بعد التفاح؛ يفرض الإجاص نفسه اليوم نوعاً مثمراً وقابلاً للتسويق في "قنوات"، وبين تشرين الثاني ونهاية كانون الأول فرصة لغراس جديدة تضاف للحقول لتحل مكان أشجار مريضة وضعيفة الإثمار.

مدونة وطن "eSyria" وبعد جولة في حقول القرية استطلعت الواقع من الفلاحين في حقولهم ومنهم السيد " توفيق جزان" الذي التقيناه خلال التحضير لزراعة أشجار جديدة، بتاريخ 17 كانون الأول 2014، في منطقة تسمى "الصايغ"، تتبع لقرية "قنوات"، إذ حدثنا عن هذه العملية بالقول: «في هذه الأوقات من كل عام وحسب خبرة الأجداد، نتفقد الحقول ونحضر الغراس لترميم غراس الحقل، وتعويض الأشجار التي انخفضت قدرتها على الإثمار لنخطط لزراعة غراس جديدة للاستفادة من الحقل قدر الإمكان، مع العلم أن أراضي "قنوات" من أخصب المناطق من حيث التربة ونسبة الرطوبة لأشهر طويلة خلال العام، لكن هذا العام اتجهت للحصول على عدد من غراس الإجاص حيث أفادني الأقارب وأهالي قريتي لكوني مغترباً ولا أزور هذه الأرض إلا زيارات قصيرة خلال العام، أن الإجاص مقاوم وأمراضه قليلة وهو بالوقت الحالي مناسب أكثر من التفاح، وقد استفدت من النصيحة وحاولت الحصول على أنواع جيدة أضيفها للكرم.

في هذا الموسم وبعد هطول الأمطار تكون التربة ثقيلة لكن لا بد من الحفر لقرابة المتر لضمان زراعة صحيحة، وفي هذا الموسم يطلب مني العمل في حقول القرية، حيث تغرس حقول جديدة وترمم أخرى وفي الأغلب يتجه الجميع للإجاص والحصول على غراس جديدة لكونها أشجاراً مثمرة ومفيدة ورعايتها أسهل من رعاية التفاح، ولا تختلف عنها بطريقة الزراعة وحجم الحفرة التي نسميها "البيش" أي الاستغناء عن التقنية والحفارات المتخصصة، والاعتماد على العمل اليدوي وهذه فرصة عمل لعمال كثر مثلي يسترزقون من وراء المجهود العضلي الذي يحتاجه الفلاحون وأصحاب الكروم

ومنذ ساعات الفجر الأولى كنا في البستان الذي تصل مساحته ثمانية دونمات، وباشرنا الحفر للتحضير للغراس وفق المعتاد لكونه يتسع لحوالي 220 "نصبة" وفق التعبير الدارج حيث نقول "النصبة" للتعريف بالغرسة الحديثة، وعليه فإن عملية الزراعة هذه تسمى النصب أي نصب الغراس في الحقول لتكون نواة لكرم منتج نعلق عليه الآمال».

السيد توفيق جزان

يفرض الإجاص حضوره بالاعتماد على التجربة وخيارات متقدمة للفلاحين؛ حدثنا عنها العم "نزيه جزان" الذي بيّن مبررات الاتجاه للإجاص مؤخراً، وقال: «أشجار الإجاص متواجدة بكثرة في "قنوات" وهي مرافقة لأشجار التفاح منذ القدم، وهناك أنواع مختلفة منها تطلب من هذه القرية بالذات، لكن الإقبال على ترميم غراس الحقول واستبدال التفاح بالإجاص هو عملية عائدة لتجربة الفلاح، حيث كانت لنا تجارب خلال الأعوام الفائتة وبعد تكرار مواسم الجفاف أظهرت أن الإجاص مقاوم للجفاف من جهة وقليل الأمراض من جهة أخرى، فقد تدربنا على مكافحة "الباسيلا" المرض الوحيد الذي يكافح بتكلفة وجهود لا تقارن مع مكافحة الأمراض التي تفتك بالتفاح.

وعليه فإن هذه التجربة جعلت الإجاص النوع المؤهل ليحل محل أشجار التفاح المريضة التي فقدت القدرة على الإثمار، وتجاوزت الحدود الزمنية لعمر الشجرة التي تصل لما يقارب خمسة وعشرين عاماً، هذا من ناحية الشجرة وطرائق الوقاية والمكافحة، أما من ناحية الثمار فهناك فارق كبير في مواعيد القطاف للإجاص التي تنتهي مع نهاية الشهر السابع فهو موسم قصير لا يتجاوز الشهرين، لكن فكرة تخزين الإجاص والتسويق السريع حرضت الفلاحين على زيادة أشجار الإجاص؛ حيث يشتري التجار كامل الإنتاج وهذه قضية غاية في الأهمية بالنسبة للفلاح كي لا يضطر لتحمل تكاليف التبريد والحفظ، وأتوقع خلال هذه الأعوام زيادة مساحة الإجاص لكن يبقى للتفاح مقومات الحضور بفعل الخبرة التي امتلكها أهالي "قنوات" عبر سنوات طويلة أثمر لهم التفاح فيها خيراً وعطاء».

أشرف بكر أثناء العمل في حقول قنوات

الشاب "أشرف بكر" عامل مجد؛ يعمل طوال الموسم في الحفر تحضيراً لعملية "نصب" الغراس؛ حدثنا أثناء العمل بالقول: «في هذا الموسم وبعد هطول الأمطار تكون التربة ثقيلة لكن لا بد من الحفر لقرابة المتر لضمان زراعة صحيحة، وفي هذا الموسم يطلب مني العمل في حقول القرية، حيث تغرس حقول جديدة وترمم أخرى وفي الأغلب يتجه الجميع للإجاص والحصول على غراس جديدة لكونها أشجاراً مثمرة ومفيدة ورعايتها أسهل من رعاية التفاح، ولا تختلف عنها بطريقة الزراعة وحجم الحفرة التي نسميها "البيش" أي الاستغناء عن التقنية والحفارات المتخصصة، والاعتماد على العمل اليدوي وهذه فرصة عمل لعمال كثر مثلي يسترزقون من وراء المجهود العضلي الذي يحتاجه الفلاحون وأصحاب الكروم».

من حقول قنوات