يقدم التشكيلي "حسن ملحم" في معرضه الفني الجديد تجربة فنية مطورة، تعتمد التمازج الفكري واللوني بين عدة مدارس فنية في حالة خروج عن المألوف والواقع والسياق، فلوحاته الخمس والثلاثون تحمل بين خطوطها رمزية لونية مشتركة في أغلبها.

وفي حديثه مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الأول 2018، قال الفنان "حسن ملحم" عن تجربته الجديدة: «قصدت من تنوع المدارس في المعرض تقديم أفكار متوازية بمختلف الأساليب الفنية واللونية؛ لإظهار ما وصلت إليه في تجربتي الفنية الجديدة، التي حاولت من خلالها الخروج عن المألوف وتقديم حالة من تطوير المشهد البصري لكل منها على حدة، وأخذت بعين الاعتبار الحالة الراهنة للمجتمع السوري في ظل هذه الحرب القاسية، لذلك كان العنوان العريض لحالة المعرض يندرج بمظاهر الفخر والاعتزاز بحرب "تشرين" التحريرية.

بوجه عام أميل إلى لوحات الديكور، لكنني اليوم وجدت لوحات تحمل جمالية مختلفة، وتضم الأفكار والمعاني المتعلقة بإشاراتها بواقعنا الحالي ورفضه بوجه عام، وهذا ما يجول في نفس كل فرد للعودة إلى ما قبل ثماني سنوات؛ أي إلى السعادة الداخلية

كما أن أغلب اللوحات حملت رمزية لونية بوجود اللون الأحمر الناري، المعبر عن الحاجة إلى انتفاضة فكرية للخروج من حالة البؤس المستمر من ثماني سنوات، إلى حالة الفرح والحياة التي تميزنا بها سابقاً كسوريين».

التشكيلي حسن ملحم

لم يخرج أو يبتعد التشكيلي "حسن" عن بيئته البحرية، فقدم اللون والفكرة والمشهد العام بتفاصيل تعبيرية لهذه البيئة، كما قدم تجديداً في اللوحة يظهر من خلاله الإضافات الفنية وما خلف اللوحة لتكون داعمة للفكرة ومتجانسة معها، حيث قدمها بأسلوبه اللوني الخاص البعيد عن الكولاج واللصاقات، وهي خطوة تجاه مشروعه القادم الذي سيترافق مع الكلمة الشعرية.

وفي لقاء مع "سوزان أحمد" التي حضرت المعرض، أكدت أنها شعرت بحيرة كبيرة عندما تابعت التمازج اللوني المتداخل بتجانس رائع في مختلف اللوحات، ولم تدرك فكرتها إلا بعد الوقوف المطول أمامها، وتابعت: «بوجه عام أميل إلى لوحات الديكور، لكنني اليوم وجدت لوحات تحمل جمالية مختلفة، وتضم الأفكار والمعاني المتعلقة بإشاراتها بواقعنا الحالي ورفضه بوجه عام، وهذا ما يجول في نفس كل فرد للعودة إلى ما قبل ثماني سنوات؛ أي إلى السعادة الداخلية».

من لوحاته

المعرض الذي افتتح بتاريخ 7 تشرين الأول 2018، في المركز الثقافي العربي في "بانياس"، ويستمر لمدة أسبوع، يحمل بين طياته مخاض تجربة فنية طويلة للتشكيلي "حسن ملحم"؛ لأن التنوع الذي اشتغل عليه في هذه المرحلة العمرية يعدّ بلورة لتلك التجارب، حيث إنه انطلق من المدرسة الانطباعية التي بقيت على هويتها البصرية ومشهدها الإبداعي خمس سنوات إلى العمل ضمن عدة مدارس فنية، واليوم يقدم مخاض تلك التجربة بمعرض يجمع خمساً وثلاثين لوحة من القياس المتوسط والكبير، فهو يبتغي المتلقي الذي تنوعت ثقافاته وميوله وأفكاره أولاً، وذاته العاشقة للون ثانياً.

جانب من المعرض