تمكن المزارع "عبد الرحمن سكيف" بعد تقاعده من العمل الحرّ، من تنظيم حديقة منزلية متكاملة من الفواكه الاستوائية المميزة، وكان مثالاً يحتذى به لمساهمته بنشر هذه الزراعة؛ فتربة منطقته ومناخها من أهم الشروط المحققة.

مدونة وطن "eSyria" وخلال زيارة إلى منطقة "القرير" بتاريخ 4 أيار 2016، التقت المزارع "عبد الرحمن عبد الحليم سكيف" ليحدثنا عن أهمية زراعة الفواكه الاستوائية بالنسبة له، ويقول: «زراعة الأشجار الاستوائية المنتجة في حديقة منزلي هي تجربة أحببت الخوض فيها لأسباب عديدة، منها: استحواذ مختلف أنواع هذه الأشجار ضمن بيئة قريبة من بيئتها الأساسية، أي إن شروط نموها محققة بنسبة تتجاوز التسعين بالمئة، وخاصة منها المتميزة التي لا يوجد نمو لها في منطقتها كشجرة الكريمة والعنب الصيني والجوافة الملونة، وهذا الأمر ليس وليد ظرف معين أو حالة معينة، وإنما هو حالة من العودة إلى الأصول، فأنا ابن بيئة اجتماعية عملت بالزراعة مدة طويلة، وتمتلك الأرض الخصبة ضمن مناخ مناسب، فهذه الزراعة طالما استهوتني لتميزها، لكني لم أتمكن منها في مرحلة عمرية معينة كان العمل الحر كسائق عنوانها، إضافة إلى أنني وجدت فيها مشروعاً مناسباً يشغل أوقات فراغي في خريف العمر».

ما يزرعه من شجيرات فواكه استوائية مميزة، لكونها لم تزرع سابقاً في هذه المنطقة، كان له الفضل في تجربة زراعتها والتحقق من إنتاجيتها ومردوديتها، كما أنه وتشجيعاً على نشر مفهوم هذه الزراعة منحني بعض الشجيرات الاستوائية المميزة كشجرة الكريمة

ويتابع: «بعض الأشخاص يرون في زراعة الفواكه الاستوائية حالة من الترف الاجتماعي، وأنا أحاول جاهداً كسر هذه القاعدة من خلال التشجيع على زراعتها في منطقتنا، حيث ساهمت بنشرها على مستوى عدة مزارعين تمكنوا من تحقيق ناتج جيد منها على مدار عدة سنوات، فوفروا على أنفسهم شراء ثمار هذه الفواكه، وقدموا لأنفسهم عناية صحية من خلال العناصر الغذائية والاستشفائية التي تمتلكها، ومنها أمراض السرطان».

العناية بالعنب الصيني

وعن بعض الأنواع التي يزرعها وكيف حصل عليها يقول المزارع "عبد الرحمن": «البداية كانت بزراعة "البابايا" ثم زراعة شجرة الكريمة والعنب الصيني والتوت المهجن والتين بنوعه المميز والكاريسا، وقد أحضرت الشتلات عن طريق ولدي العامل في "لبنان"، وزرعتها بتربتنا البركانية أو المعروفة شعبياً بـ"الحتري"، وساهم بذلك قربنا من سطح البحر وتوفر الرطوبة والمناخ الدافئ.

أما عمليات العناية بها وهي الأهم في هذه الزراعة، فكانت تعتمد الخبرة بالزراعة ومراقبة مراحل نموها والتغيرات التي تطرأ عليها، لتفادي أي خطأ محتمل يؤثر بالنمو والعطاء الثمري، واللافت بالأمر أنني لم أسأل مختصاً بالزراعة مارس زراعتها؛ لأنها كانت فريدة في البداية قبل تشجيعي على زراعتها وتقديم ما أمكن من الغراس من دون أي مقابل».

المزارع حسام يوسف

ويضيف: «بالنسبة إلى عمليات العناية بها فهي بسيطة وتعتمد المشاهدة البصرية لحالة الشجرة ثم تقديم ما يلزمها من الرعاية والري والتسميد، وما فاتني من عمليات العناية كان الحماية من الصقيع، نتيجة تعرض منطقتنا لبعض موجات البرد القارس غير المتكررة والثابتة».

لدى المزارع "عبد الرحمن" شجرة تين تحدث عنها كثيراً؛ وهو ما دفعنا إلى الاستفسار عن سبب تميزها بالنسبة إليه، ويقول: «لدي نوع من التين المستورد، ينتج دفعتين من الثمار؛ أي إنتاجه يكون على مرحلتين: الأولى قبل أن تنبت وتظهر الأوراق، وهنا تكون الثمار كبيرة الحجم بصورة لافتة عن بقية أنواع التين المعروف، وتنضج باكراً. أما الدفعة الثانية من الثمار فتكون بعد ظهور ونمو الأوراق، وتكون ثمارها أصغر من ثمار الدفعة الأولى، ومذاق هذا النوع مميز من ناحية الحلاوة والطعم».

شجرة الكرمة

وفي لقاء مع المزارع "حسام يوسف" مزارع أنواع متعددة من الفواكه الاستوائية بمساعدة المزارع "عبد الرحمن"، ومنها: "القشطة، والبلح، والجوافا، والبابايا"، يقول: «حصلت على شجرتين من المزارع "عبد الرحمن" بهدف نشر هذه الزراعة بين الناس كافة، وزرعتها في حقلي ذي التربة الحمراء، وكان نموها جيداً حتى إنها أنتجت الأزهار في العام الماضي لكنها لم تستمر بالحياة، وبعملية بحث عنها عبر المواقع الإلكترونية التخصصية أدركت أن انتهاجها يكون في عمر ست سنوات وما فوق».

أما المهتم بالزراعات الاستوائية "حسن محمد" الذي رافقنا في زيارة المزارع "عبد الرحمن"، فيقول: «ما يزرعه من شجيرات فواكه استوائية مميزة، لكونها لم تزرع سابقاً في هذه المنطقة، كان له الفضل في تجربة زراعتها والتحقق من إنتاجيتها ومردوديتها، كما أنه وتشجيعاً على نشر مفهوم هذه الزراعة منحني بعض الشجيرات الاستوائية المميزة كشجرة الكريمة».

يذكر أن المزارع "عبد الرحمن سكيف" من مواليد قرية "بساتين الأسد"، عام 1946.