بتشجيع من الأهل والأصدقاء، وكثير من التصميم والإرادة لقهر الألم والعجز وتحدي الإصابة التي تعرض لها؛ افتتح الجريح "علي برهوم" معرضه الأول الذي حمل اسم: "حنين".

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 27 تموز 2018، ليتحدث لنا عن معرضه، حيث قال: «بعد تعرضي للإصابة التي أدت إلى فقد إحدى قدمي، لم يكن بإمكاني استغلال تعاطف الأهل والأصدقاء، بل كان هذا أمراً مرفوضاً بالنسبة لي، وهنا بدأ تركيزي على القيام بعمل خاص بي، والبداية كانت مع العزف السماعي على آلة العود، ومنذ ما يقارب السنة، بدأت العمل على تطوير موهبتي في الرسم، وقد اجتهدت في ذلك، وتابعت تنمية مهارتي التي أخذت تتطور كثيراً».

مهما بلغ حجم الإصابة، وما يمكن أن تتسبب به من إعاقة، علينا مواجهتها بإرادة قوية، وتحويلها إلى طاقة إيجابية تساعدنا على مواجهة الواقع، فالقتال لا يكون فقط بالسلاح، بل السلاح يمكن أن يكون وردة أو ريشة أو قلماً، بها نحارب دفاعاً عن إخوتنا في الإنسانية

ويتابع: «معظم المواضيع التي تناولتها أعمالي الفنية صغتها بقلم الرصاص، وكانت تجسد الواقع المعاش الذي فرضته الحرب، وتناولت بطولات رجال "الجيش العربي السوري"، وتضحياتهم الكبيرة في سبيل حماية الأرض والعرض، إلى أن جاءت فكرة جمع هذه اللوحات التي بلغ عددها سبعون لوحة ضمن معرض، وقد لاقت الفكرة تشجيعاً كبيراً من الأهل والأصدقاء، ومن الزملاء الجرحى في كافة المحافظات، وقد جاؤوا متحدين إصاباتهم ليكونوا سنداً لي يوم الافتتاح الذي حضره أيضاً "صفوان أبو سعدى" محافظ "طرطوس" وعدد من الشخصيات في المحافظة، والحقيقة قدموا كل الدعم لمشروعي، إلى جانب الدكتورة "لبنى علي" والدكتورة "رانيا حسن"، اللتين قدمتا كل التجهيزات اللازمة للافتتاح».

جانب من المعرض

المعرض الذي حمل اسم "حنين" أراد من خلاله توجيه رسالة لأبناء بلده، وفي هذا الخصوص قال: «مهما بلغ حجم الإصابة، وما يمكن أن تتسبب به من إعاقة، علينا مواجهتها بإرادة قوية، وتحويلها إلى طاقة إيجابية تساعدنا على مواجهة الواقع، فالقتال لا يكون فقط بالسلاح، بل السلاح يمكن أن يكون وردة أو ريشة أو قلماً، بها نحارب دفاعاً عن إخوتنا في الإنسانية».

أما الإعلامي "عبد العزيز محسن" مدير موقع "بانوراما طرطوس"، ورئيس تحريره، فقد تحدث عن أهمية تقديم الدعم لجرحى الجيش سواء المادي أو المعنوي، حيث قال: «يأتي هذا المعرض لتأكيد الدور المهم الذي يجب أن نقوم به كمجتمع، سواء أفراد أو مؤسسات، لتقديم الدعم لذوي الشهداء وجرحى الحرب، والدعم يكون على الصعيدين المادي والمعنوي، وتهيئة الفرص لإعادة انطلاقتهم ومساهمتهم في الحياة العامة، وبما يتناسب مع وضعهم الجديد وإمكاناتهم. ومع أن هناك محاولات ومساهمات سواء من قبل الدولة أو الأفراد للاهتمام بهذه الشريحة التي قدمت أغلى ما تملك، إلا أنها ما تزال بسيطة جداً، وبحاجة إلى زخم ودعم أقوى، وأن تمتد لتشمل الوصول إلى هؤلاء أينما كانوا على امتداد الأرض السورية، وتلبية احتياجاتهم وتنمية قدراتهم، وتقديم كل الدعم بشتى أنواعه، وإشراكهم في دورة الحياة المجتمعية، لممارسة الدور الذي يرون فيه قدرة على العطاء، وإخراجهم من الوضع النفسي الذي يمكن أن يقع فيه بعضهم، وهنا لا بد من الإشارة إلى التوجه الجديد في محافظة "طرطوس"، لتشجيع من لديه موهبة أو أفكار لإقامة مشروع وتقديم كل الدعم اللازم من منح أو قروض، والمساهمة في تسويق منتجاتهم وغير ذلك، ويمكننا القول إننا انطلقنا في الطريق الصحيح لإنصاف هذه الشريحة ورد بعض الجميل لها».

يذكر أن الجريح "علي برهوم" من مواليد "الدريكيش" قرية "مربحين"، عام 1984.