حتى وقت قريب لم يكن أحد من سائقي محافظة "السويداء" مقتنع بفائدة ذلك المعلق بين بابي السيارة، وكل السائقين كانوا يعتقدون أنه نوع من الرفاهية الزائدة عن الحد لشركات السيارات الكبرى، التي تسعى لزيادة عدد زبائنها بكل الطرق، وإذا فتشت عشر سيارات على أقل تقدير، سوف تجد أن نصفها على الأقل بلا أحزمة، أو أنها موجودة ولكن بطريقة تدعو للسخرية.

وإذا عدنا لتاريخ البدء في تطبيق قانون السير في بداية العام 2008 ومن ضمنها وضع أحزمة الأمان مهما كانت الظروف، ومهما كانت السرعات، وفي داخل المدن والقرى والبلدان، والاحتجاجات المتوالية من قبل السائقين والركاب على هذا القرار، وقارنا بالأرقام الصادرة عن فرع مرور "السويداء" عن الحوادث ونسب الأضرار، وأعداد القتلى والمصابين منذ العام 2007 وحتى نهاية العام 2009 لعرفنا ما القيمة الحقيقية التي فعلها هذا القرار!.

لا تزيد سرعتنا داخل مدينة "السويداء" عن الأربعين كيلو متر بالساعة، وباعتقادي أن لا ضرورة تستدعي ارتداء الحزام في مثل هذه السرعة، غير أنني لاحظت مع الأيام أن يدي تمتد بشكل تلقائي عندما أصعد للسيارة إلى الحزام، ولم أعد أفكر بأنه يضايقني كما في البداية، وهو على كل الأحوال حماية لنا من أي طارئ

موقع eSuweda حاور عدد من أصحاب السيارات على اختلافهم، وخرج بعدد من الآراء التي تبين الفروقات المتعددة التي لاحظها السائقين خلال الفترة السابقة.

السائق نبيل الأشقر

فقد عزى السائق "نبيل الأشقر" الذي يعمل على سيارة عمومية رفضه المبدئي للحزام في بداية الأمر، عدم الحاجة له داخل المدينة، وقال: «لا تزيد سرعتنا داخل مدينة "السويداء" عن الأربعين كيلو متر بالساعة، وباعتقادي أن لا ضرورة تستدعي ارتداء الحزام في مثل هذه السرعة، غير أنني لاحظت مع الأيام أن يدي تمتد بشكل تلقائي عندما أصعد للسيارة إلى الحزام، ولم أعد أفكر بأنه يضايقني كما في البداية، وهو على كل الأحوال حماية لنا من أي طارئ».

السائق على خط "دمشق" – "السويداء" ممدوح البربور" أكد لموقعنا ما ذهب إليه زميله "الأشقر"، وقال: «أنا أعمل منذ زمن طويل على هذا الخط، ولم ألتزم بارتداء الحزام إلى أن صدر القرار، وأنا على قناعة تامة بمدى فائدته خصوصاً مع الخطوط الطويلة التي يسمح لنا فيها بزيادة السرعة، وهو ما يعلمنا أن مهنة السائق في البداية والنهاية هي احترام القانون والحفاظ على أرواح الركاب مهما كان هذا القانون لا يناسب أذواقنا وأهواءنا».

السائق ممدوح البربور

السائق "فادي الشعراني" أوضح فائدة أحزمة الأمان على عائلته، وقال: «كنا نضع أبنائنا في المقاعد الأمامية، وفي أحيان كثيرة كنا نعلمهم السوق وهم في سن لم يبلغوا معه الصف الأول الابتدائي، ولكن مع صدور القانون الجديد صرنا حريصين أن يبقوا في المقاعد الخلفية، وتأمينهم من الأخطار التي يمكن أن نتعرض لها في أي وقت على الطرقات، وللمناسبة فقد كنت أضع الحزام المعطل أصلاً بشكل يدعو للضحك، ولكني الآن وقبل أن يصعد أحد إلى السيارة تجدني أقول له (لو سمحت ضع حزام الأمان)».

وأفادت المعلومات الواردة من فرع شرطة المرور في "السويداء" أن نسبة الحوادث المرورية نقصت بنسبة تتجاوز الأربعين بالمئة بعد صدور قانون السير في الشهر الخامس من العام 2008 وإلى الآن.

السائق فادي الشعراني

وأفاد المهندس "مجد أبو صالح" رئيس قسم المعلوماتية في فرع المرور: «أن نسبة الحوادث والإصابات البشرية قد قل بشكل كبير عما كان عليه في العام 2007 إذا ما قورن بعدد السيارات خلال السنتين الماضيتين، ففي العام المذكور توفي 49 شخصاً، و855 جريحاً، وبلغت قيمة الأضرار المادية حوالي 22مليون ليرة سورية، بينما في العام 2008 توفي 51 شخصاً وأصيب 689 جريحاً، وبلغت الأضرار المادية 22 مليون ونصف، وفي هذا العام توفي لغاية الآن 68 شخصاً منهم 15 على طريق "دمشق" – "السويداء"، وأصيب 570 جريحاً، وبلغت الأضرار المادية 22 مليون ليرة. علماً أن عدد الآليات قد ارتفع خلال سنة واحدة بنسبة تزيد على 40%، فقد كان عدد الآليات المتنوعة النظامية في العام الماضي 37 ألفاً، بينما وصل عددها إلى الآن ما يزيد عن 48 ألف آلية».