يعد المدرب "أدهم كنعان" واحداً من خيرة الكفاءات السورية في لعبتي "الجودو" و"الجوجتسو" الحديثة العهد، استطاع بخبرته وتفانيه أن يجعل من اسم ناديه ولاعبيه علامة فارقة في الرياضة السورية، ويحقق لبلده الكثير من الإنجازات.

مدونة وطن "eSyria" التقت المدرب القدير "أدهم سلام كنعان" في قرية "الرحى" بتاريخ 17 آذار 2015، فتحدث عن ذكريات الطفولة وعلاقته مع الرياضة بالقول: «كنت أمارس الرياضة منذ الطفولة كأي صبي يعشق كل ما يتعلق بالحركة والكرة وخاصة كرة القدم، وبقيت مولعاً بهذه اللعبة حتى المرحلة الإعدادية؛ حيث تغيّر مسار حياتي حين قام أخي الكبير "نضال" باصطحابي إلى نادي "الرحى" لممارسة لعبة الجودو، بدأت اللعب في النادي الرياضي كما لو أن هذه الزيارة كانت مثل الشرارة التي لم ينطفئ وهجها حتى هذه اللحظة، وكان يشرف على تدريبي المدربان "دفاع أبو صعب" و"أيسر أبو غازي"، وهما من كانا وراء امتهاني للتدريب في وقت مبكر، فقد قررا ترك الرياضة لانشغالهما بأمور الحياة، وكنت قد أنهيت الخدمة الإلزامية بنفس الوقت فوجدت نفسي مدرباً للجودو في النادي وما زلت بين جدرانه على الرغم من رحيلي عنه مدة ثماني سنوات كاملة لكي أكون مستقبلي في هذه الحياة».

هو ابن قريتي وأحد الأشخاص الذين نعتز بهم وبوجودهم بيننا، فالتفاني في العمل سمة بارزة لديه، يعمل بصمت الكبار ويؤسس لقاعدة كبيرة من المواهب، والأهم من كل ذلك أنه يتابع كل كبيرة وصغيرة في عالم التدريب، ويطور إمكانياته دائماً، وهو أب ناجح ومحب للعائلة، وفي بيته بطلتان من بطلات "سورية" في لعبة الجودو، وعائلته نموذج جميل للنجاح والمحبة

كانت عودته إلى النادي عامل استقرار دائم تكلل بزواجه من اللاعبة والمدربة "رولا أبو صعب"، حيث يضيف: «بدأت التدريب عام 1995 مع المدربة "رولا أبو صعب" التي كانت تهتم بهذه الرياضة وتؤسس لقاعدة كبيرة نقطف ثمارها الآن، وعندما تزوجنا سافرنا إلى لبنان لمدة 8 سنوات كاملة، وبعد العودة بدأنا التدريب من جديد في النادي حيث بدأ يتغير وضعه من حيث عدد اللاعبين والمستوى الفني والاستقرار النفسي، وبدأ معه حصد النتائج والبطولات على مستوى القطر وأبعد من ذلك بكثير».

مع عائلته المتميزة

وعن الدورات التدريبية التي اتبعها طوال مسيرته أضاف: «اتبعت جميع الدورات بالتدريب والتحكيم التي أقامها الاتحاد السوري؛ حيث حصلت على الدرجة الأولى في التدريب والتحكيم والحزام الأسود 4 دان، واتبعت دورة تضامن أولمبي، وفي السنة الماضية اتبعت دورة آسيوية في تايلاند بالتدريب والتحكيم بلعبة "الجوجتسو" الحديثة العهد في بلادنا، وبدأت ممارسة هذه اللعبة في نادي "الرحى" الذي بات يضم 120 لاعباً ولاعبة في لعبتي الجودو والجوجتسو، وحملنا عبء هذا العدد الكبير من اللاعبين، وطورنا الأدوات والصالة الرياضية في النادي بالتعاون مع فرع الاتحاد الرياضي الذي يقدر عملنا في رفد المنتخب الأول بعدد من اللاعبين الذين رفعوا علم الوطن في المحافل الدولية».

أما فيما يتعلق بإنجازاته كمدرب فقال: «كان لي شرف تمثيل الوطن كمدرب للناشئات في بطولة "أنقرة" الدولية عام 2004، وكانت ضمن المنتخب اللاعبة "صفا السلامة" من نادي "الرحى"؛ فقد ذهبنا قبل البطولة لإقامة معسكر مدته 10 أيام واستطعنا إحراز المركز الأول في فئة الناشئات، وبعدها تمت مشاركة اللاعبة "فاتن كنعان" (وهي من نفس النادي) في بطولة "أنطاليا" في تركيا أيضاً؛ ولم تحصل على نتيجة كأول مشاركة خارجية لها، وأحرزت فيما بعد فضية العرب في اليمن 2005، وفي 2006 أيضاً الفضية الثانية لها ببطولة العرب وذهبية غرب آسيا، وكذلك اللاعبة "غدير أبو زيدان" أحرزت فضية العرب في لبنان وذهبية غرب آسيا، وحصلنا على برونزية آسيا عن طريق اللاعبة "سونيا كنعان"، ونتوقع هذه السنة مشاركات متعددة باسم النادي الذي يزخر بالمواهب والأبطال».

منتخب نادي الرحى والسويداء بالجودو الذي يدربه مع زوجته

وعن الأعمال الرياضية الأخيرة والعائلة قال: «نقوم حالياً بمعسكر مفتوح للمشاركة في بطولة الجمهورية لكل الفئات خلال الشهر القادم، وأنا حالياً رئيس اللجنة الفنية للجودو بـ"السويداء"، وموظف بعقد سنوي بالاتحاد الرياضي، وعائلتي رياضية بالكامل؛ فزوجتي "رولا أبو صعب" بطلة سابقة ومدربة معي في النادي وتحمل حزام 4 دان وتدريب وتحكيم درجة أولى، وفي الوقت الحالي هي عضو الاتحاد العربي السوري للجودو والسامبو ومسؤولة الرياضة الأنثوية، أما "جنى كنعان" فهي ابنتي الكبيرة وبطلة الجمهورية بفئة الناشئات وأتوقع لها مستقبل واعد، وابنتاي "سما وليلى" بطلتا المحافظة بفئة الأشبال والصغار، وابني الوحيد "هادي" ما زال صغيراً».

وتحدث مدرس التربية الرياضية ولاعب الشطرنج المعروف "مجدي الأعوج" عن علاقته بالمدرب "كنعان"، فقال: «هو ابن قريتي وأحد الأشخاص الذين نعتز بهم وبوجودهم بيننا، فالتفاني في العمل سمة بارزة لديه، يعمل بصمت الكبار ويؤسس لقاعدة كبيرة من المواهب، والأهم من كل ذلك أنه يتابع كل كبيرة وصغيرة في عالم التدريب، ويطور إمكانياته دائماً، وهو أب ناجح ومحب للعائلة، وفي بيته بطلتان من بطلات "سورية" في لعبة الجودو، وعائلته نموذج جميل للنجاح والمحبة».

أثناء تدريبات أمل الأعوج بطلة نادي الرحى