تطل على الشارع الرئيسي في وسط مدينة "شهبا"، وتبعد عن ساحتها الرئيسية مسافة 300 متر، وعن البوابات الشمالية العملاقة مسافة متقاربة، فهي إذاً تتوسط المدينة من كل الاتجاهات لتشكل معلماً مهماً يقصده الناس في ذهابهم وإيابهم.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 16/4/2013 الآنسة "نهاد البيطار" التي تحدثت عن الكنيسة، وما تقدمه من خدمات بالقول: «تقع كنيستنا في قلب مدينة الإمبراطور "فيليب العربي" الذي بنى مدينة "شهبا" على شاكلة عاصمة الإمبراطورية الرومانية، وكانت الكنيسة التي حملت اسم الرسول "بولس" نقطة الوصل والمحبة بين الناس في مدينة "شهبا"، حيث لا توجد أي فروقات بينهم، فرحهم واحد، وحزنهم واحد، والدين في المعاملة، ولذلك تجد بشكل يومي المواطنين يرتادون الكنيسة كما يرتادون الجامع والمجلس، وقد اعتدنا أن نلجأ إلى المشايخ الأجلاء في المحن، كما نلجأ إلى كنيستنا، والفضل في ذلك يعود للأب "طوني" الذي زرع في عقولنا وقلوبنا محبة الله والآخرين، بالإضافة إلى شيوخ البلدة الذين يحثون الناس على المحبة والصدق في التعامل».

لا يتجاوز عدد العائلات المنضوين تحت سقف الكنيسة السبعين بيتاً، فالرعية قليلة جداً قياساً بعدد السكان، والعائلات هم من آل "الحداد"، آل "البيطار"، آل "النمور"، آل "المخول"، آل "البدين"

أما عن تسمية الكنيسة فأضافت: «هي اليوم منارة للمحبة التي تجمع كل الناس تحت سقفها في المدينة التي بناها الإمبراطور العربي "فيليبو بولس"، وهذا الأخير الذي حكم "روما" في أواسط القرن الخامس الميلادي كان قد حمل اسم الرسول "بولس" الذي بشر بالمسيحية في هذه الأرض لمدة ثلاث سنوات، فحملت الكنيسة اسمه.

الهيكل وهو القسم الثاني في الكنيسة

الأب "طوني البطرس" تحدث عن بناء الكنيسة، بالقول: «بدأ البناء في الكنيسة التي تتوسط المدينة في العام 1925 على يد الوجيه المسيحي "خليل الحداد"، وقام سيادة المطران "نيقولاس القاضي" مطران "حوران" و"جبل العرب" بتأمين الأموال اللازمة للبناء، وقد ساعدت العائلات المسيحية وأهالي المدينة قدر المستطاع في البناء الذي اكتمل بعد ثلاث سنوات، وهي مبنية من الحجر البازلتي الذي تشتهر به المنطقة هنا، ومقسمة إلى قسمين: الأول يسمى صحن الكنيسة، وهو المكان الذي يجلس فيه الرعية في القداديس والصلوات، والثاني الهيكل أو قدس الأقداس كما نطلق عليه.

وبعد فترة من الزمن توسعت الكنيسة بالملحقات القائمة حالياً، مثل البيت السكني الكامل الذي يقطنه خادم الكنيسة، والقبو الذي يضم صالة كبيرة للمناسبات التي تجري فيها، وهناك غرف ملحقة بالقبو لتعليم الأطفال الصغار أصول الدين والأخلاق والتربية، هي كتب صادرة عن وزارة التربية، وفي الحقيقة أن تعليم الأطفال يقتصر على يوم واحد في الأسبوع فقط، أما خارج الكنيسة فقد قمنا ببناء عدد من المحلات التجارية الموجودة على الشارع العام، ونقوم بتأجيرها من أجل زيادة الريوع للكنيسة ولخدمة الرعية والمواطنين في المدينة».

الأب "طوني البطرس".

وعن الكنائس القديمة في المدينة، والتي خلفها الاحتلال الروماني للمنطقة، أضاف: «لا شك أن الرومان قد بنو الكثير من الكنائس التي ما زال بعض آثارها باقياً إلى الآن، فهناك بقايا كنيسة في بيت بجوار شارع البلاط، وفيها الكثير من المعالم التي ما زالت صامدة إلى الآن، وهناك كنيسة كانت موجود في منطقة "طفحة" التي تهدمت ونقلت حجارتها إلى المدينة، ويقول الأب "متري هاجي أثناسيوس" في كتابه (سورية الجنوبية) إن السيد المسيح عليه السلام قد مكث في تل "المسيح" مدة ثلاثة أيام لينشر المحبة، ولذلك حمل التل اسمه».

وعن النشاطات الاجتماعية التي تقوم فيها الكنيسة في المنطقة، أشار: «نحن في مدينة يغلفها الحب والوئام بين كل مكوناتها الدينية والاجتماعية، فالفرح والحزن واحد، وتلاحظ دائماً أن زوار الكنيسة من كل الطوائف، فأي مكان ديني هو قريب من الله الواحد.

"شهبا" من غوغل إرث

وضمن المتوافر من المساعدات التي تأتي لكنيستنا عن طريق الأهالي والرعية والمغتربين، نقوم بتقديم المساعدات العينية للفقراء دون تمييز، وهناك أمر لا بد من ذكره دائماً، فعندما يتوفى شخص من أي طائفة يقوم أهله بتخصيص جزء من المال كحسنة للكنيسة، والتي بدورها تقدمه إلى الفقراء والمحتاجين، والحقيقة أن بعض الحسنات تأتينا من القرى المجاورة، ونحولها بدورنا إلى سلل غذائية لتصل لمستحقيها، وعندما نحتاج أموالاً لمساعدة الفقراء في البدء بمشروع صغير نطلب المال من المطرانية التي تمدنا به».

وعن التواجد المسيحي في المدينة، ذكر: «لا يتجاوز عدد العائلات المنضوين تحت سقف الكنيسة السبعين بيتاً، فالرعية قليلة جداً قياساً بعدد السكان، والعائلات هم من آل "الحداد"، آل "البيطار"، آل "النمور"، آل "المخول"، آل "البدين"».