غدت العودة إلى الطبيعة هاجس الكثيرين منا في زمن أصبحنا نفتقد فيه ما هو طبيعي، غذاؤنا.. دواؤنا.. حتى الطبيعة من حولنا، دخلت فيها العناصر الصناعية والكيميائية بشكل أو بآخر...

لذا نجد أن معظم الناس بدؤوا بربط هذا الأمر بما نشهده في عصرنا الراهن من تفشي الأمراض الكثيرة والمتنوعة، حتى في مسألة الدواء فالكثيرون يخافون الإدمان ويخشون الأعراض الجانبية التي ترافق الأدوية، وهذا سبب توجه الناس إلى الطب البديل أو طب الأعشاب، فهو كما يصفه الناس نافع، وليس له أضرار أو أيه أعراض جانبية في حال تم استخدامه بشكل صحيح.

درست في المعهد التجاري، رافقت والدي في عمله أثناء فترة الدراسة في العطل الصيفية وبعد التخرج عملت معه، تعلمت من والدي الكثير وبشكل خاص الصبر، هذه المهنة تحتاج لصبر كبير، إضافة إلى كونها ممتعة فأنت تشعر بالسعادة إذا استطعت تقديم المساعدة لمن يحتاجها

موقع eSuweda زار مركز "ابن سينا" لبيع الأعشاب الطبية والمستحضرات التجميلية الطبيعية، الذي كان يعج بالزائرين بين مرضى قد سمعوا عن فوائد الأعشاب للعلاج، وراغبين بالتسوق والفرجة، ونساء ينتقين مستحضرات تناسبهن، والتقى السيد "سليم الحميدي" صاحب المركز، الذي حدثنا بالقول: «افتتحت المركز في عام 1994 بعد عمل دام ثمانية وثلاثين عاماً في الغربة، اتبعت العديد من الدورات وحصلت على خبرات كثيرة ومن مراكز عديدة منها مركز الطب البديل بلبنان، ومركز الطب الإسلامي بالكويت، والمركز البريطاني للتغذية وغيرها.

"سليم الحميدي" صاحب المركز

نبيع الأدوية المرخصة والمصنعة من مستحضرات طبيعية، وأدوات التجميل بالإضافة إلى الأعشاب المتنوعة المنتقاة بعناية والمغلفة جيداً. العمل في هذا المجال يحتاج لجهد وصبر طويل، إذ أقدم الدواء للمرضى بحدود معقولة وبحسب خبرتي، هناك العديد من الحالات التي لا أصف لها الدواء إلا بعد رؤيتي للتقرير الطبي، نحن لا ننفي دور الأطباء ودواء الصيدليات، ولكن رغبة المريض أو الشخص تلعب دوراً هاماً، ثم إن الدواء رسالة، والحالة النفسية للشخص تؤثر بشكل كبير فعندما يشتري مستحضراً أو دواء طبيعياً يكون مطمئناً وهذا الأمر يساعده على الشفاء بشكل أسرع».

كما التقينا السيد "وليد الحميدي" ابن السيد "سليم" الذي حدثنا عن عمله في مركز والده بالقول: «درست في المعهد التجاري، رافقت والدي في عمله أثناء فترة الدراسة في العطل الصيفية وبعد التخرج عملت معه، تعلمت من والدي الكثير وبشكل خاص الصبر، هذه المهنة تحتاج لصبر كبير، إضافة إلى كونها ممتعة فأنت تشعر بالسعادة إذا استطعت تقديم المساعدة لمن يحتاجها».

الشاب "وليد الحميدي"

السيدة "مها عيزوقي" إحدى الزبونات الدائمات للمركز وعن ترددها المستمر له تقول: «أنا أزور باستمرار مراكز بيع الأدوية والمستحضرات الطبية، فأنا من محافظة "طرطوس" وأعيش في "السويداء" منذ أربعة عشر عاماً، ومركز "ابن سينا" ليس الوحيد في المحافظة، لكني أثق بخبرة من يعمل فيه، أحاول الابتعاد ما استطعت عن الأدوية والاستعاضة عنها بالبديل من الأعشاب الطبية الطبيعية، حتى أدوات التجميل والكريمات التي استخدمها أنتقيها طبيعية، لا يهمني ثمن ما أشتري، بعض المستحضرات الطبيعية قد تكون باهضة الثمن، لكنها مضمونة، فالمهم أن يكون بالي مرتاحاً».

وتضيف الآنسة "لينا الخطيب" وهي أيضاً من زبونات المركز: «منذ فترة بسيطة بدأت باستعمال المستحضرات الطبيعية، كنت في الماضي على استعداد لاستخدام أي مستحضر أو كريم أسمع به من صديقتي أو في إعلان ما، الأمر الذي سبب لي مشاكل كثيرة في البشرة ودخلت دوامة العلاج الطويلة، قررت في النهاية العودة إلى الطبيعة والاعتماد على كل ما هو طبيعي».

السيدة "مها عيزوقي"

السيد "نزيه صبح" قال أيضاً: «أعاني من دسك بفقرات العمود الفقري في منطقة الرقبة، زرت عدداً من الأطباء حيث منعت عن الحركة العشوائية وكنت أتناول المسكنات، سمعت عن أدوية طبيعية من أعشاب وزيوت، قررت استعمالها فهي طبيعية وليس لها أعراض جانبية، وبالفعل لاحظت تحسناً ملموساً على وضعي الصحي، وجئت اليوم لاستكمال العلاج وأخذ الدواء».

النباتات الطبية عرفها الإنسان بالتجربة، واهتدى إلى علاج أمراضه بواسطتها عن طريق التجربة أيضاً، واستخدمتها شعوب العالم قاطبة المتحضرة منها والبدائية، فطب الأعشاب هو أقدم شكل معروف من الطب وقد استخدم أكثر من 80% من سكان الأرض الأعشاب في معالجة أمراضهم، ولا تزال الأعشاب الطبية هي العلاج الأساسي للكثير من الشعوب حتى وقتنا الحاضر.