تقع قرية "أم رواق" عند سفح جبل "العرب" الشرقي، وتتبع لها قرية "الدياثة" الشهيرة على مر العصور القديمة. تختزن بين طياتها تاريخاً حافلاً أغفله الدارسون وعلماء الآثار، حتى بداية القرن الحالي.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث "وليد أبو رايد" بتاريخ 8/10/2013 الذي تحدث في البداية عن سبب تسمية القرية بهذا الاسم وقال: «طرحت حول اسم القرية فرضية تقول إن الاسم مشتق من "الرواق"، وهو بناء حجري يحمل سقفه قوس يتقدم المنزل، فكان اسم "أم رواق"، لكن هل تخلو مدينة أو قرية قديمة في جنوب "سورية" منازلها من الأروقة؟ باعتقادي يعود الاسم إلى المناخ اللطيف ليس إلا».

طرحت حول اسم القرية فرضية تقول إن الاسم مشتق من "الرواق"، وهو بناء حجري يحمل سقفه قوس يتقدم المنزل، فكان اسم "أم رواق"، لكن هل تخلو مدينة أو قرية قديمة في جنوب "سورية" منازلها من الأروقة؟ باعتقادي يعود الاسم إلى المناخ اللطيف ليس إلا

وعن موقع القرية الجغرافي قال: «"أم رواق" قرية صغيرة تتبع ناحية "المشنف" في "المقرن الشرقي"، تقع على السفح الشرقي للجبل وتمتد إلى الشرق منها سهول واسعة تنتهي إلى البادية، وفي القرية أربعة نقوش يونانية متفاوتة الحفظ والوضوح، ونقش صفائي يذكر كاتبه أن الموقع ذو صفة دينية وقدسية، وهو الآن يوجد على صخرة ثابتة بالقرب من المزار الديني فيها، وتكثر هذه النقوش في "الدياثة" وتل "الفريج" التابعتين إلى القرية».

منزل في أم رواق

ويعتبر "أبو رايد" أن أهم ما يميز القرية هو وجود نبع ماء غزير يدعى "عين العباس" الذي يبعد عنها باتجاه الجنوب الشرقي /500/ متر، إلى جانب عين ماء أخرى تعرف محلياً باسم "عين القطا"، وأضاف: «العين جفت حالياً بسبب انقطاع مصدر تغذيتها الواقع إلى الغرب منها، وكانت تشكل مصدراً هاماً للحياة، وهذا يظهر في بيوت القرية الرومانية التي مازالت مسكونة خاصة خلال ازدهار "الدياثة" ونشاط الحركة التجارية المحلية التي تركزت في سوق "عين القطا" الواقع غرب القرية، الذي يدعى محلياً سوق "الخضرا" الذي يتزود بالمياه من النبع، والسوق يتألف من عدة محلات آثارها ظاهرة بشكل واضح، وقد حفرت إلى الشرق منه بركة ماء لخدمة رواده ومواشيه، وكدليل على أهمية السوق، فقد قامت السلطات العثمانية عندما احتلت البلاد بشق طريق بالقرب منه يدعى "درب السلطان"، وطريق آخر نحو "البركة"، وآخر نحو النبع، وقد قامت دائرة آثار "السويداء" انطلاقاً من حرصها على حفظ المواقع الأثرية بتوثيق موقع "عين القطا" بآثاره كافة (السوق، والبركة، والنبع، والمنزل الواقع بينهم)».

أما فيما يتعلق بالمباني الموجودة في القرية، فأكد الباحث: «هناك على السفح الجنوبي للتل الغربي المعروف باسم "تل مريم"، تقوم مجموعة من المنشآت الصغيرة المعزولة، التي قُمْتُ باستطلاعها وإجراء دراسة لها تبين أنها عائدة- حسب تقديراتي الأولية- إلى عصر "البرونز الوسيط" من خلال أسلوب العمارة والمخطط العام، وساعدني في ذلك أمر طريف جداً وهو قيام المنقبين السريين بنبش هذه المباني ما جعل من استطلاع طبقاتها الدنيا أمراً سهلاً، وكان قد أكد العالم الفرنسي "فرانك بريمر" الذي زار المنطقة، أن المنازل يعود تاريخها إلى فلك عصري "البرونز القديم والوسيط"، والأهم من بين هذه المنشآت منزل كبير شبه دائري مبني من حجارة "البازلت" المحلية الموجهة والمشذبة، جدرانه سميكة، مسقطه شبه دائري يتألف من غرفتين على الأقل وفراغ دائري صغير في جزئه الغربي، مدخله من الشرق مهدم بقي منه "العتبة" المنحوتة بعناية، وسقفه مهدّم كذلك لكنه كان بلا شك يتألف من "ربدات" تبدو بقاياها بين الأنقاض، ترتكز على ميازين جدارية، ولا نعلم إن كان هناك عمود مركزي أم لا، ويعد هذا البناء من النموذج المغروس في السفح كبرج "عريقة" ومدفن "الغارية"».

جزء من البلدة القديمة.

الأستاذ "وجيه الكفيري" عضو الجمعية التاريخية، وابن القرية، تحدث عن البيوت القديمة الموجودة داخلها فقال: «منازل القرية القديمة مبنية بشكل متلاصق على سطح صخري واسع، وهي متلازمة كالقلعة تستطيع دراستها بشكل مفصل، فهي كتل مبنية من الحجر البازلتي المحلي الموجه والمشذّب، مداخل الأبواب والنوافذ، وأقواسها مبنية من حجر منحوت بدقة متناهية، ومازالت قائمة وواضحة حتى اليوم، لكن التواصل فيما بينها عبر الأسطح أو ممرات تحت الأرض».

الباحث في سوق "الدياثة" المجاورة.