قدم المخرج المسرحي "مجد مغامس" عرضه المسرحي "هستيريا الموت" نتيجة ورشة إعداد ممثل أقامها لممثلي فرقة "مشروع حلم"، حيث لم يكن بوارد هذا العرض؛ إلا أن طاقاتهم الإبداعية حفّزته لإطلاقه.

وخلال متابعة مدونة وطن "eSyria" للعرض في "المركز الثقافي العربي - بانياس"، التقت بتاريخ 18 آذار 2016، المخرج "مجد مغامس"؛ الذي بيّن أن العمل نتاج ورشة إعداد ممثل فهو عمل تدريبي، وهنا قال: «لم نكن بوارد إنتاج عمل من الورشة، وإنما إعداد عدد من المونولوجات لتدريب الممثلين وتمكينهم من أدواتهم للوقوف على الخشبة والاستفادة من مخيلتهم وطاقاتهم؛ لكن بعد إدراك ما يمتلكونه من قدرات فكرت بتجسيد مونولوجات تقارب الأزمة التي نعيشها، وربطها بخط درامي متكامل، علماً أن هذه المونولوجات مأخوذة من نصوص عالمية مثل "الحضيض"».

طاقات الشباب مهمة جداً وخاصة في هذه المرحلة، لأن المسرح نوع من أنواع المقاومة الثقافية، وهنا تكمن الأهمية في التوعية وتوضيح الحقائق

ويتابع: «طاقات الشباب مهمة جداً وخاصة في هذه المرحلة، لأن المسرح نوع من أنواع المقاومة الثقافية، وهنا تكمن الأهمية في التوعية وتوضيح الحقائق».

المخرج مجد مغامس

الممثل "علي إبراهيم" قال عن دوره: «أمثّل دور أحد الشباب الذين اضطرتهم الظروف القائمة للوقوع في مطب الإخلال بوعد قطعه لحبيبته، حيث تركها تموت أمام عينيه ولم ينقذها، ففي داخلنا كبشر أنانية ودافع للحياة، وحين تكون الأمور جدية تظهر النفس الأمارة بالسوء وتدفعنا إلى التخلي عن كل ما ارتبطنا به، وهذا شيء سلبي اعتمدنا تصويره للناس للتوعية.

أما الدور الثاني فكان لشخص خسر زوجته وابنته نتيجة ظروف دفعته إلى السفر بحثاً عن عمل وتحسين الوضع المادي، فهو لم يتمكن من تلبية طلباتهما الكثيرة التي تجاوزت حدود الأزمة، والهدف من فكرة الشخصيتين الابتعاد عن السلبيات، وتحفيز الطاقات داخلنا، لأننا بطبيعتنا قادرون على المبادرة الإيجابية».

الممثل علي إبراهيم

أما الممثل "ليث عباس" فقال: «دوري في البداية كان مبهماً؛ فربما كان كابوساً أو حلماً، وبقية الممثلين كانوا كما تلافيف دماغي، وحين استيقظت صدمت مما وجدته من حالة هستيريا عامة.

كما كان لي دوران آخران أحدهما بشخصية ناصحة وتوعوية، أما الآخر فينتهي بصرخة "لا"، وإن أردنا تفسيرها فهي لا لكل شيء انطلاقاً من الأزمة وانتهاءً بالفساد».

من العرض المسرحي هستيريا الموت

كما حدثنا المخرج المساعد "ماهر أمين" مدير فرقة "مشروع حلم" المسرحية التي جسدت العرض، عن العمل فقال: «العمل هو نتاج ورشة إعداد الممثل التي أقمناها كفرقة بالتعاون مع المخرج "مجد مغامس" وبالتعاون مع "المركز الثقافي العربي - بانياس"، وتعد هذه الورشة نقلة نوعية بالنسبة لنا، لكون المخرج أكاديمياً، واستغرقت الورشة ثلاثة أشهر، بمعدل ثماني بروفات شهرياً، وشارك بالعمل خمسة عشر ممثلاً، وتدور فكرة العمل حول مجموعة من الأشخاص قضوا وقتاً تحت أنقاض بناء سقط نتيجة انفجار، حيث بدأ كل شخص منهم تذكر ماضيه وأحداث حياته وتصوراته للمستقبل، وعاشوا حالة هستيرية سببها الموت والدمار الحاصل نتيجة الأحداث القائمة، والهدف خلق حالة من التوعية تجاه السلام والتسامح».

الشاب "عبد الرحمن سلامة" أحد الحضور، أكد أن العرض جاذب من مختلف النواحي، خاصة أنه يعرض للمرة الأولى، مضيفاً: «التقنيات البسيطة المستخدمة في الديكور وظفت بطريقة جميلة جداً؛ وهو ما أضاف إلى العرض صفة الإبهار، حيث تمكن الممثلون بجدارة من التماشي معها، وما قدموه أيضاً من إبداع في عملية تقمص الشخصيات، ينمّ عن تمكّن كبير، نراه لدى البارعين وكبار المسرحيين».