لم تدرس فن الرسم في الجامعة، إنما طورت نفسها من خلال المطالعة الدائمة والتجربة المستمرة، وقد كان حبها للفن والرسم محفزها للإبداع، فحجزت لنفسها مكانةً بين الفنانين التشكيليين السوريين.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 أيار 2019، الفنانة التشكيلية "ميس مصطفى" لتحدثنا عن رحلتها في عالم الفن التشكيلي، حيث قالت: «موهبة بدأت تظهر منذ أن كنت في مرحلة الطفولة، وموهبتي هذه جزء من كياني، فقد كنت أرسم على أي شيء أصادفه، فمن الدفاتر والأوراق إلى الجدران وغير ذلك. أما المشجع الأكبر في البداية، فهو الدافع الذاتي للرسم والتعبير عن الذات، لكن بالتأكيد كان لعائلتي والأصدقاء دور كبير في ذلك، وملهمي في الفن ينبع من ينابيع عدة، تشربت منها حبي لهذا المجال، فالحب هو المحفز الأول بالنسبة لي، ولطالما تأثرت كثيراً بفنانين عالميين، مثل: "دافنشي"، و"رامبرانت"، وغيرهما، وسحرت بكل ما قدموه من إبداعات. أما في الفن المعاصر، فأنا معجبة جداً بالفن الروسي ومبدعيه، مثل: "فوليجوف"، وانطباعية الفنان السوري العالمي الراحل "عمر حمدي"».

الفنان التشكيلي بحاجة دائمة إلى الدعم الذي يأخذ بيده إلى عالم الفن التشكيلي الصحيح، وقد لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في التعرف إلى عدد كبير من الفنانين وساعدتهم في تسويق أعمالهم، وأسهمت في تقديم الدعم في مرحلة هم بأمس الحاجة إليه، خاصةً في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها هذه المرحلة

وتتابع: «أرسم أي موضوع يستفزني أو يلامس كياني كإنسان، سواءً كان اجتماعياً أو إنسانياً أو عاطفياً أو وطنياً، وأنا لم أدرس الرسم في الجامعة؛ فدراستي الجامعية مختلفة تماماً، لكن اجتهدت على تطوير موهبتي بمفردي؛ وذلك من خلال متابعة أعمال الفنانين العالميين، والتدريب المستمر والتجربة، ومطالعة مختلف الكتب التي تعنى بهذا المجال، وتساعدني في تطوير موهبتي في الرسم وإتقان قواعده، فالموهبة وحدها لا تكفي، فهي بالتأكيد تحتاج إلى صقل لتبرز جمالها ورونقها، فالتجربة المستمرة ومتابعة مصادر المعرفة من دون انقطاع أمر مهم جداً لكل فنان».

إحدى لوحاتها

وعن مشاركاتها والتكريمات قالت: «لقد حصلت على تكريمات عديدة ومتنوعة من مختلف المعارض التي شاركت فيها، فالتكريم شيء جميل، حتى لو كان معنوياً أو بطاقة شكر، بالتأكيد سيكون لها دورها في تشجيع الفنان على العطاء والاجتهاد أكثر على تطوير موهبته وفنه، ولقد كان لي العديد من المشاركات، أذكر منها معرض الفنانين التشكيليين في "طرطوس"، الذي أقيم في منطقة الكراجات بعد تعرضها إلى تفجير كبير، جاء هذا المعرض كرد حضاري فيه دلالة أن الفن سلاحنا، والرقي منهجنا، وأننا المنتصرون، إلى جانب ذلك كان لي عدة مشاركات جماعيةً ومعارض في كل من "بانياس" و"طرطوس" و"اللاذقية" و"دمشق" و"بيروت" و"كندا"، كما أحضّر حالياً لمعرض فردي سيبصر النور قريباً، أيضاً شاركت في رسومات للأطفال في مجلة "أسامة"، وهنا لا بد من أن أذكر أنه بحكم عملي مع الأطفال الموهوبين في الرسم، أقمت برفقتهم معارض متنوعة؛ فالعمل معهم ممتع وفيه تهذيب للروح، وبراءتهم شعلة من نور، وواجبنا كمعلمين أن نحافظ على هذه الشعلة لتضيء لنا المستقبل، وهذا بالضبط ما أحرص عليه في عملي معهم».

واختتمت حديثها بالقول: «في "سورية" فنانون تشكيليون مبدعون، وهم في فنهم يضاهون الفن العالمي، لكن الفنان التشكيلي مظلوم من حيث عدم وجود الدعم له من جانب، وغياب ثقافة اقتناء اللوحة من جانب آخر، وهذا يعود إلى أسباب كثيرة منها واقع الحال المعيشي، وضعف الثقافة الفنية في مجتمعنا، والحرب وتداعياتها الكثيرة، التي جعلت لقمة العيش هي الهمّ الأساسي للمواطن، وإهمال الجوانب الثقافية والفنية بعض الشيء».

تكريم مؤسسة آراب الثقافية العربية

عنها تقول "نهلا قشعور" رئيسة القسم الإعلامي في اتحاد الفنانين في "طرطوس": «تعدّ الفنانة التشكيلية "ميس" من المواهب المميزة فعلاً، وهي من الفنانين الذين مشوا بخطى صحيحة نحو التشكيلية الصحيحة، وقد حاولت في المدة الأخيرة أن تتفرد بطريقة رسمها وأسلوبها وقوة خطها أيضاً، وهي فنانة تعتمد كثيراً الذائقة البصرية في ما تقدمه من أعمال ولوحات، وهذا شيء إيجابي بالنسبة للفنان التشكيلي».

وعن دور مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للفن التشكيلي والفنانين التشكيليين بوجه عام، قالت: «الفنان التشكيلي بحاجة دائمة إلى الدعم الذي يأخذ بيده إلى عالم الفن التشكيلي الصحيح، وقد لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في التعرف إلى عدد كبير من الفنانين وساعدتهم في تسويق أعمالهم، وأسهمت في تقديم الدعم في مرحلة هم بأمس الحاجة إليه، خاصةً في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها هذه المرحلة».

نهلا قشعور

يذكر، أن الفنانة التشكيلية "ميس مصطفى" من مواليد "طرطوس" عام 1985، حاصلة على إجازة جامعية من كلية التربية، اختصاص معلم صف.