«نقوم بالتخلص من النفايات الطبية وذلك ضمن الإمكانيات المتوافرة، لأننا نحتاج لاعتمادات معينة وهي غير مرصودة بالميزانية».

الحديث للدكتور "أمين بدرية" مدير صحة السويداء الذي أضاف لموقع eSuweda يوم السبت الواقع في 1/11/2008: «ومن حيث الإجراءات تم وضع صناديق سلامة في كل الأقسام في مشفى "الباسل" في "صلخد" ومشفى الشهيد "زيد الشريطي" في "السويداء"، وذلك للتخلص من النفايات الحادة (رؤوس إبر، مشارط،...) كما يتم فصل النفايات الطبية في العمليات (شاش، دم، قطن...) عن باقي النفايات المطبخية. ويوجد في مشفى الباسل جهازا تعقيم لمشفى السويداء (كتاب رقم 8160/ص تاريخ 16/10/2008)».

هناك اهتمام بمعالجة هذه النفايات، حيث تم تشكيل لجان خاصة لمعالجة النفايات وفرزها في أماكنها ونقلها من قبل سيارات البلدية

وأشار مدير الصحة إلى أن الترحيل بالنسبة للنفايات يتم إلى مكبات مجلس مدينة السويداء التي تتابع عملية التخلص منها ولا تعطي هذه النفايات لمتعهد خاص بسبب عدم توافر الاعتماد.

ولا يزال التعامل مع النفايات الطبية في المشافي العامة والعيادات الخاصة يلفه الإهمال، حيث تتزايد وتيرة النقاش في كافة الأوساط حول مسألة التخلص من الكميات المتزايدة من النفايات الطبية بشكل آمن، مدفوعاً بمخاوف تتعلق بالصحة العامة وتحقيق حماية بيئية أفضل.

وبسبب اعتبار النفايات الطبية أشد خطراً من النفايات العادية يتطلب التخلص من المنتجات الطبية المستعملة في المشافي سياسات صارمة لتجنب انتشار الأمراض ومنع وصول الكيمياويات الخطرة إلى المياه الجوفية، ما جعل من تخزين النفايات والتخلص منها أمراً شائكاً.

من أجل ذلك خصص القانون رقم /49/ للعام 2004 المتعلق بالنظافة وجمال الوحدات الإدارية فصلاً خاصاً بالنفايات الطبية والتعليمات التنفيذية التي توضح شروط تجميع ونقل ومعالجة النفايات بطرق صحية وآمنة للإنسان والبيئة.

ماذا عن واقع معالجة النفايات الطبية الناتجة عن المشافي والمراكز الصحية الحكومية والخاصة؟

مديرية البيئة بالسويداء قدرت كمية النفايات المطروحة من المشفى العام وحده /350 كغ/ يومياً، وميزت المديرية بين نوعين من المخلفات، صلبة وسائلة.

1- عدم وجود خطة متكاملة لمعالجة النفايات الطبية الصلبة من حيث – عدم وجود حاويات خاصة لهذه النفايات- عدم إجراء فرز بل تجمع إلى جانب النفايات الأخرى- عدم وجود سيارات خاصة لنقل هذه النفايات– عدم وجود وسائل وقاية فردية لعمال النظافة في المشفى دم لحظ ذلك في عقد النظافة المبرم مع القطاع الخاص– والأهم عدم وجود محرقة خاصة بمعالجة النفايات الطبية الصلبة في المشفى كله، علماً أنه يوجد في المشفى العام جهود فردية من العاملين المهتمين بهذا الموضوع حيث تم جمع المشارط والسيرنكات ضمن بيدونات بلاستيكية ريثما يتم تأمين مطمر آمن من قبل البلدية لدفنها والتي لم تؤمن لغاية الآن مكان خاص للطمر، والتي لا يجوز حرقها بشكل مكشوف نظراً لانبعاث الأبخرة الضارة بالصحة العامة لاحتوائها على مواد كيميائية مختلفة، علماً أنه يوجد جهازان لتطهير النفايات الطبية الصلبة بالبخار في مشفى "صلخد" ولكنهما غير مستثمرين بسبب عدم توافر الأكياس الخاصة على الرغم من مطالبة الإدارة بتأمين هذه الأكياس.

2- النفايات الطبية السائلة: ولها طرق بدائية جداً للمعالجة في مشفى الشهيد "زيد الشريطي" تتلخص: بوجود غرفة ترسيب بعدها يتم تعقيم المياه بمواد كيميائية قبل أن يتم صرفها إلى شبكات الصرف الصحي ولكن هذا غير محقق أيضاً ولا تتم المعالجة بأي شكل من الأشكال. وقد تم توجيه كتاب للسيد المحافظ بهذا الخصوص ورد فيه: «مخاطبة وزارة الصحة لضرورة تأمين الأكياس الخاصة لجهاز التطهير وطرح معالجة نفايات المشفى العام بالسويداء بأحد الأجهزة والإيعاز للمشافي الخاصة لتأمين أجهزة تعقيم أو تطهير للنفايات الموجودة فيها».

الدكتور "جمال مسعود" مدير مشفى العناية الخاص: «هناك اهتمام بمعالجة هذه النفايات، حيث تم تشكيل لجان خاصة لمعالجة النفايات وفرزها في أماكنها ونقلها من قبل سيارات البلدية».

ختاماً: من الضروري تضمين وسائل الوقاية الفردية للعمال والأدوات المساعدة وضرورة تركيب وحدة معالجة للنفايات السائلة والصلبة بكل مشفى قبل طرحها إلى شبكة الصرف الصحي ينتهي إلى الأودية مباشرة مما يلحق أضراراً كبيرة على البيئة والصحة بشكل عام.