تواصل مجموعة صغيرة من النساء عرض منتجاتهن المصنوعة بعرق الجبين وتعب الأيدي، في سوق "الصاغة" الأثري، وعلى الرغم من الصعوبات الناتجة عن ضعف التسويق، إلا أن استمرارهن في المراهنة على أصالة الناس جعل معرضهن الجديد يلاقي الصدى المناسب.

مدونة وطن "eSyria" جالت في المعرض، والتقت الفنانة "ميسون أبو كرم" يوم الخميس الواقع في 24 تموز 2014، التي تحدثت عن رؤيتها لهذه الاستمرارية: «في العام الماضي أثناء زيارتي لأجنحة السوق كانت النسوة متفائلات بإقبال الناس على منتجاتهن الغنية، التي تحمل رائحة الماضي، وكن يراهنّ على الحب لما تحمله الذاكرة من أعمال صنعتها أيدي أمهاتهن وجداتهن في الماضي البعيد، وما رائحة الخبز العربي، و(الفطاير) التي ملأت سماء المكان غير مقدمة لمعرضهن الجديد لما اكتنزته الغرف البازلتية من أعمال غاية في الروعة والإتقان، والمدهش أن بعضها عمره عشرات السنين، ويتربع مختالاً في قلب المكان، كما هو حال أعمال القش من (طبق العروس إلى السدر، إلى المغمقان، والصواني)، أما في الخارج فالناس باتوا على قناعة بما تصنعه تلك النسوة من أعمال رخيصة السعر، غنية القيمة، خاصة فيما يتعلق بأدوات المنزل وحاجاته».

في العام الماضي أثناء زيارتي لأجنحة السوق كانت النسوة متفائلات بإقبال الناس على منتجاتهن الغنية، التي تحمل رائحة الماضي، وكن يراهنّ على الحب لما تحمله الذاكرة من أعمال صنعتها أيدي أمهاتهن وجداتهن في الماضي البعيد، وما رائحة الخبز العربي، و(الفطاير) التي ملأت سماء المكان غير مقدمة لمعرضهن الجديد لما اكتنزته الغرف البازلتية من أعمال غاية في الروعة والإتقان، والمدهش أن بعضها عمره عشرات السنين، ويتربع مختالاً في قلب المكان، كما هو حال أعمال القش من (طبق العروس إلى السدر، إلى المغمقان، والصواني)، أما في الخارج فالناس باتوا على قناعة بما تصنعه تلك النسوة من أعمال رخيصة السعر، غنية القيمة، خاصة فيما يتعلق بأدوات المنزل وحاجاته

وذهبت السيدة "ريم أبو حسون" لمدى أبعد عندما أكدت: «لا شك أن ما نراه أثناء التجول في سوق "الصاغة" الأثري بمدينة "شهبا" وغرفه الكبيرة هو برسم النساء المشاركات به، وهو ماركة مسجلة بأسمائهن، فالغرفة الأولى خصصت للألبسة التقليدية من الشراشف المصنوعة بالصنارة إلى الألبسة التقليدية لنساء "جبل العرب" إلى كل ما يتعلق بالطفل الرضيع، والعروس التي تتحضر للزواج، أما الغرفة الثانية فهي معرض منفصل بحد ذاته، وتشكل لوحة مكتملة عن أعمال القش موزعة بطريقة مدهشة، والغرفة الثالثة احتوت على لوحات وهدايا مصنوعة من عجينة السيراميك، والرابعة خصصت لأعمال السجاد اليدوي التقليدي، وفي الخارج تزين السوق بمنتجات منزلية، وحرف مختلفة وأطعمة تقليدية تعيد المرء إلى الزمن الجميل الخالي من الاستهلاك، وأجمل ما رأيت في هذا المعرض إقبال الناس على الأجنحة، ورغبتهم في الشراء واقتناء ما يحلو لهم».

غرفة القش، تراث ولا أجمل.

وفي المقابل تؤكد الشابة "سوسن الصحناوي" إحدى المنظمات للمعرض على الهدف الحقيقي من إقامته بالقول: «تختلف الرؤيا عندما يتعلق الأمر بالحرف التقليدية التي اندثر بعضها بفعل التطور الكبير، والغزو الاقتصادي الخارجي الذي لا نستطيع مهما فعلنا أن نقف بوجهه لو بحثنا فقط عن التسويق والربح المادي، فنحن نبحث عن القيمة المادية والمعنوية لأعمال النسوة، التي في أماكن كثيرة لا تقدر بثمن مثل السجاد اليدوي المشغول منذ عشرات السنين، أو تلك الأطباق التي تحمل مع كل قشة فيها قصة طويلة وذكريات تهم صاحبتها، وهي ليست للبيع، فالهدف يكمن في الوقوف مع الذات أولاً للعودة إلى الأصالة، والتراث هو الذي يحفظ تاريخ الأمم، فلماذا نتجاهله كما يفعل بعض الناس الذين ارتهنوا لكل شيء جاهز ورخيص، وبعد أن يعتاد الناس ما نقدمه بعيداً عن المنافسة والمحاصصة يأتي دور التسويق، ففي السنة الماضية كانت الخسائر المادية كبيرة، ولكن كنا سعداء بعدد الزائرين الذي عادوا هذه السنة بأعداد أكبر بكثير، واحترموا إصرارنا على البقاء، وهناك حالة أخرى لا يعلمها الكثيرون، وهي البحث من خلال السوق على النساء اللواتي يعملن في الظل واقتناء أعمالهن المميزة، ودعوتهن ليكن مدربات مستقبليات للفتيات الراغبات والباحثات عن فرص عمل لائقة، ونحن نقتني أعمالهن دون أن يعلمن أننا لا نستطيع في الوقت الحالي تسويقها حتى تأخذ قيمتها بعيون الناس من جديد».

جلسات برائحة الماضي.
الناس يملؤون السوق.