وأرى نفسي أسيرا لما ذكرت فصوتي ولد معي بالفطرة وترعرعت على صوت "ناظم الغزالي" و"سعدون الجابر" و"طلال المداح" وغيرهم، وغنيت لمدة ربع قرن مضى ولي الكثير من التسجيلات التي ذاع صيتها بين الناس - أما الرياضة فهي في دمي بعد ما كنت أمارسها كبطل جمباز في السبعينيات والتي تطورت في بداية التسعينيات وبدأنا المشوار الصعب ليولد الأبطال المدربون وهذا يأتي بالصبر والعمل والعلم »

من مظامين حصن حوراء

وتابع يحدثنا عن القصيدة في شعره قائلا: « في الحقيقة أبحث عن وحدة الموضوع والإيقاع الموسيقي والمتانة بالمفردات وأن يكون للقصيدة وهج جديد سواء أكانت وجدانية أم صوفية ولا يكون الحوار فيها مباشراً بل تكون المخاطبة من وراء المفردات والتراكيب» .‏

ومن قصيدة السنديان هذا المقطع ...‏

«أنا السنديان .. أنا ظل البشر‏

أنا لغة الحياة ... وعطر المطر‏

أنا القابع بين الحفر‏

كم يخضر وجه الأرض‏

بعد ولادتي في السماء»

*تختار مفردات تراثية مثل "القوشان - الجرن -الصحن" كعناوين لكتاباتك الشعرية والقصصية فهل نعتبرذلك عشقا للتراث أم شوقا إليه؟

**« لماذا يجب أن تكون ضريبة الحضارة الابتعاد عن الموروث الثمين المتعلق بذات الإنسان وبعده الوجداني والنفسي والإبداعي بنفس الوقت، فإذا قطعت الأشجار وحرقت الأرض وتحولت إلى يباس وزادت أعداد السيارات وتصاعد الدخان في السماء فقتلت العصافير وذهبنا بجهلنا إلى تلويث البحر فماذا يبقى في الحياة ؟ علينا أن نعتز بالحضارة والتطور لا أن تقتلنا وتحولنا لمجرد كتل خرساء دونما روح فالتراث هو تلك الروح التي نحاول التخبط بعيدا عنها» .‏

عندما نتحدث عن موهبة ندرك جميعا أنها موجودة لدى كثير من الناس فيخف وهجها قليلا مع الزمن ولكن بالنسبة ل"ونوس" فالموهبة عنده تحولت إلى اختراع أساليب وأدوات جديدة حدثنا عنها الفنان "ونوس" قائلا: « أرسم بالحجر وبالضوء وبفقاعات الصابون وبالغيوم وأحب اختيار مضامين ملحمية كلوحة الخطيئة الكبرى عبر التاريخ والتي رسمتها بالحجر على جدران منزلي وجسدتها بلوحات مرسومة بالضوء وفقاعات الصابون كما أعمل على موضوع "حصن حوراء" والذي أراه ابن "عمريت" البكر "هناك موضوعان في باب فن عن حصن حوراء والخطيئة الكبرى" فالفنان يجب ألا يقف عند حد معين وواجب عليه أن يجرب كل شيء مهما بدا مستحيلا»

*في النهاية هل تعتقد وبعد كل تلك الإنجازات أنك أوصلت رسالتك للناس وحققت ما طمحت إليه دائما؟

**«أقول بصراحة : مازلت تلميذاً صغيراً أصبو إلى أن أكون ممن قرروا السير نحو درب المعرفة ...وأنا جاهل ارفع جهلي تاجاً على رأسي واركب سرج النحس حتى من دون لجام وكلما اقتربت من باب الحكمة افتحه كي اقرأ فيرتد علي وأموت قبل أن اعلم شيئاً!!»‏