بموهبة فطرية متميزة، أتقن الفنان "محمود هلهل" تقنيات فنية متعددة كالكاريكاتور، والرسم على الجدران، والنحت على الرمل، والرسم بالرمل الملون، وتصميم مجسمات كرتونية ورسومات ثلاثية الأبعاد بطريقة مبتكرة، إضافة إلى رسالته بتعليم الأطفال وتنمية مواهبهم الفنية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان التشكيلي "محمود هلهل" بتاريخ 15 تشرين الثاني 2018، وعن بدايته قال: «أحببت الرسم منذ الطفولة، وتعلّمت أصنافه وأساليبه المتنوعة، وقد شجعني أهلي على تنمية موهبتي بدراسته أكاديمياً، فالموهبة في الرسم هي الأساس وتحتاج إلى رعاية لتثمر وتصقل، لكن ليس فقط بالدراسة الأكاديمية؛ فيمكن لأي شخص لم يستطع دراستها أكاديمياً أن يتتلمذ على يد فنان أو حتى بالتعلّم الذاتي عبر شبكة الإنترنت، لكن لا بد من وجود الإرادة والإصرار على التمييز، وأظنّ أن الرسم أو العمل عندما يصل إلى درجة الفن، فإنه أيضاً إبداع، فالفن ما هو إلا حالة إبداعية يقدم من خلالها الجديد والجميل والخلاق والمتفرد، والإبداع ما هو إلا نتيجة طاقة عقلية فطرية بأصلها، وهي موهبة تراكمية وتصقل بالدراسة والتعلّم».

يعدّ التشكيلي "محمود هلهل" من الفنانين النشيطين والمبدعين في الكثير من المجالات الفنية المتنوعة، فعلى الرغم من تنوع أعماله، إلا أنه أبدع في كل مجال دخله وأتقنه بابتكار، شارك بالعديد من المعارض الفنية المتنوعة بمجالات عدة، وكان آخرها "ملتقى البيادر الثقافي"، إضافة إلى أن أعماله متنوعة بين الريشة والقلم، واقعية وكلاسيكية التجريد والسريانية، ناقد في رسومه الكاريكاتورية، إضافة إلى أنه منسق للعديد من المعارض في "طرطوس"، وباحث في الأحياء البحرية، ومدرّس متميز في الرسم والتصوير، فهو فنان شامل ومبدع

وعن أعماله المتنوعة حدثنا: «ابتكرت طريقة فنية جديدة تعتمد الرسم على رمال الشاطئ ثم تلوين الرسمة بالبودرة اللونية والبخ وتصوير المشهد، ثم طباعته ليكون لوحة هجينة ما بين الرسم والصورة، كما أنني استخدمت الرمل البحري والملون في كثير من الأعمال الفنية اليدوية منها والرسم، حيث استخدمته كمادة لتغطية بعض القطع والأشغال اليدوية، وكذلك مع ألوان اللوحة أحياناً لإعطاء سطوح خشنة لغايات تخدم موضوع اللوحة. وبالنسبة لتعليم طلابي مواضيع الرمل الملون، فقد صمّمت لهم أدوات تعبئة الرمل ضمن الزجاجات ورسم أشكال بسيطة وجميلة داخل الزجاجة، وهذه الأدوات مصنوعة من توالف بلاستيكية موجودة في كل منزل، وكذلك أعطيتهم مواضيع الرسم بالرمل الملون على اللوحات، وبالنسبة لتقنية الرسم بتقنية ثلاثية الأبعاد، فما زلت أعمل عليها؛ فهي تحتاج إلى مهارات حاسوبية معينة، وقد أنتجت بعض الرسوم الثابتة منها والمتحركة، وتتميز هذه الرسوم بدقتها وجمال ألوانها وتدرجاتها، وأنا مهتم بإدخالها إلى فن الكاريكاتور، وكذلك أعمل على كاريكاتور متحرك ثلاثي الأبعاد. أما الرسم على الجدار، فهو رسم يدوي بالكامل ومنحني مساحة كبيرة من الرسم بحرية والتعبير بطريقة فنية عن مكنوناتي. وبالنسبة لاختياري للألوان، فخياري يعتمد على ماذا أرسم؛ فالألوان التي أختارها للكاريكاتور والإعلان غير التي أختارها للوحاتي الزيتية، وبوجه عام أحبّ اللون الأزرق لون البحر، وأفضل الألوان لدي الأبيض والأسود، فالألوان هي علم بحد ذاته، وحديثاً في فن الديكور والتزيين نجد للألوان دوراً أساسياً ومهماً فيها، فبعض الألوان تعطي إحساساً بالسعة والامتداد كالألوان السماوية والأخضر، وبعضها يشعر بالضيق، كذلك نرى أن لكل لون تعبيراً معيناً وإحساساً من أكثر من منحى؛ فبعض الألوان تشعرنا بالهدوء، وبعضها الآخر بالحيوية، وهناك أبحاث نفسية تتحدث عن تأثير الألوان واختيار الأطفال لها، فهي تحيط بنا في الطبيعة وفي كل شيء، وهي جزء من حياتنا؛ لذلك تؤثر بنا».

من أعماله بمجال المجسمات الكرتونية

وعن تجربته مع الأطفال قال: «أنا قريب من الأطفال بدءاً من أطفالي الخمسة ثم في مدرستي وطلابي، وقد عملت مع الأطفال في عدة فعاليات مهمة الأساس فيها استقطاب المواهب ورعايتها قدر الإمكان، ففي فعالية "أبناء الأمل" مع الدكتورة "لبنى علي"، تمّ تكوين عدة فرق، منها فريق الرسم المكوّن من مجموعة من الأطفال بإشرافي، حيث قدمنا لهم عدة فعاليات شاركوا بها وعدداً من جلسات تعليم الرسم والأشغال الورقية والأعمال اليدوية وغيرها، وما زلنا مستمرين في هذه الفعالية، وعملت معهم في العديد من المراكز والمعاهد المتخصصة، حيث وجدت بين يدي الأطفال خامات بمختلف القدرات، وقمت بإعطائهم دروساً بعيدة عن النمطية، وتعتمد الجديد والمبتكر، خاصة في مجال الأعمال اليدوية، ومن خلال عملي مع الأطفال أعمل على استكمال رسالتي بالبحث عن الموهوب ودعمه قدر الإمكان والمستطاع لإيصاله إلى أولى الدرجات التي تضعه في المكان الصحيح، ولو استمرت رعايته سيصل ليكون مبتكراً أو عالماً أو باحثاً أو فناناً في المستقبل، فأمنيتي وحلمي أن يكون بلدي رائداً في مجال العلم والثقافة والفن».

تحدث النحات "أحمد محمد البو نياحي" عن التشكيلي "محمود هلهل" بالقول: «يعدّ التشكيلي "محمود هلهل" من الفنانين النشيطين والمبدعين في الكثير من المجالات الفنية المتنوعة، فعلى الرغم من تنوع أعماله، إلا أنه أبدع في كل مجال دخله وأتقنه بابتكار، شارك بالعديد من المعارض الفنية المتنوعة بمجالات عدة، وكان آخرها "ملتقى البيادر الثقافي"، إضافة إلى أن أعماله متنوعة بين الريشة والقلم، واقعية وكلاسيكية التجريد والسريانية، ناقد في رسومه الكاريكاتورية، إضافة إلى أنه منسق للعديد من المعارض في "طرطوس"، وباحث في الأحياء البحرية، ومدرّس متميز في الرسم والتصوير، فهو فنان شامل ومبدع».

من رسوماته الكاريكاتورية

يذكر أن الفنان "محمود هلهل" من مواليد "طرطوس" عام 1982، أشرف على العديد من الملتقيات الفنية والمهرجانات في العديد من المحافظات، كملتقى "البيادر الثقافي" الذي أقيم في "طرطوس".

شخصيات كرتونية قام بتصميمها