مقتنيات تراثية ومشغولات يدوية حرفية، زينت جدران صالة المعارض في "طرطوس القديمة"، وشدت الحضور لمتابعة أدق التفاصيل وإدراك طبيعة الحياة وبساطتها.
السيدة "وسام محمد" من المتابعين للمعرض تمنت لو كان بمقدورها اقتناء شيء من تراثيات الحياة السابقة، وخاصة منها قطع الحرير، وهنا قالت: «معروضات الحرير كتب عليها من قبل الحرفي العامل بها للعرض فقط، وهذا كان مؤسف بالنسبة لي لأنه منعني من الاقتناء، وكان لافتاً أيضاً وجود أطباق القش التي بتنا نفتقد وجودها، إلى جانب بعض الأدوات التراثية التي كانت مستخدمة في الحياة التراثية، وبالعموم استمتعت بما رأيت».
معروضات الحرير كتب عليها من قبل الحرفي العامل بها للعرض فقط، وهذا كان مؤسف بالنسبة لي لأنه منعني من الاقتناء، وكان لافتاً أيضاً وجود أطباق القش التي بتنا نفتقد وجودها، إلى جانب بعض الأدوات التراثية التي كانت مستخدمة في الحياة التراثية، وبالعموم استمتعت بما رأيت
الحرفي "إسماعيل الحاج معلا" الموظف والعامل في حرفة الحرير الطبيعي من التربية وحتى الإنتاج، قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 آذار 2015: «المادة الأولية في الوقت الحالي غير متوافرة، لذلك أنا الآن في مرحلة تجميع المنتجات، وهو الأمر الذي دفعني لتقديم منتجاتي في المعرض كعرض فقط وليس كتسويق، وهو أمر مهم لاستمرارية العمل، فنحن أسرة كاملة نعمل بحرفة الحرير، نحيك "الشالات والبلوزات والأطقم الحريرية الجاهزة"، ومشاركتي اليوم للتأكيد على أن هذه الحرفة ما تزال على قيد الحياة في المحافظة، حيث قدمت حوالي ستين قطعة حريرية متنوعة الاستخدامات».
الفنانة التشكيلية "فاتن أحمد" خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير، شاركت حرفياً برؤى فنية أكاديمية، فقالت: «قدمت سبعة أعمال فخارية، وخمس لوحات زيتية، وهذا التنوع في المعروضات لأحقق العنوان العريض للمعرض التراثي، فبالنسبة للفخار؛ فهو من التراث مزجت فيه ما اكتسبته من دراسة أكاديمية، فأنتجت قطعاً فيها حرفية مختلفة عن المألوف، فالفخارة مثلاً قطعة تراثية اشتغلت عليها بالألوان الزيتية وأضفت إليها قطعاً قماشية مشغولة يدوياً، لتتناغم والفكرة العامة المقدمة».
الحرفي "نمير محمد" المهتم بالأشغال اليدوية كالرسم بالحرق على الخشب والأعمال الصدفية، قدم في المعرض جزءاً من مقتنياته التراثية التي جمعها عبر سنوات طويلة، وعنها قال: «قدمت في المعرض التراث اللا مادي الخاص بالريف الساحلي كأدوات الحراثة والحصاد والتسلية والحرفة، إضافة إلى جزء من مكتبتي التراثية كمجلدات لسان العرب بطبعته الأساسية ذات الأربعة والتسعين جزءاً، وهذا جعلني أستحوذ على قسم كبير من صالة العرض التي كانت منظمة تنظيماً لافتاً وفق اختصاصات حرفية تراثية رائعة».
وفي لقاء مع السيد "منذر رمضان" رئيس مكتب الثقافة والإعلان في "اتحاد الحرفيين"، قال: «المعرض جزء أو فعالية من "مهرجان التراث الشعبي" الذي تقيمه مديرية التراث الشعبي بالتعاون مع مديرية الثقافة بـ"طرطوس"، ويشارك فيه نحو خمسة عشر حرفياً وحرفية، ويضم المعرض موروثنا الثقافي والشعبي اللا مادي بمقتنياته وأدواته التراثية، والحرير الطبيعي، والخيزران، وأطباق القش، والصدفيات، والمشغولات اليدوية، حيث افتتح بتاريخ 15 آذار 2015، ويستمر لغاية 19 آذار 2015».
