قدم السيد "يونس ملحم" مثالاً حياً لأهمية التراث في حياتنا، وفي حركة مبتكرة عرض أدوات الأجداد كحالة جمالية لمحبي التراث وقضاء وقت ممتع بين أحضان "العرزال".

باعتباره معرضاً تراثياً دائماً؛ قدّم "العرزال" لأعضاء "فريق eSyria الاستكشافي" خلال جولة "زواريب جنينة رسلان الاستكشافية"، بتاريخ 27 شباط 2015، فرصة للتعرف إلى أكثر مكونات تراث الساحل السوري ندرة، وصولاً إلى كل ما كانت الأسرة تستخدمه في سبيل معيشتها، ويتحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" السيد "يونس ملحم" المشهور "بأبو الياس"، فيقول: «"العرزال" هو فكرة المنزل التراثي الذي تحول بتشجيع الناس إلى مطعم يفتح أبوابه بالدرجة الأولى للتمتع بجميع مكونات المنزل الريفي، التي يعود بعضها إلى قرون مضت، ثم تقديم الخدمات التي يطلبها أي سائح من طعام وشراب».

"العرزال" هو فكرة المنزل التراثي الذي تحول بتشجيع الناس إلى مطعم يفتح أبوابه بالدرجة الأولى للتمتع بجميع مكونات المنزل الريفي، التي يعود بعضها إلى قرون مضت، ثم تقديم الخدمات التي يطلبها أي سائح من طعام وشراب

جمع "أبو الياس" مكونات عرزاله على مدى سنوات طويلة، بعضها كان شاهداً عليه كأدوات يستخدمها هو وأهل قريته في حياتهم اليومية، وبعضها الآخر يعود إلى قرون خلت، وعن ذلك يقول: «بعض الأدوات كانت متواجدة في حياتنا اليومية، وكنت أشعر نحوها بالحنين والحب، وأعرف أنها ستغدو يوماً شيئاً نادراً نشاهده في المتاحف فقط، فرحت أشتري من الناس أدواتهم التي راحوا يتلفونها من دون أي إحساس بقيمتها المستقبلية، إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، من جهة أخرى استحال علي إيجاد بعض الأدوات التي اندثرت ومن أمثلتها ملاعق وأشواك الطعام الخشبية، فبدأت مرحلة جديدة من عملي بصناعتها بمنتهى الحرفية، مع غيرها من الأدوات التي اندثرت؛ وهو ما أعطى عرزالي بعداً جمالياً وقيمة تعدت اعتباره مكاناً يتناول فيه الناس الطعام».

السيد "يونس ملحم" أو "أبو الياس" في مطعمه التراثي برفقة أقدم معمري القرية

من جهته كان السيد "لؤي خازم" مشرف صفحة "محبي جنينة رسلان" من أكثر المهتمين بفكرة "عرزال أبو الياس" ومعروضاته التراثية، فكان دوره نقطة التقاء بين جولة الفريق الاستكشافي والزيارة "لمتحف العرزال" التراثي، وعن ذلك حدثنا بالقول: «إن ما يعرضه "أبو الياس" هي معدات وأدوات كان أجدادنا يستخدمونها في حياتهم اليومية، تتميز بأنها مجموعة في مكان واحد، هو "مطعم العرزال"، فنشاهد "المرج، المعرجلينة" الطاحون، أدوات الخبز، أدوات الفلاحة..."، إضافةً إلى ذلك بناء العزال من الخشب، وبطريقة يدوية بحتة، أما الأدوات التي كان يستخدمها أجدادنا فهي مكونة من عناصر الطبيعة المحيطة، وتثبت الدراسات الحديثة أنها أكثر مكونات الطبيعة التي تناسب صحة الإنسان».

الأصدقاء المرافقون للفريق الاستكشافي في معرض "العرزال"
الأستاذ "لؤي خازم" يشرح لمدونة وطن أهمية مقتنيات العرزال التراثية