ما إن تدخل محله التجاري حتى تفاجئك ابتسامته الواسعة وترحيبه الجميل، ليرافقك بعدها عبر أرجاء محله المخصص لبيع الألبسة الرجالية بكافة أنواعها.
يعرض عليك بضائعه التي أخذت مكانها على الرفوف والزوايا بشكل لافت ومتقن، هو مهندس زراعي تخلى عن وظيفته لأنه وجد نفسه في التجارة، هذا هو السيد بشار المعاز الذي يملك محلا لبيع الألبسة الجاهزة في شارع أرسلان في محافظة السويداء إلى جانب سينما السرايا، متزوج ولديه أربع أولاد، يعمل في التجارة الحرة منذ عام 1990 ولغاية هذا التارخ eSuweda التقت السيد المعاز وكان لها الحوار التالي:
أنا خريج الهندسة الزراعية وقد مارست العمل الوظيفي لمدة 7 سنوات ولكن كما تعرف العمل الوظيفي يعتبر ذا دخل محدود وهو روتيني أكثر من اللازم وأنا بطبعي كنت أحب التجارة لأنها تحمل في طياتها آفاق واسعة ونقلات جيدة على المستوى المادي لمن يحسن العمل فيها وكان أن تركت العمل الوظيفي وبدأت بالعمل بها منذ عام 1990 حيث بدأت بتجارة الألبسة المفرقة في محل استأجرته في تلك الفترة.
طبعا أي عمل يعطى الجهد المطلوب يجب أن يحصد المرء منه نتيجة طيبة فأنا كنت أجمع مرابحي من تجارة الألبسة المفرقة وأتوسع قليلا قليلا وأضفت إلى هذا تصنيع الألبسة من خلال معمل خياطة وافتتحت مكتباً لتوزيع الألبسة بالجملة لمدة 8 سنوات وبعدها اشتريت المحل الذي نحن فيه.
طبعا التجارة عرض وطلب، وطلب الزبون هو البضاعة الجيدة والسعر المنافس وهنا أحب أن أذكر اننا في هذه التجارة لدينا ثلاثة أشهر هي كانون وشباط وآذار هي فترة ركود تجاري لأن الألبسة مطلب ثانوي أمام بقية متطلبات فصل الشتاء وبالتالي فأنا عبر هذه التنزيلات اقوم بتشجيع الزبون على الشراء حتى ولو بمرابح بسيطة ولكن كما يقول المثل المصري (بيع كثير تكسب كثير) أي إن المنفعة هنا متبادلة.
طبعا الافضل هو الموسم الصيفي وخاصة بما يخص الألبسة الرجالية فالصيف كما يقال بابه واسع ويكون هناك مساحة لتبديل الملابس أكثر فبالشتاء تسيطر المعاطف على موضوع اللباس.
لا البضاعة الموجودة هي بضاعة سورية ولكن أغلبها من القماش المستورد والتصنيع السوري ممتاز والأسعار منافسة ليس محليا فقط بل عالميا والمستهلك لديه ثقة كاملة ببضاعتنا.
لا أريد التعليق على اقتصاد السوق لأن تعريفه غير واضح بعد ولكن نحن مع المنافسة التي تؤدي إلى الأفضل، وأريد التعليق على نظام الفوترة الذي يطالب بتطبيقه حاليا فهذا ينعكس سلبا على التاجر لأنه إجراء يزيد الروتين والأجدر هو البحث عن جودة القطع قبل التدقيق على فوترتها فالتنافس كفيل بخفض الأسعار.
التجارة كما يقال هي مهنة تحتاج إلى فن وذوق وأخلاق وأنصح كل من يفكر بالعمل بها أن يلتزم بهذه المبادئ لأن العمل في هذه المهنة بحاجة إلى السمعة الحسنة أولا لكي يحافظ التاجر على زبائنه وكمية المبيع فما الفائدة بتحقيق مرابح كبيرة والبيع ليوم واحد فقط؟
- هل لك كلمة أخيرة؟
شكرا لكم في هذا الموقع الذي لاحظنا من خلال ما فهمناه منك أنه يهتم بكل الأعمال الناجحة والأشياء الجميلة في هذا الوطن وهذه بادرة طيبة وجديدة فاسمح لي أن اشكر كل القائمين على العمل فيه.