ظهور صريح لليد العاملة الوافدة في المنطقة الصناعية في "السويداء"؛ اقترن بحالة التنوع وجودة الخدمات الحرفية التي خدمت أصحاب المهن وطالبي الخدمات.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 كانون الثاني 2015، حاولت من خلال جولة على المنشآت الصناعية في المنطقة المجاورة لمركز الانطلاق الشمالي، وتشغل المساحة الفاصلة بينه وبين مؤسسة العمران شمال غرب مدينة "السويداء"؛ لرصد حضور عمال وأصحاب خبرات نوعية من خلال حوار مع بعض أصحاب المنشآت، ومنهم السيد "حمد رسلان" (صاحب مطبعة)، فأضاء على تأثير توافر اليد العاملة الخبيرة والفنية في تحسين الإنتاجية وتطوير العمل الطباعي التخصصي لهذه المنشأة، وقال: «خلال السنوات الماضية تعرض عدد من المناطق المتفاعلة صناعياً للأذى؛ وكانت النتيجة انتقال عدد كبير ممن نصفهم باليد العاملة الخبيرة للعيش في "السويداء" وباقي المدن الآمنة حالياً، هذا الانتقال خلق حالة من التفاعل المهني وكنا أول من تلمس فائدته من حيث توافر شريحة من العمال المتخصصين في مجال الطباعة، حيث كنا في مراحل سابقة نبحث عن هذه الخبرات في مناطق أخرى، وبفعل الظروف الحالية أضفنا إلى الكوادر العاملة لدينا عدداً كبيراً من هؤلاء العمال لحاجة العمل، وكانت النتائج إيجابية من حيث الإنتاجية والتمكن من إنجاز مشاريع تطوير المنتج وتنوعه.

من يتجول في المنطقة الصناعية يلاحظ وجود عدد كبير من العمال الجدد، مع أننا ومع بداية الأزمة شهدنا حالة ركود كانت نتيجة لاغتراب عدد من الحرفيين إلى الدول المجاورة للعمل، لكن توافد العمال الجدد من أبناء المحافظات خاصة من "دمشق"، ساهم في إقامة منشآت جديدة وخلق فرص عمل جديدة أعادت الحيوية للمنطقة؛ لتظهر للعيان حركة العمل والخدمات التي تقدمها المنطقة على مستوى الميكانيك والكهرباء والحدادة، إلى جانب معامل الحلويات ومهن نوعية متطورة

فالعامل القادم من "دمشق" على سبيل المثال الذي عمل سنوات طويلة في مطابعها العريقة إضافة حقيقية للعمل النوعي الذي نقوم به، ولا مجال للمقارنة بين تكاليف التدريب والتأهيل التي قمنا بها في السابق وتوافر اليد العاملة المدربة والمتقنة للعمل، وعليه فإن الثقل الاقتصادي لتوافد طاقة عاملة ممتلكة للخبرة بات يظهر نتائجه على عدة قطاعات ضمن المحافظة، وقد نكون من أكثر القطاعات التي استقطبت العمالة الوافدة ليكون لديها فرصة عمل جيدة بأجور تنسجم مع الخبرة التي تمثلها، وهي بذات الوقت طاقة مؤهلة لتدريب عمال جدد لتلبية حاجة هذه القطاعات وتطوير الخبرات المحلية.

السيد حمد رسلان

مع العلم أننا كمطبعة حديثة سعينا للحصول على خبرات قادرة على الانسجام مع المستوى التقني المتطور، لكن توافد العمال الجدد ساهم في تطوير سوق العمل وخلق فرص جديدة لاستقطاب خبرات متنوعة على المستوى المهني الحرفي والتسويقي، ولا ننكر أن ذلك اقترن بأجور مرتفعة لحدود معينة تنسجم مع الجودة، وارتفاع ملموس بالإنتاج وفق الظروف المتاحة».

فرصة تبادل الخبرات وتنوعها كما أخبرنا رئيس اتحاد الحرفيين في السويداء "ناجي الحضوة"، انسحبت على حرف كثيرة تبدأ بالطباعة لتصل إلى الميكانيك والمعجنات وغيرها من الحرف، يقول: «من خلال المتابعة اليومية لظروف المنطقة الصناعية، وما يظهر من تفاعلات حديثة نتيجة لتوافد عمال من محافظات مختلفة، فمنهم من عمل ضمن منشآت المنطقة، ومنهم من أسس منشأته الخاصة وخلق فرص عمل جديدة لمن قدم معه، هذا الواقع نعده فرصة جديدة لتبادل الخبرات والتعريف بأساليب عمل جديدة على يد عمال مهرة أجبرتهم الظروف على ترك منشآتهم والبحث عن العمل في مناطق أخرى، وفي ذات الوقت فإن توافر حرفيين جدد خلق حالة من التنافس لتكون جودة العمل هي المعيار، ولا ننسى هنا أن تغير الكثافة السكانية وتضاعف عدد السكان وطالبي الخدمات الحرفية، خدم سوق العمل بوضوح؛ من حيث دخول حرف جديدة وأساليب حرفية متطورة لاقت الرواج».

تفاعل الورشات

من وفد إلى المنطقة قدم خدمات بديلة عن اليد العاملة من أبناء المدينة الذين انتقلوا للعمل في دول مجاورة؛ كما حدثنا الحرفي "نضال السنيح" صاحب ورشة متخصصة بالحدادة خلال زيارة ورشته، وقال: «من يتجول في المنطقة الصناعية يلاحظ وجود عدد كبير من العمال الجدد، مع أننا ومع بداية الأزمة شهدنا حالة ركود كانت نتيجة لاغتراب عدد من الحرفيين إلى الدول المجاورة للعمل، لكن توافد العمال الجدد من أبناء المحافظات خاصة من "دمشق"، ساهم في إقامة منشآت جديدة وخلق فرص عمل جديدة أعادت الحيوية للمنطقة؛ لتظهر للعيان حركة العمل والخدمات التي تقدمها المنطقة على مستوى الميكانيك والكهرباء والحدادة، إلى جانب معامل الحلويات ومهن نوعية متطورة».

تشير المصادر إلى أن نسبة العمالة الوافدة إلى المنطقة تصل إلى ما يقارب 25 بالمئة؛ وقد ساهمت في تفاعل إيجابي في سوق العمل.

السيد نضال سنيح