حاول الطفل "غالب مبارك" تجاوز حالته التي تبعده عن الحياة الطبيعية، فشارك في حفل تخرجه في الروضة الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لدمجه مع رفاقه في باقي المدارس التربوية.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 4 آب 2015، مركز "أنا وطفلي" للأطفال المتأخرين نمائياً في منطقة "البرانية" في مدينة "طرطوس"، وتحدثت إلى الطفل "غالب مبارك"؛ الذي أخبرنا عن التجربة بطريقته الخاصة: «شاركت في أداء أغنية "شمس الأمل" مع أصدقائي في الحفلة، وحصلت على بطاقة تخرج في الروضة، وأنا سعيد لأنني غنيت أمام أهلي ومعلمتي».

شاركت في أداء أغنية "شمس الأمل" مع أصدقائي في الحفلة، وحصلت على بطاقة تخرج في الروضة، وأنا سعيد لأنني غنيت أمام أهلي ومعلمتي

وأكملت والدته "رنا حرفوش" الحديث بالقول: «لا أستطيع وصف مشاعري وفرحتي الكبيرة بتخرج "غالب" في الروضة بعد كل هذا التعب المشترك بيني وبين القائمين على المركز، هذا حق لطفلي ولكل الأطفال المتأخرين نمائياً؛ أن يعيشوا أكبر قدر من التجارب التي نستطيع مشاركتهم إياها كي لا يشعروا بالفرق بينهم وبين الأطفال السليمين.

الأطفال مع مدرباتهم في أداء النشيد العربي السوري يفتتحون الاحتفالية

هذه الاحتفالية تركت شعوراً إيجابياً لدى أطفالنا ولدينا كأهل نبذل جهداً كبيراً لنقدم رعايةً خاصة لهم، ولطالما كنا نحلم بدمجهم في رياض الأطفال والمدارس لتأتي اليوم الفرصة أمام الجميع وعلى المسرح».

المدربة "سناء سليمان" معلمة الأطفال في روضة المركز، شرحت المشكلات التي يعاني منها أولئك الأطفال، وكيفية التعامل معهم بالقول: «نحن نتعامل مع طفل يعاني تأخراً نمائياً، وأحياناً مشكلات في الذاكرة وفقدان التركيز؛ لذا فالمشكلة الأساسية لدى الطفل تكمن في التشتت والنسيان المستمر؛ وهو ما يتطلب جهداً مضاعفاً عند التعامل معهم، ونحاول مواجهة هذه المشكلة عبر التكرار والإعادة المستمرة أثناء التعليم، ونعتمد خلق لغة تفاهم معينة معهم، كالتعلم عبر اللعب والتلقين الإيمائي؛ حيث نشرح معاني الكلمات التي ترد على مسامعهم ونطبقها مع الحركات، والأهم في هذه العملية التحلي بالصبر والإيمان بأهمية العمل الذي نقوم به، وبأن هذا الطفل قادر على العطاء».

أطفال مركز الشيخ بدر يؤدون رقصة مشتركة

مديرة مركز "أنا وطفلي" في "طرطوس" المعلمة "رغداء حسين" تحدثت عن الاحتفالية التي أقيمت في ثقافي "طرطوس" لتخريج دفعة جديدة من الأطفال الذين تم تأهيلهم في مراكز "أنا وطفلي" الثلاثة، وتقول: «إقامة الاحتفالية كانت رغبةً منا في نشر الوعي حول مفهوم "التأخر النمائي" في المجتمع، ومحاولة تغيير نظرة الشفقة الخاطئة نحو الأطفال المتأخرين نمائياً، وإيماناً بحقوقهم في الحصول على ما يحصل عليه الطفل العادي، وبعيداً عن التمييز، وذلك وفق "المنهج الشمولي التكاملي"، لنحاول إثبات أن هؤلاء الأطفال يمكن تدريبهم وتأهيلهم وفق برامج محددة يتم وضعها منذ البداية بالتشارك مع الأم التي تعد الشريك الأساسي في إنجاح العملية منذ البداية، حيث يتم تطبيق جزء من البرنامج في المركز لتكمله الأم في المنزل في عملية تشاركية متكاملة».

وتضيف: «قدم الأطفال خلال ساعة ونصف الساعة فقرات فردية وجماعية تنوعت ما بين الرقص والغناء والعزف والإلقاء والجمباز وغيرها، وفي كثير من الفقرات تم الاعتماد على الأطفال بالكامل لتأدية فقراتهم، وفي فقرات أخرى تكون المدربات في زاوية المسرح فقط لإعطاء الدعم والأمان للطفل أمام الجمهور، وبعد انتهاء العروض تم توزيع الشهادات للأطفال الذين بلغ عددهم 25 طفلاً في جو رائع من الفرح وإحساس جميل بتحقيق إنجاز يمثل مرحلة جديدة وتحولاً مهماً في حياة هؤلاء الأطفال، لتبدأ خطوتهم القادمة في رياض الأطفال والمدارس».

لحظة توزيع شهادات التخرج على الأطفال

يذكر أن الاحتفالية تمت بحضور شخصيات من المسؤولين في المحافظة إضافة إلى بعض الجمعيات الأهلية والثقافية، وقد تم العمل بتنسيق فريق جماعي بين مراكز "أنا وطفلي" في "طرطوس" و"الشيخ بدر" و"بانياس".