منذ الطفولة وهاجس الرسم يلاحق خطواتها لتصبح أقلام التلوين الصديق الحقيقي والوحيد لطفولة الفنانة التشكيلية "رحاب حسين" فالرسم فضاء واسع والريشة وسيلة التعبير الوحيدة فيه.. ومخيلة الطفولة تسبق اليوم بعقود طويلة.. فتكون النتيجة طفل ينضج بريشة وألوان..

للتعرف أكثر على الفنانة التشكيلية "رحاب حسين" زرناها في قريتها "عامودي" التابعة لمنطقة "صافيتا" والتقيناها بتاريخ 19/1/2011 حيث حدثتنا عن احترافها الرسم بقولها: «لا أذكر شيئا من طفولتي إلا ويلازمه دفتر الرسم خاصتي حتى في أيام الدراسة كنت أشارك في المعارض المدرسية لرسومات الأطفال حتى إن شغفي بالرسم هو ما دفعني للدراسة في معهد الأعمال اليدوية وأتخرج منه لأعمل مُدرسة للفنون النسوية في مدينة "صافيتا"».

أحب الكلاسيكية فمن خلالها تكون اللوحة واضحة وتعطي مدلولا جماليا

وتابعت الفنانة "حسين" حديثها تخبرنا عن أدواتها في الرسم فتقول: «في البداية رسمت بقلم الرصاص وحين كبرت قليلا استخدمت الألوان المائية ومن ثم الإكرليك واشتغلت على خامات كثيرة كالخشب والبلور والخزف والفخار بكل أنواع الفنون التطبيقية والأعمال اليدوية والذي زاد من خبرتي ومهاراتي هو مهنة التدريس فالخبرة تختلف عند الفنان مع كل ضربة ريشة جديدة في لوحته».

من لوحاتها

وفي حديثها عن التخصص الفني قالت الفنانة "حسين": «الفنان هو مجموعة مهارات وثقافة وخبرة بالإضافة للصور التي تمر على ذهنه وتخصصه تابع لفكرته وتجربته وطريقة إنتاجه للوحة أو العمل الفني بالنسبة لي أكثر لوحاتي هي وجوه جميلة لنساء فكل وجه جميل يشد انتباهي ويشحذ إلهامي لتجسيده في لوحة أنقله وأضيف إليه لمستي وروحي ورؤيتي ولا أنتمي لأي مدرسة فقط أرسم بعفوية».

وترى الفنانة "حسين" أهمية كبيرة للدراسة الأكاديمية وعن ذلك تقول: «الدراسة الأكاديمية تعلم تقنية استخدام اللون وإظهار لوحة فنية لها مدلول فكري وابتكار صيغة للعمل الفني فليس كل من أمسك بالريشة فنان»، وتابعت: «أحب الكلاسيكية فمن خلالها تكون اللوحة واضحة وتعطي مدلولا جماليا».

إلى جانب الرسم عملت الفنانة "حسين" في مجال الفنون التطبيقية والتي تخبرنا عنها بقولها: «شاركت بالعديد من المعارض بما أنتجته من توالف البيئة وهذا لا يتبع لأي مدرسة وإنما مجرد هواية عملت عليها بجد فكانت النتيجة العديد من أدوات الزينة المصنوعة من أشياء قديمة ومستهلكة كأوراق الشوكولا وأكواز الصنوبر وغيرها من المواد المتوفرة في الطبيعة».

ابتدأت طفولتها بالرسم وفي الشباب أضافت موهبة أخرى هي الأعمال التطبيقية كل ذلك لم يشبع حاجة التميز والإبداع لدى الفنانة "حسين" لتواصل مسيرة فنها بإضافة الأدب وكتابة الشعر عن هذا تحدثنا بقولها: «في أوقات الفراغ أحب المطالعة وهذا ما أعطاني ذخيرة لغوية وعمق في الشخصية دفعاني لكتابة الشعر فكما كنت اعبر بريشتي أضفت اليوم القلم لأعبر به عن مكنوناتي وبالفعل أصدرت ديوان "سرير الهذيان" واليوم بصدد طباعة ديوان جديد».

الرسم على الزجاج

وتابعت: «شاركت بالعديد من الأمسيات الشعرية ونشرت في الجرائد اليومية والأسبوعية على الانترنت عبر مواقع ثقافية عديدة».

وفي حديثنا مع الآنسة "لنا حداد" إحدى طالبات الفنانة "حسين" حدثتنا بقولها: «لدى المعلمة "ريم" أسلوب متفرد في التدريس فهي تعلم كيف تحفزنا وتستثير موهبتنا لخلق الأعمال الفنية والتي على بساطتها اليوم تعطينا الحافز للتميز في المستقبل وحتى من لا يملك الموهبة يحفز نفسه تلقائيا على اكتسابها وكل ذلك ينبع من اكتشافنا لمدى حب الرسم والفن في نفس المعلمة "ريم"».

يذكر أن الفنانة التشكيلية "ريم حسين" من مواليد قرية "عامودي" 1983.