تقول القصة إن أهالي "البثينة" التجؤوا إلى الكنيسة خوفاً من الهلاك الذي يتربصهم، فكانت البئر الأثرية التي مازالت حتى اليوم شاهدةً على حكاية مجهولة التفاصيل...

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "سامر عامر" أحد سكان قرية "البثينة"، بتاريخ 2 شباط 2014، الذي تحدث بدايةً عن فضل البئر في إنقاذ السكان من الهلاك كما يرويها الأهالي، فقال: «تناقلت الألسن هذه القصة من جيل إلى جيل، وكأنها تؤكد على إرادة الحياة في مملكة "البثينة" الرومانية القديمة لدى مجموعة من السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل جيش طامع يريد البشر والحجر تحت التراب، فقاموا بلا تفكير يطلبون بيت الرب لكونه الملجأ النهائي الذي يقيهم من الإبادة، وحُوصرت الكنيسة أيضاً، وقطعت عنها كل الإمدادات الغذائية والمياه بهدف استسلام الجميع، غير أن البئر التي تتجمع مياهها من الأمطار في فصل الشتاء كانت المنقذ الوحيد للأهالي قبل وصول جيش المملكة الذي كان يحارب في منطقة أخرى تاركاً المملكة وأهلها عرضة للتدمير، وبلا حماية، فكان برعاية الرب السبب في إنقاذهم، والبئر الآن بحالة جيدة، ومازالت الذاكرة تحمل عنها تلك الحادثة متنقلة منذ مئات السنين».

تناقلت الألسن هذه القصة من جيل إلى جيل، وكأنها تؤكد على إرادة الحياة في مملكة "البثينة" الرومانية القديمة لدى مجموعة من السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل جيش طامع يريد البشر والحجر تحت التراب، فقاموا بلا تفكير يطلبون بيت الرب لكونه الملجأ النهائي الذي يقيهم من الإبادة، وحُوصرت الكنيسة أيضاً، وقطعت عنها كل الإمدادات الغذائية والمياه بهدف استسلام الجميع، غير أن البئر التي تتجمع مياهها من الأمطار في فصل الشتاء كانت المنقذ الوحيد للأهالي قبل وصول جيش المملكة الذي كان يحارب في منطقة أخرى تاركاً المملكة وأهلها عرضة للتدمير، وبلا حماية، فكان برعاية الرب السبب في إنقاذهم، والبئر الآن بحالة جيدة، ومازالت الذاكرة تحمل عنها تلك الحادثة متنقلة منذ مئات السنين

الباحث الأثري "وليد أبو رايد" الحاصل على شهادة الماجستير في الآثار من جامعة "دمشق" تحدث عن بعض المعالم الرومانية الأثرية التي تلف البئر من الخارج، ويقول: «في قرية "البثينة" بقايا منازل أثرية جميلة، أهمها بقايا الكنيسة الواقعة في أحد منازل آل "عامر"، وبقي منها الواجهة الغربية الواقعة مباشرة خلف رواق معمّد مازال منه عمودان يعلوهما ساكف طويل، وقد لاحظنا حالة حفظ الواجهة جيدة جداً بارتفاعها الكامل تقريباً، تتقدمها باحة مبلطة بحجارة البازلت الكبيرة، واللافت في هذه الباحة التي مازالت جزءاً من ساحة الدار الواسعة وجود بئر ماء عميقة تشكل فوهتها جزءاً من بلاط الباحة حيث لا تكون منظورة للغرباء، حيث كانت تزود الكنيسة ثم الدار الملحقة بها بالمياه العذبة، وقد حفرت في الصخر الصلب القاسي وبنيت جدرانها من الحجر المشذّب بشكل متقن تماماً، وكحلت الحجارة جيداً بمادة الصلصال التي تحافظ على عدم تسرب المياه من البئر، ويبدو من خلال الواقع أن مصدر تجمع المياه كان الأمطار الهاطلة شتاء على الكنيسة، ومن خلالها تتسرب إلى البئر، حيث لم نلاحظ أي سيال يصل البئر، وأعتقد بأنه لا يوجد أي مصدر آخر لتزويد البئر بالمياه كما هي العادة في بعض الآبار المنتشرة في المنطقة، لأن وظيفتها الأساسية كانت تزويد الكنيسة ومريديها، وسكان المنزل الملحق بالمياه».

الحارس "القضماني" يرفع سدادة البئر.

أما السيد "ضامن القلعاني" الحارس في مديرية الآثار والمتاحف في "السويداء"، فتحدث عما يعرفه عن تلك المعركة، والواقعة التي حدثت، فقال: «تذكر الحوليات وكتب التاريخ أنه قبل نهاية القرن السابع قبل الميلاد برزت قبيلة "قيدار" كقوة عظمى في المنطقة، وتمردت على حكم الآشوريين، فحمل عليها الملك الآشوري "آشور بانيبال" (669 – 627)، والتقت قواته جيش ملكها "آبي ياتي" في قرية "البثينة"، وقد انتصر الآشوريون في تلك المعركة، وفرت قبيلة "قيدار" وأُسر مليكها، أما في العصور اللاحقة، فقد كانت من أملاك الدولة الرومانية، وكانت مطمعاً للغزاة بسبب سهلها الخصيب الذي وصلت أخباره إلى مسمع الخليفة "هارون الرشيد" الذي أحب فاكهتها، وإذا تتبعنا التاريخ نجد أن المسيحية لم تكن في القرن السابع الميلادي، ويبدو أن الأحداث اختلطت على السكان، أو ناقلي القصص، وللأسف لم يكن كل شيء مدوناً، أو دُوّن وضاع واختفى مع الزمن، ولذلك ليس لدينا الكثير من الوقائع عن هذه القصص والحوادث أو غيرها».

الواجهة كما هي في الكنيسة الرومانية.
بئر رومانية قريبة من بئر الكنيسة في القرية.