حوّلت الحرفية "جمال حنّوش" الأشياء الموجودة وعديمة القيمة في المنزل من قماش وزجاج ورمل إلى قطع ولوحات فنية، يصعب على الناظر إليها معرفة المادة الأولية التي صنعت منها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 أيار 2020 الحرفية "جمال حنّوش"، التي قالت: «هناك الكثير من الأشياء التي تنتج في كل منزل يومياً من ورق مقوى وقطع من القماش وزجاج مكسور، وقشور البيض، وعلب الصبغات، والمناديل الورقية، وورق الجرائد، وغيرها الكثير، وهي لا تصلح لشيء، فتهمل وترمى، وأنا أحاول الاستفادة من كل هذه الأشياء لصنع شيء جديد يمكن الاستفادة منه مرة أخرى».

هناك الكثير من الأشياء التي تنتج في كل منزل يومياً من ورق مقوى وقطع من القماش وزجاج مكسور، وقشور البيض، وعلب الصبغات، والمناديل الورقية، وورق الجرائد، وغيرها الكثير، وهي لا تصلح لشيء، فتهمل وترمى، وأنا أحاول الاستفادة من كل هذه الأشياء لصنع شيء جديد يمكن الاستفادة منه مرة أخرى

وعن أعمالها الفنية وطريقة العمل، قالت: «عندما تخطر على بالي فكرة لوحة، أقوم بكتابتها فوراً، وأبدأ بالتنفيذ، ولا أستطيع انهاء القطعة دفعة واحدة، لأن عملي على مراحل، فكل مرحلة تحتاج لوقت حتى تجف، أستعمل عدة أنواع من العجائن مثل عجينة الورق المقوى وعجينة القماش وعجينة السيراميك، مثلاً القطعة المصنوعة من عجينة القماش أبدأ العمل من خلط النشاء مع الماء، ثم توضع على النار، وبعد تبريدها أضيف مادة الغراء، ثم أضع المزيج على القماش القطني حصراً، ثم أكونها وأعتقها ببودرة نحاسية.

عدد من أعمالها

وقطع أخرى صنعتها من الورق المقوى (كرتون البيض)، أبدأ العمل من خلال نقعه بالماء، ثم يعصر وتضاف عليه مادة الغراء، وأكون الأشكال التي أريدها، واخترت أن أصنع المفتاح الذي يستعمل للزينة بتعليقه على الجدار، وقطعة أخرى أضفت لها الزجاج.

كما صنعت من علب صبغات الشعر مع إضافة الرمل، والقطعة التي يليها من قشور البيض صنعتها من خلال لصق القشور على عبوة زجاجية فارغة وزينتها بالسحاب كمنظر جمالي، ولونتها ببودرة نحاسية».

قطعة فنية من أعمالها

وأضافت: «لم أتعلم هذه المهنة من أحد، ولا أستطيع أن أصنع قطعتين مثل بعضهما؛ بل كل قطعة مختلفة عن الأخرى، للوهلة الأولى لا يعرف المشاهد للقطع الفنية أصل المادة التي صنعت منها، ولكني أشرح ما هي المادة وكيف صنعتها، وأنا أحب أن أعلم كل من يسألني عن هذه المهنة وأشرح له كل التفاصيل، في كل معرض أشترك به أحضر لوحات جديدة مناسبة لفكرته، وأحياناً لضيق الوقت أطور لوحات موجودة سابقاً، المهم أن لا تكون القطع الفنية مكررة بل دائماً جديدة ومتجددة، وأختار المادة المناسبة لفكرة اللوحة أو القطعة الفنية».

"رحاب الخجا" رئيسة فريق "لمة أمل" التطوعي قالت: «ما يميز المرأة السورية أنها مدبرة، وفكرة التدوير فكرة قديمة وجميلة تحافظ على البيئة، وتميزت بها أمهاتنا وجداتنا لاستغلال أي شيء لعمل لشيء آخر، فكانت جداتنا تصنع من الكلسات القديمة ليفة للجلي، ومن علبة السمنة الفارغة وعاء للزراعة، وكانت تجمع قطع الصابون الصغيرة لعمل قطعة صابون كبيرة وإعادة استخدامها من جديد، وهذا كله إعادة تدوير وتطورت الأفكار مع الزمن، و"جمال حنّوش" متميزة بالتدوير فهي تصنع القطع الفنية من المواد التي ترمى دون أن يكون لها قيمة، وتستغل كل ما حولها في الطبيعة من الرمل والزجاج وورق الجرائد والورق المقوى لصنع قطع فنية جميلة، ومنتجاتها تصدر للخارج لجودتها وتميزها ورخص سعرها أيضاً».

رحاب الخجا

المربية "حنة سلوم" أحد زبائن "جمال حنّوش" قالت: «اشتريت منها عدة قطع مثل لوحة "مريم العذراء" المصنوعة من الزجاج المحطم، وآنية زجاجية مزينة وغيرها، والملفت في أعمالها أنها جميلة جداً ورخيصة الثمن، ومع ذلك تعطي انطباعاً أنها باهظة الثمن، وتصنع من المواد الموجودة في المنزل كالورق المقوى وورق الجرائد والزجاج وغيرها، فهي لا تشتري المواد من السوق، بل تخلق من لا شيء أشياء جميلة ومميزة، وخلال زيارتي الأخيرة إلى "مشتى الحلو" لفت نظري عدد من أعمالها أيضاً، وطلبت إليها أن تصنع لي لوحة عن السيد "المسيح" من الزجاج».

يذكر أنّ "جمال حنوش" من مواليد 1972، "مشتى الحلو" بمحافظة "طرطوس"، لها عدة مشاركات في معارض جماعية.