حين تدخل من باب القاعة تحار بمن تبدي إعجابك بالموسيقا الكلاسيكية الدافئة التي تلفك بإحساس لا يوصف

أو بالرائحة العطرة التي تخطف أنفاسك وتأخذك برحلة عبر الزمن إلى الكنائس والمزارات القديمة التي كانت تعبق برائحة الصندل والبخور وحين تعود من تلك الرحلة لا تدري أي من الشموع الموجودة في المعرض تبدي سحرك وإعجابك فجميع الشموع متميزة الرائحة والشكل وزادها فتنة وألقاً الإكسسوارات المميزة التي كانت كتاج الملكة أو ماسة التاج الكبيرة.

كل ما سبق كان مجرد مقدمة بسيطة المعاني و الشكل لن تستطيع أن تصف سحر المكان لمعرض الشموع الأول من نوعه في سورية الذي يقام في فندق شاهين القديم.

Etartus التقت المشرف على المعرض السيد غياث شاهين حيث حدثنا عن فكرة المعرض قائلاً:

فكرة هذا المعرض جاءت من أن الشمعة تعطي النور وتهدي إلى الطريق حتى في أشد الأماكن ظلاماً في المعنى المادي ونورها يرمز إلى الإيمان بالله تعالى الذي يظل متقداً كما شعلتها ونحن حين نحب شخصاً نضيء له شمعة ومن هذا المعنى انطلقت فكرة المعرض.

ويتابع شاهين: قصدنا أن نقيم المعرض في هذا التوقيت ليتزامن مع ثلاثة أعياد هي عيد الأم وعيد المعلم وعيد الفصح وجميع هذه الأعياد تشبه الشمعة.

فالأم هي العطاء وهي التي ترسم وتنير طريق الحياة مثل نور الشمعة كما أنها تجهد نفسها لتربي أبنائها كالشمعة التي تحرق نفسها لتضيء ما حولها وكذلك الأمر بالنسبة إلى المعلم الذي يقضي حياته وهو يعلم من حوله ويشترك مع الشمعة في صفة العطاء الذي لا ينضب إلا بانتهاء الحياة أما الفصح فهو نور الشمعة.

أما الإقبال على المعرض فقد كان أكثر بكثير مما تصورنا والناس أحبت جداً هذه الفكرة وتقييمهم لنا بهذا الشكل يعني الاستمرارية لهذا المعرض.

وبعد كل هذا النجاح لاشك أننا سنكرر التجربة وقد خطرت لي فكرة عندما افتتحنا المعرض وهي إقامته في فصل الصيف مرة أخرى وذلك لتشجيع الناس على استخدام الشمعة في الصيف والارتقاء من معناها المادي إلى معناها المعنوي الذي قام معرضنا على أساسه وإنشاء الله في فصل الصيف سيضم معرضنا أنواعاً من الشمع التي تضيء في الخارج دون أن تنطفئ كما سيكون ذا رائحة خفيفة تناسب أجواء الصيف.

وأود أن أشير أن مصدر الشمع الموجود هنا هو الصين وقد قام معرضنا بمشاركة فندق شاهين–مؤسسة أنور عرنوق التجارية–فيترا–مجموعة شادي كروب

من جهتها الآنسة رنا حوش واحدة من المبدعات اللواتي نسقن الشمع بهذا الترتيب المبدع واللواتي زينه بتلك الإكسسوارات المتميزة رأت أن التنسيق لم يكن صعباً من حيث المبدأ ولكنه كان صعباً من حيث التوقيت فجميع ما تشاهدونه تم صنعه في خمسة أيام.

وتابعت: هناك شموع مخصصة للأفراح والأعراس ولعمادة الأطفال وأخرى عادية للبيت والكنائس والمزارات وشموعاً على شكل بيض لعيد الفصح.

أما بالنسبة للألوان فجميع مشتقات لون "الزهر والفوشيا والموف" رائجة لهذا الموسم بالنسبة للأعراس وللأطفال كما جرت العادة الأزرق للصبيان والزهر للبنات.

ومن المشاركات في التنسيق الآنسة زينة بارودي التي رأت أن مشاركتها أتت بمحض الصدفة الرائعة لأني أتوق لهذا العمل فالشمعة مثل الوردة تعطيني إحساساً أنثوياً وشفافاً ورائعاً وأنا دائماً ترافقني الشموع في حياتي وأحب كثيراً أن أسترخي على ضوئها الرومانسي الخافت.

فالشمعة تذكرني بأمي لأنها شمعة حياتي ونورها وأراها تشبهها إلى حد كبير جداً في الشفافية ورقة الإحساس والعطاء.

ولأن الموسيقا زادت من جاذبية وألق المكان كان لابد من الحديث مع المسؤول عنها وهو شادي حنا الذي قال : ليس من الصعب اختيار الموسيقا والأغاني التي تناسب المكان فالشموع بألوانها الهادئة ورائحتها الجذابة العطرة والإنارة الخافتة هي التي اختارت وبالتأكيد الأغاني الكلاسيكية الرومانسية الهادئة.

وعندما استطلعنا بعض أراء الحضور أتت كما توقعنا فالكل راضٍ ومسرور لوجود مثل هذا المعرض للمرة الأولى ويأملون باستمراريته ويشجعون على أن يكبر ويكبر سنة بعد سنة ومن بين الحضور أكدت السيدة رنين مشتاوي على جمالية الفكرة وعن تفاجؤها بوجود مثل هذه المعارض التي لم تراها إلا في إسبانيا وفرنسا والتلفاز

لاأعتقد أنه توجد جمل كافية تستطيع وصف سحر وجمالية المعرض ولذلك سنترك لكم روعة الإحساس به ومشاهدته عن قرب.