من منّا لايعرف شراب "التمر هندي"، فهو المشروب المميز على الموائد السورية، ولكن ماذا عن أشجار التمر الهندي الاستوائية؟ فهل من الممكن أن نراها منتجةً مثمرةً هنا في سورية؟!

اليوم تجري تجارب تأقلمه مع البيئة المتوسطية الساحلية لعلّه يدخل في حلقة الإنتاج الزراعي المحلي، ثم الصناعي والتجاري، وفي ذلك يتحدث السيد "مايز شاليش" في زيارة مدونة وطن "eSyria" لمزرعته في منطقة "دوير الشيخ سعد"، بتاريخ 24 كانون الأول 2014: «أدهشتني هذه الشجرة في "فنزويلا" حيث كنت أقيم، وهناك وفي جميع أنحاء قارة أميركا لها شعبية كبيرة، وتُفرد لها مساحات واسعة من الأراضي، كما تتواجد مصانع تقوم بتحويل "قرونها" الشبيهة "بالخرنوب" إلى عصير "التمر الهندي" الذي نعرفه في الأسواق السورية، وخاصة الدمشقية العريقة، أما من حيث الشجرة فهي عملاقة يصل قطرها بعد قرون من العمر إلى 4–6م، وتعمر لآلاف السنين، وتزرع أمام المنازل الكبيرة كأشجار زينة عريقة في بلادها، وفي المزارع تزرع كاستثمارات كبيرة».

"التمر الهندي" يتبع لفصيلة "البقوليات"، وهو شجرة ضخمة معمرة، دائمة الخضرة، يزيد ارتفاعها على 20م، وتعمر لما يزيد على 200 سنة، وتتميز بمقاومتها الكبيرة للرياح، وهي تعطي قروناً يترواح طولها بين 7-10سم، تكون خضراء في بدايتها، ليتحول لونها إلى البني، وفي داخلها 12 بذرة، أما الطعم فيميل إلى الحموضة بعد النضج، ويعرف بأسماء كثيرة عند العرب: "العربيد، الصبار، الحومر، الحمر"

ولدى بحثنا أكثر في عمق هذه الشجرة المعمرة وجدنا فوائد طبية عالية الفعالية والتأثير، تحدث عنها موقع المرسال "http://www.almrsal.com" بالتفصيل، ومما جاء فيه: «يترك "التمر الهندي" مقتطفات تمنع نمو "المتصورة المنجلية" التي تحملها أنثى البعوض المسبب للملاريا، كما يساعد على خفض وتنظيم مستوى السكر لدى مرضاه، وزيادة فعالية ماد ة "الأنسولين"، أما لـ"اليرقان" فيعد علاجاً طبيعياً فعالاً للغاية، وتستطيع مستخلصات أوراق "التمر الهندي" شفاء الجروح، ومنع عدوى الالتهابات الجلدية بأنواعها ومسكنة للالتهابات الداخلية، عدا زيادة الحليب، أما للأسنان ومشكلات الفم فأوراق "التمر الهندي" معقمة ومفيدة لحالات الالتهاب». وغير ذلك الكثير من فوائد مستخلصات أوراق، وثمار، وبذور، ولحاء التمر الهندي.

مقطع مقرب لأوراق "التمر الهندي" وثماره وأزهاره

من جهته يتابع السيد "علي" حديثه بالقول: «حملت معي عدة بذور عندما عدت إلى البلد، وزرعتها منذ سنتين، وهي الآن بحال جيدة، لكنها تحتاج لحوالي سبع سنوات لتعطي الثمار، أما التأقلم فقد اجتازت فصلي شتاء ساحليين، ومن جهتي أتمنى أن تتحول هذه الشجرة إلى زراعة متكاملة لها أسواقها الداخلية الواسعة، ففي بلادها تعد استثماراً جيداً من حيث حاجتها ليد عاملة كبيرة، في الزراعة، والحصاد، وتحويل الثمار إلى عجينة يستخرج منها شراب التمر الهندي، وتتواجد ورشات صناعة متخصصة في هذا المجال، وعليه فإن استثمار هذه الشجرة في "سورية" يعد مشروعاً ناجحاً بما يتجاوز كثير من الفاكهة الاستوائية المتواجدة في البلاد، حيث سبقتها سمعتها وطعمها الشهي».

يعد السيد "مايز شاليش" من أوائل الذين أدخلوا "التمر الهندي" على نطلق واسع، حيث يذكر أنه وزع الكثير من البذور على أصدقائه في المحافظة وفي مدينة "جبلة"، ولم يذكر أحد ممن تحدثنا إليهم عن أي وجود للتمر الهندي في "سورية"، وباعتبارها شجرة حديثة العهد فلا بد من الاستعانة بمعلومات المواقع الإلكترونية ومنها موقع "شؤون البلاط السلطاني"، "http://www.rca.gov.om"، الذي أورد معلومات مختصرة ومهمة عن الشجرة وأصولها وطريقة تكاثرها، ومما ورد فيه: «الاسم العلمي للتمر الهندي "Tamarindus indica"، ويتبع لعائلة "Leguminosae"، وقد عرف قديماً عند العرب وقبلهم عند الفراعنة، وعرفته أوروبا عن طريق العرب، أما اسمه فقد اشتق من الكلمة العربية "تمر" و"هند" لتشابه لبه الجاف مع لب "التمر".

التجربة المحلية في الزراعة الواسعة "التمر الهندي"

الجزء المستخدم أساساً هو اللب، وحين تجمع الثمار تزال قشورها الصلبة، ثم تعجن فتكون كتلاً سمراء اللون، ويضاف إليها السكر لحفظها من الفساد، ويستخدم اللب في صناعة "المشروبات، العسل، المشهيات، والمخللات"، كما تطبخ القرون الغصة الخضراء مع الأرز لإضفاء نكهة وطعم محبب، وهناك استخدامات أخرى للأوراق والبذور.

أما لب الثمار فيحتوي على نسب عالية من "الفوسفور والكالسيوم"، ومحتوى متوسط من الحديد، وكذلك يحتوي على عدد من الفيتامينات خاصة "أ و ب"، إضافة إلى "دهون، ومواد سكرية"، و"للتمر هندي" فوائد طبية عديدة منها أنه ملين للأمعاء، ومرطب للحلق، ومضاد للحموضة الزائدة في الجسم، كذلك خافض للحرارة، كما يفيد في حالات الزكام والتهابات الحلق والإمساك».

حديث مع السيد "مايز شاليش" وتجربته الغنية مع الفاكهة الاستوائية بأنواعها

كما ذكرت جميع المصادر أن: «"التمر الهندي" يتبع لفصيلة "البقوليات"، وهو شجرة ضخمة معمرة، دائمة الخضرة، يزيد ارتفاعها على 20م، وتعمر لما يزيد على 200 سنة، وتتميز بمقاومتها الكبيرة للرياح، وهي تعطي قروناً يترواح طولها بين 7-10سم، تكون خضراء في بدايتها، ليتحول لونها إلى البني، وفي داخلها 12 بذرة، أما الطعم فيميل إلى الحموضة بعد النضج، ويعرف بأسماء كثيرة عند العرب: "العربيد، الصبار، الحومر، الحمر"».

يزرع التمر الهندي بطريقة "العقل"، وعبر البذور، ويحتاج كما غيره من الأشجار الاستوائية وشبه الاستوائية إلى العناية التي تزيد من حجم اللب الداخلي، وتركيز المادة الفعالة.