نقلها المغتربون من بيئات العالم المختلفة، وفي التربة الساحلية وجدت موطنها الجديد، أما الأسواق فوجدت فيها منتجاً غريباً يجذب مستهلكين جدد.

انتشرت الفاكهة الاستوائية منذ ثمانينيات القرن الماضي وما قبلها في منطقة الساحل السوري عبر المغتربين في دول "أميركا اللاتينية" بوجه خاص، ولاقت في تربتها الشروط اللازمة، يقول عنها الأستاذ "إبراهيم شيحا" مدير مركز البحوث العلمية الزراعي بـ"طرطوس" خلال حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2014:

تسمى هذه الزراعات بـ"الزراعات الرديفة" التي تأقلمت مع أجواء البيئة الساحلية، ومنها أيضاً "البابايا"، التي تتمتع بقيمة غذائية وطبيعة عالية، في مداواة الجروح، والصناعات التجميلية، وكغذاء بشكل رئيس، ولها عدة أنواع من حيث الطعم والحجم والشكل، وتتأثر بدرجات الحرارة المنخفضة، وزراعتها شهدت نجاحاً جيداً

«نبدأ مع شجرة "الأفوكادو"، ومسماها العلمي "Persea Americana" التي تنتمي إلى ثلاث مجموعات هي: "المجموعة المكسيكية، المجموعة الغواتيمالية، ومجموعة غرب الهند"، تحتوي عناصر غذائية معدنية مفيدة جداً للإنسان، وهذا سبب تسميتها بـ"شجرة الحب" في أوروبا.

"البابايا" أو "اللاتشوصّا" شجرة قديمة في سورية، وحالياً تشهد انتشاراً كبيراً

أما شجرة "القشطة"، وتسمى علمياً "Annona sp"، فهي من العائلة القشطية - "Annonaceae" فقد دخلت البلاد في تسعينيات القرن الماضي، وهي متساقطة الأوراق نسبياً، وقد أثبتت القدرة على العيش في البيئة الساحلية لمدة عشر سنوات وهو العمر المحدد علمياً لإثبات تأقلم أي شجرة مع البيئة الجديدة، ونحن ننصح بزراعة هذه الشجرة لاستيفائها كافة الشروط المناخية المطلوبة.

نتابع مع "الكيوي"، وفي الاسم العلمي "Actinidia deliciosa"، التي يعود أصلها إلى المسطحات العالية في الصين، وهي شجرة معمرة لحد 40 سنة، متساقطة الأوراق، وقد دخلت إلى "سورية" عام 1986، وهذه يمكن زراعتها في كافة أنحاء "سورية"، سواء في الساحل أو المرتفعات».

ثمرة "الدراكون" أو "التنين"، ونجاح كبير في البيئة الساحلية المتوسطية

وفي ذات السياق يقول: «تسمى هذه الزراعات بـ"الزراعات الرديفة" التي تأقلمت مع أجواء البيئة الساحلية، ومنها أيضاً "البابايا"، التي تتمتع بقيمة غذائية وطبيعة عالية، في مداواة الجروح، والصناعات التجميلية، وكغذاء بشكل رئيس، ولها عدة أنواع من حيث الطعم والحجم والشكل، وتتأثر بدرجات الحرارة المنخفضة، وزراعتها شهدت نجاحاً جيداً».

سنحاول في حديثنا هذا توثيق أسماء جميع الفاكهة الاستوائية والمدارية التي تم تجريب زراعتها في "سورية"، ومدى نجاحها، حيث نصل إلى دليل واضح للأنواع وانتشارها، وذلك عبر سلسلة مقالات التوثيق للفاكهة "الاستوائية والمدارية"، وغيرها من الفاكهة القابلة للزراعة والاستثمار في البيئة المتوسطية، خاصة البيئة الساحلية، ومن هذه الفاكهة التي انتشرت بسرعة في حدائق المنازل "توت العليق" موطنه الأصلي "أوروبا وشمال آسيا"، ويسمى علمياً "Rubus idaeus"، وينتمي لعائلة "Moraceae"، ويستخدم كسياج للمزارع، ومحيط المنازل وحدائقها، وقد تحدث الأستاذ "إبراهيم شيحا" عن تنفيذ عدة مشاريع لزراعته في محيط الأراضي كسياج، ونتائج زراعته ممتازة من حيث غزارة الإنتاج وجودته.

ثمار "الليتشي" زراعة حديثة نجحت في التربة المتوسطية

وفي متابعة لبقية الأنواع يقول السيد "هيثم رمضان" صاحب "مشتل الربوة" على مدخل "طرطوس" الشمالي: «انتشرت زراعة "المنغا" منذ عدة عقود، وقد نجحت زراعتها كثيراً، استوائية المنشأ، وتسمى علمياً "Mangifera indica".

كما لدينا "الخرمة" التي يعود أصلها إلى الصين، وتسمى "kaki"، من عائلة "Ebenaceae" وهي فاكهة لذيذة للغاية انتشرت زراعتها بكثرة على امتداد الأراضي الساحلية، ومن أنواعها: "الصفراء اللينة، الحمراء اللينة، والصفراء التفاحية القاسية، والسوداء القاسية".

كما انتشرت مؤخراً أنواع من "الصباريات" تحمل ثماراً بنفسجية اللون، في حين طعمها يشبه "التوت"، معلوماتي قليلة عنها، لكن من حيث الوصف فهي مناسبة بكل المقاييس للبيئة السورية عموماً، حيث تعد من النوع القزمي الحدائقي، غزيرة الثمار وسهلة الإكثار».

ننتقل إلى نوع آخر، من عائلة "الصباريات"، وهي ثمرة "دراكون" أو"التنين"، وموطنها الأصلي جنوب شرق آسيا، وتسمى "Dragon fruit"، تحمل ثماراً حمراء أو صفراء لامعة جميلة المظهر، لبها أبيض أو أحمر، تزرع في مختلف مناطق العالم.

وفي إحدى المزارع في قرية "دوير الشيخ سعد" الملاصقة لمدينة "طرطوس" -وكثيرون من أهلها في المغترب- تعرفنا إلى ثمار استوائية ومدارية جديدة مع السيد "علي الدويري"، حيث قال: «جلبت معي من "فنزويلا" عدة أنواع من الثمار التي نجحت زراعتها نجاحاً مذهلاً؛ بداية من شجرة "الموز" الذي يؤكل بطريقة "الشوي والقلي"، ويسمى "بلاتانو" بالإسبانية، واسمها العلمي "Platano"، وهي من الفاكهة الاستوائية، تشبه شجرة الموز بشكل متطابق، وتختلف بلونها البني تقريباً عند النضج.

ومؤخراً زرعت نبتة جديدة كلياً تسمى "بومالاكا"، شكلها جميل للغاية، وطعمها أيضاً، وهي تعطي ثماراً تشبه الإجاص، وقلبها أبيض إسفنجي، وأنا بانتظار تناول أولى ثمارها بعد عودتي إلى "سورية".

كما لدينا شجرة "الشوكولا"، أو "الكاكاو"، وهي مصدر "الكاكاو" التجاري في العالم، وتنتمي لعائلة "Theobroma cacao"، ولفصيلة "Sterculiaceae"، دائمة الخضرة، ويستخرج "الكاكاو" من بذورها، وأثبتت نجاحاً كبيراً من حيث الإنبات والثمار، وتضم بدورها نحو 50 جنساً، و750 نوعاً.

أما شجرة "تشيكو" واسمها العلمي "Manilkara zapta"، فموطنها الأصلي أميركا الوسطى، وهي حديثة العهد جداً، لكنها نمت نمواً جيداً، وتشبه لحد ما "الكيوي" من حيث شكل الغلاف الخارجي والحجم».

ويضيف السيد "علي" بالقول: «زرعت لهذا العام شجرة "السدر" وهي شجرة تنمو في شبه الجزيرة العربية، اسمها العلمي "Zizyphus Spina Christi"، وهي من الفصيلة "العنابية أو السدرية Rhamnaccae"، وأثبتت نجاحاً كبيراً في زراعتها.

ومن الأشجار أيضاً شجرة "الكيوي" التي تسمى "Kiwifruit"، والاسم العلمي "Actinidia chinencis"، وتنتمي لعائلة "Actinidiaceae"، التي لاقت نجاحاً كبيراً، وانتشرت في معظم المزارع الساحلية والجبلية، حيث تزرع وتسلق كما أشجار العنب.

كما توجد شجرة "البابايا" أو "اللاتشوصا"، التي تنمو في المناطق الاستوائية، وتسمى علمياً "Carica papaya"، وتنتمي لعائلة "Caricaceae"، وهي من الأشجار غير المعمرة.

كذلك شجرة "الليتشي"، واسمها العلمي "Litchi chinensis"، وتنتمي لعائلة "Sapindaceae"، وهي جديدة في المنطقة الساحلية، ويعود أصلها إلى الصين، وقد نجحت زراعتها».

ولا بد لنا هنا من المرور على شجيرات "العنّاب" التي تنتشر زراعتها في المزارع الساحلية الجبلية، ونضيف إليها شجيرات "الزعرور" الأصفر والأحمر، التي يتم تطعيمها على الزعرور البري، لتعطي ثماراً كبيرة الحجم، وذات مردود اقتصادي كبير.

لقد أظهر بحثنا أن الاتجاه إلى تجريب مختلف نباتات العالم في البيئة الساحلية السورية نشط من 10 سنوات نشاطاً ملحوظاً، في إطار سعي المزارع لتنويع مصدر دخله، وقد أثبت معظمها القدرة على التأقلم، من ثم فإن ما ذكرناه ليس سوى جزء من قائمة قد تضم بعد عام 2015 عشرات الأنواع الجديدة التي ستتناولها أبحاثنا بالدراسة والتوثيق.