ظل الطريق الصغير الذي يفصل أقدم مدرستين في مدينة "شهبا" عن مديرية المالية مجهول الهوية وعادياً، حتى تقرر تحويله ليكون شارعاً لشهداء مدينة "شهبا".

وقد بات الهدوء الأبدي الذي كان يتصف به من الماضي بعد أن أغناه أهالي الشهداء بأشجار خضراء تحمل اسم أبنائهم.

بلغ عدد الأشجار إحدى وعشرين شجرة سرو عطري، بعدد شهداء المدينة، وقد تقرر أن يقوم الفنان الأستاذ "حسين الحج" والد أحد الشهداء، ومدرس الفنون، بحفر اسم كل شهيد وتاريخ ميلاده، وتاريخ استشهاده على قطعة خشبية كبيرة ووضعها على العمود المقابل لكل شجرة، حيث تعرف كل عائلة شجرة ابنها لتتم رعايتها من قبلهم. وقد قررت لجنة الحي الشرقي مسؤوليتها عن نظافة الشارع والاهتمام به بشكل دوري ليكون مزاراً لكل الناس الراغبين في الزيارة. وفي الحقيقة إننا ننتظر الأفكار الكثيرة القابلة للتطبيق بخصوص هذا الشارع الهادىء والجميل من قبل كل الفعاليات الأهلية والمحلية وذوي الشهداء لنقوم بتنفيذها على الفور. فالهدف أن يكون هذا المكان قولاً وفعلاً شارع "الشهداء"

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "نزيهة دنون" مديرة مدرسة الأنشطة في مدينة "شهبا"، وعضو مجلس المدينة، يوم الأحد الواقع في 11 أيار 2014، التي تحدثت عن الفكرة من تحويل هذا الشارع المهمل إلى شارع يعج بالحياة: «منذ فترة ليست بالقصيرة كانت ورشات الاتصالات تعمل بجد لإيصال الخطوط الجديدة إلى المنازل القريبة من الشارع الذي يتوسط بين مدرستي الشهيدين "إبراهيم زين الدين"، و"كمال مسعود" من جهة، ومالية مدينة "شهبا" من الجهة الأخرى. وكانت الصخور والركام يحولان الشارع إلى منظر غير حضاري على الرغم من قِصر طوله، ووجوده ضمن تجمع للمدارس. وقد فكرنا في مدرسة الأنشطة بفعالية غير مألوفة تجعل من أولائك الذين سقوا بدمائهم تراب الوطن منارة للأجيال، وقد اقترحنا على مجلس المدينة العمل لتحويل الشارع الهادئ بكل شيء إلى مكان يحتضن ذكريات الشهداء، ويجعل أهلهم ومحبيهم يعمرون هذا المكان بالمحبة. وقد قامت ورشات مجلس المدينة بالعمل على إزالة الأتربة والصخور الكبيرة، وتنظيف الشارع بشكل لائق، وبعدها بُدئ العمل على الفكرة الأساسية، حيث جاءت ذكرى عيد الشهداء في السادس من أيار لتعجل في ظهورها إلى النور».

أحد أقارب الشهيد "هادي الصحناوي" يزرع شجرة.

الأستاذ "غسان الطويل" مدرس التربية الرياضية في مدرسة الأنشطة تحدث عن مسار الشارع وما يحيط به، وكيفية تنفيذ المبادرة التي تحولت إلى واقع ملموس، فقال: «يقع الشارع الذي يبلغ من الطول ما يقارب 300 متر فقط في منطقة هادئة وقديمة، إلى جنوب المدينة العريقة، حيث يمتد شارع فرعي من أمام ساحة "سلطان الأطرش" ليعبر مدرسة الشهيد "كمال مسعود" باتجاه المالية، وصولاً إلى الكورنيش الجنوبي الذي يصل إلى المدرسة الصناعية ويستمر بالعبور نحو "تل المسيح" جنوباً. وقبل أن يصل إلى المالية يتفرع الشارع المقصود الذي كان شارعاً مهملاً، وفرعياً لا يتحمل الكثير من الضغط. وعندما بدأت فكرة تكريم شهداء المدينة، ووضع الشارع في استثمار هذه الفكرة تحول إلى خلية نحل، وبدأت حجارته تشعر بوقع أقدام دافئة على إسفلته. فقد تقرر زرع شجرة لكل شهيد في المدينة، تحمل اسمه وتكون عائلته هي المسؤولة عنها في كل يوم. وقد قام عمال البلدية بحفر مكان الأشجار أمام كل عمود من سور المدرستين، وقد كانت الأشجار من نوع العفص أو السرو العطري الجميل، حيث دعي أهالي الشهداء الذين فرحوا كثيراً بالفكرة، وراحوا يزرعون شجرة لكل شهيد، وباتوا مسؤولين عنها في الصيف والشتاء. وهكذا كان التكريم في هذا الشارع الصغير بمنزلة الوصية الكبيرة والإرث للأجيال القادمة».

أما رئيس مجلس المدينة المحامي "عماد الطويل" فأكمل الحديث عما ينتظر الشارع بعد أن أصبح بشكل فعلي شارعاً للشهداء، فقال: «بلغ عدد الأشجار إحدى وعشرين شجرة سرو عطري، بعدد شهداء المدينة، وقد تقرر أن يقوم الفنان الأستاذ "حسين الحج" والد أحد الشهداء، ومدرس الفنون، بحفر اسم كل شهيد وتاريخ ميلاده، وتاريخ استشهاده على قطعة خشبية كبيرة ووضعها على العمود المقابل لكل شجرة، حيث تعرف كل عائلة شجرة ابنها لتتم رعايتها من قبلهم. وقد قررت لجنة الحي الشرقي مسؤوليتها عن نظافة الشارع والاهتمام به بشكل دوري ليكون مزاراً لكل الناس الراغبين في الزيارة. وفي الحقيقة إننا ننتظر الأفكار الكثيرة القابلة للتطبيق بخصوص هذا الشارع الهادىء والجميل من قبل كل الفعاليات الأهلية والمحلية وذوي الشهداء لنقوم بتنفيذها على الفور. فالهدف أن يكون هذا المكان قولاً وفعلاً شارع "الشهداء"».

المدعوون يساهمون في الزرع.
لكل شهيد شجرة خاصة به.