«"الوردة" في لوحاتي سببها الذاكرة التي احملها من طفولتي، عندما كان أبي وأمي يعلمونني الكلام عن طريق الرسم، وبقيت صورة الوردة التي كان أبي يرسمها لي حاضرة في ذهني عندما أمارس عملي».

هذا ما بدأت به الفنانة "رنا حيدر" حديثها عندما التقيناها في أحد معارضها وكان لنا معها الحوار التالي:

*ماتأثير البيئة التي نشأت فيها على ميولك الفنية ؟

جرار ملونة

**تربيت في بيئة جبلية ساحلية، في قرية "حصين البحر"واختزنت في ذاكرتي العديد من مناظر الجمال والسحر منذ الطفولة، والتي ساهمت في تطوير أدواتي، فالرسم رافقني منذ طفولتي، وكنت أحب الريشة والألوان وتمازجها لأني أراها قريبة من حياتي. في البداية كنت أرسم الكاريكاتير للأطفال، وكانت لدي مشاركات في معارض مدرسية في المرحلة الابتدائية والثانوية، وساهمت في صنع مجلات الحائط، وكنت محور اهتمام الأساتذة، وتشجيع الأهل. دخلت معهد فنون نسوية، رغم رغبتي بالدراسة في كلية الفنون الجميلة، لكن ضعف الامكانيات المادية وقفت حاجزاً أمام رغبتي.

*ماهي المعارض التي شاركت بها ؟

الاستفادة من الطبيعة

** بدأت أولاً بإقامة معرض في عام /2005/ حيث شاركت في مهرجان "طرطوس" السياحي ضمن "المدينة القديمة" وفي عام /2006/ أقمت معرضاً فردياً في المركز الثقافي "بطرطوس" وفي عام /2007و2008 / شاركت في مهرجان "طرطوس" و"حصين البحر" ومهرجان "أم الربيعين" وهذا العام /2009/ أقمت معرضاً فردياً في المركز الثقافي، ولدي مشاركة في مهرجان "طرطوس" السياحي.

**ماهي طبيعة أعمالك التي تقدمينها؟

لوحات فنية

**أعمالي فنية تطبيقية بيئية مستوحاة من الطبيعة اقدمها عن طريق لوحات اقوم باستثمارها لتعبر عن تراث "طرطوس" .لكل معرض فكرة، وفي معارضي احاول الاستفادة من الأشياء القديمة، ووضعها في شكل فني جديد من خلال استعمال الزجاج المكسر، وعجينة السيراميك، وسلال القش، والجرار الملونة، والمرايا المكسرة، واستخدم أيضاً خيوط القنب، واقوم بتلوين الأزهار وصياغتها وتجسيدها ضمن هذه اللوحات، كما استعمل الأشياء التالفة والثياب القديمة لأني مقتنعة إن جميع الأشياء تملك قيمة ومعنى مهما كانت بسيطة، ويمكن أن تتحول إلى فن جميل. وكل لوحة من لوحاتي تختلف عن غيرها بألوانها وشكلها وصياغتها.

*كيف تختارين افكارك؟

**عندما اجلس على طاولة العمل لا يكون في مخيلتي أي افكار محددة، الفكرة تأتي بلحظتها ، فتعبر عن شعوري الداخلي المتغير والمتبدل، فتظهر اللوحة فرحة وبألوان زاهية عندما اكون سعيدة، وبألوان قاتمة عندما اكون حزينة، بالتالي تنعكس نفسيتي على اللوحات التي اصنعها.

*ما تأثيرعملك الحالي على فنك؟

**ادرس حالياً مادة تصميم الأزياء في مدرسة الفنون النسوية "بطرطوس" وعلاقتي مع طلابي علاقة تعاون أتعلم منهم كما اعلمهم وأسعى لإعطائهم افكار متنوعة ومتجددة، وأطمح حالياً لافتتاح مركز لتعليم الأعمال اليدوية لتعليم من يملك الموهبة وبحاجة إلى تشجيع.

*ما الصعوبات التي تواجه "رنا حيدر" وإلى من توجه الشكر؟

**تملك محافظة "طرطوس" طاقات إبداعية كبيرة في جميع المجالات، ولكن هناك ضعف اهتمام من قبل الجهات المعنية بتلك المواهب، أتمنى أن تقدم عروضنا في باقي المحافظات السورية، وخارج "سورية" أيضاً لنستفيد من خبرات وحضارات الآخرين. وأن تتوافر صالات عرض دائمة لكل الفنانين، وأن يصل فني إلى كل إنسان ينشد الفن والإبداع ويكون لي اسم في عالم الإبداع . هناك اشخاص كثر وقفوا إلى جانبي، وقدروا أعمالي وخاصة أهلي وجيراني، ومن اجلهم سأستمر في العطاء طالما لدي أفكار متجددة أقدمها.