مسيرة حياة شاقّة تلك التي عاشها "إميل زريفة" جعلته يتمسك بحلمه الرياضي، أعطى للعمل نصيباً منها وللرياضة الحظ الأكبر مكتسباً معارف جديدة وخبرات في رياضات حديثة الانتشار حصل عليها في رحلة الاغتراب، وعاد ليقدمها لشباب بلده وذوي الاحتياجات الخاصة.

بدأت رحلته مع رياضة الجودو في نادي بلدته "قنوات"، ثم اضطر إلى السفر للسعودية لتحسين أوضاعه الاقتصادية، وهناك استطاع بالعمل والإخلاص التدرّج في المناصب المهنية حتى تسلمه منصب مدير شركة، وما أن تحقق الاستقرار المادي حتى عاد إلى الرياضة موهبته الأولى، وفي حديثه لمدوّنة وطن يشرح أكثر عن رحلته فيقول: «من بيئة عانت ما عانت من ظروف اقتصادية وعائلية صعبة خرجت إلى ميدان العمل تاركاً حلبة رياضة الجودو الأقرب لروحي، وهي ضريبة دفعتها لسنوات، لكن بعد تحقيق نوع من الاستقرار الاقتصادي بحثت عن نادٍ لأعود إلى هوايتي فتعرفت على نادي "القوى الضاربة" القريب لمكان عملي، وهو من النوادي المتميزة في تلك المنطقة، تعرفت من خلاله على ألعاب جديدة منها الجوجتسو بشقيه الأوروبي والبرازيلي».

في زيارتي الأولى للاتحاد الرياضي بعد العودة، ومعرفتي أن اللعبة لم تكن بعد قد وصلت إلى مدينتي، فتحت أقنية حوار مع الزملاء في الاتحاد الرياضي ووضعت نفسي في خدمة الاتحاد للتدريب ومساعدة كل من رغب باتباع هذه الرياضات الحديثة، وبالفعل تم تشكيل مكتب للفنون القتالية حينها في "دمشق" وتشكيل لجنة فرعية بالسويداء تابعة له

في النادي لاعبون بلباس الساموراي، راقبهم لفترة حيث لاحظ أنهم يؤدون حركات مختلفة ومدروسة، لكنه أيضا جذب انتباه المدرب الذي شجعه على التجربة تبعاً للياقته كما أخبرنا وقال: «كنت أتابع تدريباتي في "الجوجتسو" أتلقى من مدربين ذوي كفاءة عالية نمطاً جديداً من التدريبات لأرمم ما فاتني، إذ إنّ الجودو والجوجتسو رياضتان متقاربتان من ناحية التقنيات، وفي كل مرة كنت أصادف أيضاً مجموعة لاعبين بأزياء مختلفة يتلقون تدريبات غريبة راقبتهم لأتعرف على هذه اللعبة التي اكتشفت أنها تحمل اسم الآيكيدو وفيها كثير من المزايا بوصفها لعبة سلام ومن هنا بدأت بتعلمها».

إميل زريفة يدرّب ذوي الاحتياجات الخاصة

مع بداية عام 2005 تابع "زريفة" التدريب والتزم بنصائح المدرب ليحيا الحالة الروحية المرتبطة بالآيكيدو كفنٍّ ولياقة جسدية فريدة حتى العام 2011، عندما حصل على شهادة مدرب بعد اختبار صعب وعدة شهادات مميزة تخولّه التدريب مصدقة من معهد "وورلد كوبودو" ولجنة مؤلفة من أربعة وثلاثين خبيراً على مستوى العالم برياضة "الآيكي بوكي كاي "، مع جواز سفر للرياضة نفسها.

أنهى "إميل" عمله في "المملكة العربية السعودية" وعاد إلى "سورية" وطموحه أن ينشر ما تعلمه من ألعاب رياضية جديدة، وعن ذلك يقول: «في زيارتي الأولى للاتحاد الرياضي بعد العودة، ومعرفتي أن اللعبة لم تكن بعد قد وصلت إلى مدينتي، فتحت أقنية حوار مع الزملاء في الاتحاد الرياضي ووضعت نفسي في خدمة الاتحاد للتدريب ومساعدة كل من رغب باتباع هذه الرياضات الحديثة، وبالفعل تم تشكيل مكتب للفنون القتالية حينها في "دمشق" وتشكيل لجنة فرعية بالسويداء تابعة له».

إحدى شهاداته الدولية في اللعبة مع جواز سفر خاص بها

المدرب النشيط أراد تقديم خدمة أكبر لأبناء بلده بالاعتماد على نجاحه في لعبة الآيكيدو التي رغب بتوسيع نطاقها والعمل على تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة أطفال متلازمة "داون" وتم بالتعاون بين النادي العربي والاتحاد الرياضي ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وباشر بتدريب عدد جيد من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل تطوعي وقال: «هذه التجربة حلمت بها منذ فترة، وتمكنت من تحقيقها لأنني أعرف جيداً أثر هذه اللعبة وفائدتها بالنسبة لشريحة كبيرة من ذوي الهمم يمكن للعبة أن تساعدهم بشكل كبير، وهذا ليس فقط معلومات بل هي خلاصة تجارب وأبحاث عالمية واليوم أنا متطوع لتدريب مجموعة ليومين في الأسبوع وأعلنت أنني جاهز لدعم أي نادٍ في القرى المجاورة يرغب بإقامة أي دورة لهذه الشريحة، ولدينا ترتيبات في عدة قرى يجري العمل عليها خدمة للمجتمع».

"وسام أبو فخر" رئيس لجنة الألعاب القتالية في النادي العربي تحدث عن جهود كبيرة قدمها المدرب في تدريب شرائح مختلفة، والأهم تقديم مهاراته وخبراته في مجال الآيكيدو والجوجستو بإخلاص ويقول: «للمدرب "إميل زريفة" فضل كبير في نشر ألعاب جديدة، والاهتمام بهذا النمط من الألعاب التي تعكس حالة إنسانية راقية نحتاجها في هذه الفترة.

وسام أبو فخر

ومن الجميل أن يدرّب الشباب على طرق الدفاع عن النفس لكن بطرق بعيدة عن المنافسة والعنف، وقد كانت له بصمات مميزة في جذب متدربين جدد من أعمار مختلفة وهو بطريقة أو بأخرى ينشر حالة سلام رائعة نحتاجها».

يذكر أنّ "إميل زريفة" من مواليد عام 1974 وهو أمين سر اللجنة الفنية الفرعية للفنون القتالية في "السويداء"، مدرّب في النادي العربي ولفرقه حضور مميز في افتتاحيات الأنشطة الرياضية، حلمه الكبير تشكيل مدرسة للفنون القتالية لنشر رؤيته الراقية لهذه الألعاب، ويشرف اليوم على التحضير لتدريبات فريق العمل لفيلم الفزعة 25 الذي تنتجه شركة "البازلت".