الحراج في محافظة "السويداء" عبارة عن غابة متقهقرة نتيجة تغير الظروف المناخية عبر الزمن، وتعرف حسب علم الحراج باسم "ماكي السويداء"، والأشجار الموجودة فيها هي تلك الأشجار التي استطاعت التأقلم مع الظروف البيئية القاسية من ارتفاع في درجات الحرارة عن معدلاتها، إلى انخفاض معدل الهطول المطري.

المهندس الزراعي "طارق هنيدي" من شعبة التنوع الحيوي وإدارة المحميات في دائرة حراج "السويداء"، تحدث "لموقع مدونة وطن – eSyria" عن أبرز النباتات المعمرة في حراج "السويداء" بالقول: «يشكل السنديان العادي 95% من الحراج الطبيعية في "السويداء"، وتشكل مرافقات السنديان 5% من "البطم الأطلسي" و"اللوز البري" و"الزعرور" و"الأجاص السوري" و"السماق" و"القيقب" و"السويد الفلسطيني".

يشكل السنديان العادي 95% من الحراج الطبيعية في "السويداء"، وتشكل مرافقات السنديان 5% من "البطم الأطلسي" و"اللوز البري" و"الزعرور" و"الأجاص السوري" و"السماق" و"القيقب" و"السويد الفلسطيني". هذا الغنى بالأنواع الحراجية بالرغم من ضيق المساحة الممتدة عليها والتي تشكل 0.6% من مساحة المحافظة جعل من حراج "السويداء" لوحة ربانية جميلة، لوحظ أثناء الجولات والزيارات الميدانية لمواقع الحراج، العديد من الأشجار المميزة بحجمها وعمرها وضخامة جذعها "كالسنديان" إضافة إلى ندرة بعضها مثل "الملول" و"الميس" و"القيقب"

هذا الغنى بالأنواع الحراجية بالرغم من ضيق المساحة الممتدة عليها والتي تشكل 0.6% من مساحة المحافظة جعل من حراج "السويداء" لوحة ربانية جميلة، لوحظ أثناء الجولات والزيارات الميدانية لمواقع الحراج، العديد من الأشجار المميزة بحجمها وعمرها وضخامة جذعها "كالسنديان" إضافة إلى ندرة بعضها مثل "الملول" و"الميس" و"القيقب"».

شجر الملول

وفي شرح تفصيلي عن أبرز النباتات النادرة والمعمرة في المحافظة، أضاف المهندس "طارق" بالقول: «لنبدأ مع شجرة "الملول" التي تتواجد بأعداد محدودة في محافظة "السويداء" حيث تنتشر أغلب نباتاته في حيازات خاصة مما أدى إلى قطع أعداد كبيرة منه، والملول شجرة يصل ارتفاعها بين 5 – 15م ذات جذع ثخين وتاج كروي، الأوراق جلدية متأخرة السقوط، خضراء لامعة على الوجه العلوي، ومكسوة بأشعار بيضاء على الوجه السفلي ذات قاعدة مدورة أو قلبية، وشكل بيضوي وحافة ذات أسنان كبيرة ينتهي كل منها بشعرة.

ثمار هذه الشجرة مفردة غالباً، لاطئة ذات قدح كوري قطره يتراوح بين 2 – 4 سم، وحراشفه ثخينة منحنية نحو الأسفل، الثمرة أطول من القدح بمرتين أو ثلاث مرات، ينتشر من ارتفاع 1000 – 1150 متر عن سطح البحر.

المهندس "طارق هنيدي"

ومن الأشجار النادرة والمميزة أيضاً، شجرة "الميس" وهي شجرة يصل ارتفاعها بين 20 – 25 متر، جذعها أبيض تاجها كروي أو بيضوي، أغصانها رمادية والأوراق متساقطة بيضوية ذات نهاية مستدقة الحافة، مسننة أو منشارية ذات وجه علوي أخضر غامق عليه أشعار خشنة والوجه السفلي مغطى بأشعار أكثف، الشمراخ طويل والزهرة خماسية، تبرز الأسدية من الزهرة والثمرة كرزية، هذه الشجرة نادرة جداً في محافظة "السويداء" حيث توجد شجرة واحدة في بلدة "قنوات" على ارتفاع 1150 متر عن سطح البحر، وشجرة واحدة في بلدة "المزرعة" على ارتفاع 800 متر عن سطح البحر، ويتم إكثار هذه الشجرة من قبل دائرة الحراج بمشتل العين الحراجي».

ومن الأشجار المتوافرة في الحراج "السنديان العادي" والبطم الأطلسي"، وقد سجل عدد منها كأشجار معمرة في المنطقة، عنها أضاف "هنيدي": «يوجد في محافظة "السويداء" شجرة بطم معمرة معروفة على أنها مقام ديني، وهي شجرة "أم الكباش" الموجودة في قرية "الخرسا" حيث يبلغ محيط جذعها ثلاثة أمتار، على ارتفاع 800 متر عن سطح البحر، وبالنسبة لشجر البطم بشكل عام، يحتل المرتبة الثانية من حيث السيادة في حراج "السويداء" بعد السنديان، حيث ينتشر في منطقة "اللجاة" و"قنوات" و"عتيل" و"سليم" و"مفعلة" و"ضمنة السويداء" و"الرحى" و"الكفر" و"مياماس"، وهو شجرة متساقطة الأوراق يصل ارتفاعه من 4- 20م في كثير من الأحيان أغصانها بنية إلى رمادية اللون، أوراقها بيضاوية إلى متطاولة، تعتبر من الأشجار الملائمة للتشجير في المناطق الجافة وشبه الجافة.

شجرة الميس النادرة

أما بالنسبة للسنديان العادي يعتبر النوع السائد في حراج "السويداء" وهو شجرة يصل ارتفاعها بين 4.5 – 5 أمتار، وقد تصل إلى 15 متر وقطر الجذع قد يصل إلى متر في كثير من الأحيان، الأوراق دائمة الخضرة ذات حافة مسننة شوكية يعتبر نوع مقاوم للبرودة، أليف الضوء، بطيء النمو ويحتمل الأتربة الصخرية الفقيرة، يوجد العديد من أشجار السنديان المميزة بحجمها ومحيط جذعها على امتداد الحراج في المحافظة منها شجرة سنديان في بلدة "قنوات" في منزل أحد المواطنين، محيط جذعها 2.5 متر، وشجرة أخرى غربي طريق "قنوات – سليم" محيط جذعها 3 أمتار».

هذه الأشجار المميزة والنادرة، من المؤكد أنها تضفي مسحة جمالية رائعة على المكان الذي توجد فيه، إلا أن وظيفتها تتعدى الزينة، فهي تستخدم في الكثير من علاجات الطب البديل وطب الأعشاب، فعن أبرز فوائدها الطبية حدثنا السيد "سليم الحميدي" الخبير في هذا المجال، وصاحب مركز "ابن سينا" للتداوي بالأعشاب قائلاً: «للعديد من الأشجار الحراجية فوائد علاجية كبيرة، إذ تستخدم للعديد من علاجات الطب البديل، ومنها السنديان العادي المتواجد بكثرة في "السويداء" حيث يستخدم في علاج التهاب اللوزات والتهاب اللثة والالتهابات المهبلية والبواسير وتقرحاتها والذبحة الصدرية، ويستعمل مغلي أو منقوع أو كمادات.

و"البطم الأطلسي" فقد بدأنا نشهد العديد من المحاولات لاستخراج زيت البطم، الذي يتمتع بخواص علاجية قيمة ومفيدة، والبطم بشكل عام يستخدم كمطهر رئوي وقابض ومنبه، وهناك شجر اسمه الزعرور هذا النوع من الأشجار ينتشر في حراج "الكفر" و"مياماس" و"الرحى" و"قنوات" و"ضمنة السويداء"، وهو شجرة متساقطة الأوراق يصل ارتفاعها إلى 10م، يستخدم كخافض للضغط ومهدئ للأعصاب، وفي علاج حالات النقرس ومقو للقلب ويساهم في تنظيم ضربات القلب، وهو نافع للحروق والالتهابات الجلدية، يستعمل مغلي أو طازج أو مستحضر عجيني أو مستحضر جاف أو صبغة أو مربى أو كمادات.

بقي "شجر السماق" وهو شائع في العديد من الاستخدامات الغذائية، وهو شجيرة صغيرة زرعت منذ القديم في حوض البحر المتوسط للاستفادة من ثماره في الطبخ، ومن أوراقه لدباغة الجلود حيث تحوي 35% عفص، ينتشر في المحافظة في منطقة "ظهر الجبل" حول كروم التفاح والعنب، وفي حراج "الكفر" و"الرحى" و"قنوات".

يستعمل في علاج آلام الحلق والقروح وقابض للإفرازات الرحمية، وفاتح للشهية ومقو للهضم، كما يستعمل للتلوين والصباغة».