قد تكون مشكلة المركز الثقافي العربي في مدينة "شهبا" مشكلة واحدة لجميع المراكز الثقافية في القطر، وهي قلة المريدين لمتابعة الأنشطة الثقافية، ما ينعكس على نفسية المحاضر وأصدقاء أي مركز يتابعون نشاطاته لشعورهم بالوحدة، والعجز عن انضمام أصدقاء جدد، وتساءل هؤلاء عن المشكلة في هذا الإحجام من قبل الناس، وعن الحل؟.

موقع eSuweda تابع النقاش المفتوح الذي دعى إليه المركز الثقافي العربي في "شهبا"، حيث طالب الأستاذ "إبراهيم أبو كرم" من رئاسة المركز الثقافي بوضع بيانات دقيقة عن الحضور طوال سنة كاملة، وأهم النشاطات التي تابعوها باهتمام، وأن تكون البرامج التي تقدم مفيدة للناس، وقال: «المركز الثقافي غني بنشاطاته فقير بمريديه، وهذه الناحية تختلف بين المدينة والقرى التي لا يوجد مكان لوافد جديد أثناء المحاضرة، ولهذا أسبابه، وليست مهمة المراكز الثقافية تراكم المعلومات والمعارف، وأعتقد أن لغة الحوار هي الحل، وليس ذلك انتقاص للأدب أو الاقتصاد أو الزراعة أو غيرها، ولكن تكرار بعض المحاضرات والأسماء يصيب الناس بالملل، فالهدف من الندوات خلق حوار ثقافي الذي لا يأتي إلا من خلال التحاور المستمر مع الحضور، وليس مجرد عرض معلومات وأرقام بلا أي طائل، ونؤكد على مسألة الإعلانات عن الندوات في وسط المدينة والمدارس من أجل إيجاد أصدقاء جدد للمركز».

إن غياب جيل الشباب سوف يوقع المراكز الثقافية بأزمة في المستقبل، ويجب الاهتمام من قبل إدارة المركز بنوعية المحاضرين وعدم إلغاء وإقصاء الآخر، واحترام عقل المتلقي من قبل المحاضرين

الشاعر "حسين ورور" طالب بفتح مسابقة للقصة القصيرة أو الشعر مخصصة لجيل الشباب، وقال: «كل النشاطات التي قام بها المركز كانت جيدة، وتعامل الموظفين مع الزوار يستحق الشكر، وأعتقد أن النمو العددي للمهتمين بالنشاطات الثقافية يجب أن يتولاه أصدقاء المركز من خلال دفع معارفهم وأصدقائهم للحضور».

الأستاذ إبراهيم أبو كرم،

وأكد الباحث "زياد النداف": «أن موضوع قلة عدد رواد المركز يعود لأسباب كثيرة يعرفها القاصي والداني، ولكن على جيل الشباب أن يتفاعل بقوة مع المراكز، ويجب إيجاد طريقة ما لجعله من الرواد، لأنه أمل المستقبل ويحمل على عاتقه المفهوم الثقافي، وأقترح تشكيل لجان ثقافية داخل المدارس، تكون صلة الوصل بين المركز والمدرسة لتشكيل أصدقاء جدد، وفي الحقيقة لا يوجد ثقة كبيرة في بعض المجالات التي تقدم في نشاط المركز، وأغلب المحاضرات ليست على مستوى مناسب على الرغم من وجود كم ثقافي هائل في المحافظة».

وطرح الأستاذ "سالم ناصيف" المهتم بالشؤون الثقافية مسألة غياب جيل الشباب ونوعية المحاضرات، وقال: «إن غياب جيل الشباب سوف يوقع المراكز الثقافية بأزمة في المستقبل، ويجب الاهتمام من قبل إدارة المركز بنوعية المحاضرين وعدم إلغاء وإقصاء الآخر، واحترام عقل المتلقي من قبل المحاضرين».

الاستاذ ابراهيم طحطح.

وعلى العكس من "ناصيف" لم يجد عضو مجلس المحافظة، والمهتم بالشؤون السياسية وعالم الانترنت "إبراهيم طحطح"، أن هناك إقصاء للآخر، وقال: «يجب تكريس الوقت للتوثيق والقضايا الأساسية التي تهم الوطن والمواطن على حد سواء، والهدف معرفة ماذا يدور حولنا في العالم، وأنا مع النقاش المفتوح لأنني لا أعتقد أن هناك أي حالة من حالات الإقصاء للآخر».

رئيس المركز الثقافي الأستاذ "منير أبو زين الدين" قال لموقع eSuweda أنه يبذل جهوداً كبيرة من أجل جلب أسماء كبيرة في سورية يغنوا عمل المركز، وقال: «كثير منهم يعتذر عن القدوم إلى "شهبا"، ويتكبر على التواجد في مركز غير معروف، وهذا ليس ذنبنا أبداً إزاء ما يحدث، وبخصوص الحضور في الأمسيات والنشاطات التي يقوم فيها المركز على مدى العام، فهي مشكلة المراكز كافة على صعيد القطر، وقد حاولنا التواصل مع إدارات المدارس في المدينة بشكل أسبوعي، غير أنهم لم يحضروا هم الفعاليات فكيف طلابهم؟. ونحن نأخذ بكل المقترحات التي عبر عنها أصدقاء المركز، وسوف نحاول التواصل مع مجموعات من المدارس لإغماء المركز بالحضور، أما من ناحية المحاضرين فنحن نشكل في كل سنة لجنة لاختيار المحاضرين من أهم النقاد والأدباء والشعراء وأصدقاء المركز على صعيد المدينة، ونطرح مجموعة من الأسماء كل في مجال خبرته لاختيار الذي يناسب اهتمامات الناس».

الأستاذ الباحث زياد النداف