تمكنت "سهى نبهان" من توظيف خبراتها الجامعية في مجال التسويق، فأسست مشروعها الصغير لحياكة الصوف، ودرّبت مجموعة من الشابات الباحثات عن فرصة عمل تحسن أوضاعهن المادية، وتملأ أوقات فراغهن بكل مفيد.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 نيسان 2016، الشابة "سهى نبهان" لتحدثنا عن فكرة مشروعها، حيث قالت: «بدأت التحضير لمشروعي الحرفي منذ عام ونصف العام تقريباً، مستفيدة من مهاراتي وهوايتي المفضلة في مجال الأعمال الحرفية اليدوية منذ الصغر، ومع تغير الحالة المعيشية والاقتصادية بوجه عام وتأثر نفوس الشباب بها، خطر لي أنه يمكن تأسيس مشروع يستحوذ على وقت الشباب والفتيات ويملأ فراغهم ويقدم لهم عائداً مادياً، ولو كان بسيطاً.

المشروع ذو أهمية كبيرة من حيث ارتباطه بموهبة وإبداع الفتيات المشاركات بالعمل، وهو فرصة لنا لنكون سيدات أنفسنا في العمل

فالهدف الأساسي خلق فرص تشغيل للشباب، وتحفيز الجانب الفني والإبداعي لديهم، وإبعادهم عن الملل والوقت الضائع الذي أصبح يسبب الكثير من المشكلات لهم، حيث نقوم بتصنيع وحياكة إكسسوارات صوفية مختلفة، وبعض قطع الزينة المتميزة بشكلها وجودتها، والقبعات الصوفية أيضاً، والقفازات والشالات، والجوارب المصنوعة من مواد متنوعة مثل الصوف والخيش والحبال والشمع، بأشكال و"موديلات" تنسجم مع مختلف الأذواق، وتواكب التصاميم العصرية، وكل ذلك بعد تدريبهم على مهارات التعامل مع الحياكة».

من أعمال سهى نبهان

وأضافت: «في البداية كنت أعمل يدوياً بالمشروع، فأنظم العمل وأتواصل مع فتيات يرغبن بإنجازه، ولديهن إما الخبرة أو الرغبة بالتعلم، ومن ثم أقوم بعمليات التدريب العملي مستخدمة تقنيات متعددة، منها على سبيل المثال تدريب بعض الفتيات من خلال تقديم عروض فيديو مصورة مأخوذة عبر شبكة الإنترنت، ومن ثم التطبيق اليدوي المباشر على القماش لكل خطوة تعلمنها حتى الإتقان، مع إضافة كل جديد إلى الأفكار والمهارات، وأطلقت اسم "جدايل" على المشروع».

أما عن التسويق وهو الجانب الأهم، فقالت: «أنشأت صفحة "فيسبوك" باسم المشروع لتسويق المنتجات عبرها، ونظمتها بطريقة تفاعلية، حيث يمكن للمتلقي أو الزبون أن يتواصل بطريقة جدية وفعلية للحصول على طلبه الذي تابع كل المنشورات المتعلقة به، وشاهد تفاصيله عبر الصور التوضيحية، والأهم من هذا الأسعار المناسبة والمدروسة دراسة منطقية جداً لتناسب الجميع من دون استثناء».

إكسسوارات من إنتاج المشروع جدايل

وعن حالة التميز في المشروع من وجهة نظر الشابة "سهى"، قالت: «ما يميز المشروع برأيي، وجود عدة فتيات وشباب يحملون ذوقاً مميزاً ورغبة دائمة بالتعلم، وأن القطع مخصصة أي يمكن تعديلها وتجهيزها حسب الطلب، ولأنه عمل يدوي فكل قطعة وحيدة من نوعها، وهذا انعكس إيجاباً على العمل؛ وهو ما أدى إلى نجاح فكرة المشروع، مع وجود الطاقة والرغبة الكافية للاستمرار بالتعلم، والبحث عن الأفكار الجديدة باستمرار».

وعن العمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، قالت: «نحاول أن نستفيد من الموارد الموجودة على الرغم من قلتها وارتفاع أسعارها، وهذا انعكس على غموض الغد القادم، ولكننا مستمرون بالإنتاج، ونأمل أن يكبر المشروع ويصبح أكثر نجاحاً مع الأيام».

تصاميم تزيينية

وتعدّ "ليلى محمود" من الأشخاص الداعمين للمشروع من خلال تأمين المواد الأولية اللازمة للعمل، وتبادل الأفكار مع الشابات العاملات به عبر الإنترنت، واقتراح أفكار جديدة و"موديلات" وتصاميم عصرية لمنتجاتهن، مضيفة: «المشروع ذو أهمية كبيرة من حيث ارتباطه بموهبة وإبداع الفتيات المشاركات بالعمل، وهو فرصة لنا لنكون سيدات أنفسنا في العمل».

وتقول "لبنى مصطفى" من العاملات بالمشروع أيضاً: «بالنسبة لي المشروع ليس مجرد عمل يمكن من خلاله الحصول على النقود وأنا ضمن منزلي، بل هو مشروع خاص يجعلني أكثر استقلالية وحرية وجرأة، إضافة إلى أن كل قطعة أنجزها جزء مني، و"موديلاتها" عصرية تناسب مختلف الأذواق».

الجدير بالذكر، أن "سهى نبهان" درست إدارة أعمال قسم التسويق، وهو الأمر الذي مكّنها من توظيف ما تعلمته أكاديمياً لتسويق منتجاتها على صفحات التواصل الاجتماعي.